هل الحب حلال أم حرام قبل الزواج
هل الحب حلال أم حرام قبل الزواج موضوعًا يشغل الكثير من العقليات في الوقت الحالي حيث أن قبل الشروع في بدء علاقات جديدة قبل زواجهم، يظل جميعهم مُنشغلين مُتسائلين عما إذ كان ذلك مُحللاً أم مُحرمًا، لطالما كان الحُب الصادق هو الخروج من الذات والتمحور حولها لإعادة اكتشاف الأخر، والاتحاد به، وإقامة علاقة طيبة معه كان من الضروري الإجابة أولاً على سؤال “هل الحب حلال أم حرام قبل الزواج من خلال موقع الماقه”
هل الحب حلال أم حرام قبل الزواج
كانت مُهمة العثور على الزوج قديمًا تكاد تكون مُخصصة للآباء فقط ولكن في عالمنا اليوم أخذ الشباب على مسئولية العثور على شُركائهم، وحرية اختيارهم، ولا يوجد في الأديان السماوية ما يمنع الحب أو يُحرمه فخلقنا الله وبداخلنا القدرة على الحُب، والرغبة في العطاء والمُشاركة، حيث يميل الفرد بالغريزة والفطرة التي خُلق عليها إلى إقامة علاقات مع الجنس الآخر، لكن لابُد وأن يتم ذلك في إطار من الحُدود المقبولة بالطريقة الصحيحة والشرعية لأن يتم ذلك بإشراك العائلات منذ مراحل مُبكرة.
موقف الإسلام من الحبُ
يُقدس الإسلام الحُب ويمتدحه، فقط إذا كان يتسم بالصفات والخصال الشرعية الذي حددها وأوحي بها، مُشيرًا إليها في كتابه الذي يدعو للمودة والاحترام والرحمة في الزواج، حيث أن للحبُ مكانة في الدين تبعد كل البعد عما أصابه من مفاهيم خاطئة وأفكار مغلوطة شائعة.
وخير مثال على ذلك قصة حُب سيدنا محمد والسيدة خديجة وكيف قال بأنه “رُزق حُبها” وأعجب بها وتزوجها دون أن يُفقده ذلك أمانته وسلوكياته الأخلاقية، مُبتعداً عن المُواعدات والوقوع في الفواحش، مُبطلاً بذلك حجج الشباب بضرورة قضاء وقت كثير مع الشخص ليتمكنوا من حُبه.
الاتجاه القلبي للحُب
الميل القلبي للحُب لا يُعتبر من الُحرمات ذلك إذ كان القلب نقيًا وصالحًا وخاليًا من الشهوات المُحرمة، حيث أن القلب بطهارته يقود الإنسان لفعل الصلاح، وإرضاء الله، ومراجعة الإنسان لنفسه باستمرار لمعرفة ما إذا كانت دواخله تُرضي الله أم تُغضبه ليقوم بإصلاحها وتقويم نفسه وميوله والتخلص من شهوات قلبه، فلا يندفع إلى أي علاقة استمال لها قلبه ولا يتعلّق بالعلاقات الغير الشرعية.
* إذا كان تعلّق القلب فعلاً خارج عن إرادة الإنسان لا يؤخذ عليه، أما إذا ذهب الإنسان بإرادته الحُرة مُنساقًا بشهواته ودوافعه مُؤديًا ذلك من خلال المُواعدات والنظرات المُحرمة واللمسات وكذلك الاختلاط يؤخذ عليه ذلك الفعل الذي سيقوده إلى الكثير من الذنوب والإثم.
وهناك العديد من الآيات التي تُحرم ذلك الفعل الذي ينساق فيه الإنسان بحُرية إرادته ومنها:
وهي من أكثر الآيات التي تُجيب عن سؤال هل الحب حلال أم حرام قبل الزواج وما فيها من تحديد موقف الله من ذلك الشخص الذي يُقدم حُب تلك الأشياء، وارتكاب الفواحش والذنوب عن حُب الله وطاعته وخوفه.
مواصفات الحُب المُحلل والحُب المُحرم قبل الزواج
إشراك الأهل منذ البداية، لتقوم ببناء علاقتك في النور على مسمع من عائلتك وأقاربك، فإذا رغب رجل في الزواج من امرأة، فيجوز لها التحدث معًا، ورؤية بعضهما البعض على شرط أن يكون ذلك بحضور الأب أو أحد أفراد البيت وأن يفعل ذلك من خلال مسافة آمنة مُحافظًا على حدود كل منهما، أما إذ لم يرغب في الزواج منها فليس له الحق في ذلك.
إذا ظهرت العواطف في القلب خارجة عن الإرادة والسيطرة مع عدم الخطأ فيها، فلا إثم عليهم إذا لم يؤدي ذلك إلى شيء يخالف شرع الله، حيث أن الميل لا يؤخذ عليه ولا حرج عليه، إنما الشهوانية التي لا يحكمها ضوابط هي من تؤخذ على المرء، لذلك لابد من أن يقوم الإنسان بإعادة تقويم سلوكياته والتحكم في رغباته وعدم تركها بلا لجام.
لا يجوز للرجل الاتصال بالمرأة مُطلقًا، ولا أن تتواصل المرأة مع الرجل وتُبدي رغبتها في الزواج منها، بل أن يُخبر وليها بذلك.
المُلامسات الجسدية خارج إطار الزواج من المُحرمات، حيث تُحذر جميع الأديان السماوية من عدم الاقتراب من الزنا ولو بالتخيلات بل يأمرهم بغض بصرهم فيما يتعلق الأمر بالجنس الآخر، فيصبح بذلك التقبيل على الشفتين، ومسك اليدين، والمُعانقة، أو أي اتصالات جسدية من المُحرمات، لأنها وبكل تأكيد سوف تقود إلى الزنا في النهاية، الأمر الذي يقود إلى غضب الله.
فتاوى تُجيب على سؤال هل الحب حلال أم حرام قبل الزواج
ما تم نشره سابقًا بدار الإفتاء الشرعية مُوضحًا الفرق بين الحبُ الحقيقي الذي يستميل صاحبه إلى العفة والطهارة مبنيًا على الأخلاق والقيم، سائرًا على نهج الرسول داعيًا إياه إلى الزواج في علاقة سليمة صحية لا تُخالف شرع الله، وبين ذلك الحُب الذي يقتاده إلى اتباع شهواته وهواه وارتكاب الإثم وإثاره حنق الله وغضبه، ومن الآيات التي تؤكد على ذلك التحريم قوله تعالى:
نتائج العلاقات المُحرمة قبل الزواج
يوجد بعض النتائج التي تحدث بسبب العلاقات المُحرمة قبل الزواج، والتي سوف نتعرف عليها من خلال النقاط التالية:
- فقدان الطهارة والعفة، وذلك بتدنيس القلب وفقدان قُدسية العلاقة بجناحها تجاه المُحرمات.
- التأثيرات الجسدية لعلاقات ما قبل الزواج وما تقود إليه من تأثيرات نفسية عميقة تتسبب في الكثير من الإساءات الجسدية والنفسية.
- الاكتئاب والقلق والتوتر الشديد الذي سيحل بالطرفين نتيجة ما يرتكبونه وذلك لعدم ارتياح القلب تجاه ذلك، ووخز الضمير، والشعور بالذنب الدائم.
- وصمة العار، وغضب الله وعقابه الذي سيحل بالطرفين في الآخرة إذا لم يعملوا التوبة، والرجوع إلي الله بما يرضيه وحده، وقطع تلك العلاقات ورفض الدخول فيها مجدداً.
- رفض المُجتمع والشعور بالخزي الشديد بين الأقارب والجيران، وسيادة العديد من المشاكل.
- الحبُ الذي يقود إلى الأعمال المُحرمة سيقود أيضًا إلى بناء زواج على معصية الله مُفتقرًا إلى البركات، مُنعزلاً عما أقره الله في كتابه مُجيباً مرات كثيرة عن سؤال “هل الحب حلال أم حرام قبل الزواج” وما يتسم به الحُب المُحلل وما يُبني عليه من أساس الرحمة والمودة والسكينة وطاعة وصايا الله.
الحبُ سلاح ذو حدين يمكنه أن يجعل من حياتك جنة على الأرض إذا كان اتجاهك صحيحًا وسليمًا من البداية، ويمكنه أن يُدمر حياتك ويجعلك تخسر الآخرة إذا اتبعت هواك وشهواتك غير مُباليًا بما حرمه الله وما حللّته الشريعة.