تجربتي مع فسخ النكاح

منذ 30 أيام
تجربتي مع فسخ النكاح

إن تجربتي مع فسخ النكاح كانت من أشد وأسوأ التجارب التي من الممكن أن تخوضها أي سيدة في مجتمعنا العربي الشرقي، فقط لما يخص الدوامة التي تدخل فيها المرأة بالمحاكم عند رفعها دعاوى الطلاق أو الخلع، ولكن لما عانيته من أضرار غاية في السوء بسبب هذه التجربة القاسية، وسوف أطرح من خلال موقع الماقه تفاصيل التجربة بالكامل لكي تتمكن كل سيدة من الإفادة منها.

تجربتي مع فسخ النكاح

أنا امرأة من مدينة جدة في المملكة العربية السعودية أبلغ من العمر اثنين وثلاثين سنة، تجربتي مع فسخ النكاح بدأت منذ ما يزيد عن عام تقريبًا، وذلك لأنني قد تزوجت من شخص يكبرني في العمر بعشرين سنة، وفي البداية كان شخصًا جيدًا وسويًا إلى حد كبير، ولكن الأمور سرعان ما تغيرت وتبدلت بشكل جذري.

بدأ زوجي السابق أن يكون شاكًا جدًا ويوجه لي اتهامات غاية في السوء وأنا فوق مستوى الشبهات، ولا دليل عنده على ما يدعيه في حقي ولا مبرر لتصرفاته الغريبة، وكنت أحاول أن أرضيه وأثبت له عكس ما يفكر به لكي يهدأ باله ولكن من دون أدنى فائدة.

تطورت الأمور بسرعة أكبر حتى أصبح يتطاول عليَّ بالسب والقذف والشتم بألفاظ نابية، وأنا لا أحد لي لكي أذهب إليه فوالدي ووالدتي متوفان منذ أعوام وخالي الذي زوجني من ذلك الشخص مقيم في إحدى الدول الأوروبية، ولهذا كان يتطاول أكثر لأنه لا يجد من يقف بوجهه أو يدفع عني الأذى ويرده.

زادت الأمور عن حدها وأصبح يرفع يده ويضربني ولا ينفق على البيت حتى وإن كنت مريضة لا يتنازل ويشتري لي الدواء، وطلبت منه الطلاق بالمعروف وحمدًا لله أنني لم أنجب منه، ولكنه لم يوافق ولم يرضَ بفكرة الطلاق وصمم على أن نبقى متزوجين لكيلا أطالبه بأي حق لي، وكان شرطه أنني إذا انفصلت عنه أتنازل عن كامل مستحقاتي.

رفع دعوى النكاح في المحكمة

استكمالًا لعرض تجربتي مع فسخ النكاح، لم أجد أمامي حلًا سوى أن ألجأ للقانون السعودي لكي يخلصني من هذا الوضع وأنهي هذا الارتباط الإجباري، وتحدثت إلى محامٍ بالفعل وأخبرني بأن رفع هذه الدعوى يلزم له بعض الإجراءات الروتينية، وتلك الإجراءات تتلخص في:

  • اللجوء إلى المحاكم المتخصصة في مثل هذه الأمور وهي محاكم الأحوال الشخصية.
  • ملء الاستمارة الخاصة بطلب الطلاق، والتي يمكن الحصول عليها من خلال الموقع الحكومي أو من المحكمة بصورة مباشرة.
  • تسجيل موعد معين لرفع الدعوى، ويتم ذلك من خلال القسم الخاص بالإحالات والمواعيد في المحكمة.
  • الحضور إلى المحكمة في الموعد المحدد.
  • تقدم الدعوى بواسطة محامٍ متخصص في الأحوال الشخصية، ويجب أن يتضمن تقديم الدعوى كل الأسباب التي دفعت المرأة إلى رفع الدعوى.

كانت أسباب رفع دعوى فسخ النكاح هي الضرر والسب والقذف، ولقد تابع المحامي جميع الإجراءات واستمرت المفاوضات والإجراءات القانونية في المحكمة لمحاولة الوصول إلى حل يرضي الطرفين عسى أن تنصلح الأمور.

لكنني لم أوافق على طلب القاضي بأن أرجع مرة أخرى، ولقد قدمت تقاريرًا من الطبيب الشرعي يثبت أنني تعرضت إلى الأذى الجسدي، بالإضافة إلى إحضار شهود من الجيران أدلوا بشهادتهم أنني كنت أتعرض إلى الضرب.

بعد ثمانية أشهر من المماطلات والإجراءات والتأجيلات ربحت القضية، ولقد ضمن لي المحكمة كافة حقوقي من زوجي السابق، وألزمته بدفع غرامة مالية كبيرة مقابل ما تحملته من أذى وتعدٍ، وبالرغم من أن تجربتي مع فسخ النكاح في المحاكم السعودية كانت قاسية بعض الشيء، إلا أنها أنقذتني من مصير أسود كان أن يودي بحياتي إذا استمريت به.

ما هو فسخ النكاح

استكمالًا لعرض تجربتي مع فسخ النكاح يجب أن أوضح لكل سيدة سواءً كانت من المملكة العربية السعودية أو من أي بلد آخر ماذا يكون فسخ النكاح، ويقصد بعقد النكاح هو عقد الزواج العادي، وهو طلب يتم تقديمه من قبل النساء في السعودية لمحاكم الأحوال الشخصية.

الهدف منه هو انفصال الزوجة عن زوجها عن طريق المحكمة في حال لم يرد الزوج تطليقها بشكل ودي وبالتراضي، ورفع قضايا فسخ النكاح في محاكم السعودية هي نفسها قضايا الطلاق أو قضايا التي ترفعها المرأة في المحاكم المختصة بتلك الأمور مثل محاكم الأخرى.

ما هو الفرق بين فسخ النكاح والطلاق

قبل أن أخوض تجربتي مع فسخ النكاح لم أكن أعرف أنه يوجد فرق كبير فيما بين الاثنين، والفروق بين الفسخ والطلاق تتمثل في:

  • يختلف حكم المهر فيما بين فسخ النكاح والطلاق قبل حدوث الدخول، بمعنى أن المرأة المطلقة يحق لها أن تأخذ نصف مهرها أما بالنسبة إلى المرأة في حالة الفسخ لا يحق لها أن تأخذ المهر.
  • الفسخ هو قطع لعقد الزواج من الأساس، أما بالنسبة إلى الطلاق فهو نتيجة لأمر شرعي وله أحكام في الشريعة الإسلامية التي بنيت عليه، سواءً كان الطلاق رجعيًا أم بائنًا.
  • فسخ النكاح يكون ناتجًا عن حكم فاسد أو صحيح، أما بالنسبة إلى الطلاق فيكون حكم يلحق بعقد الزواج.
  • فسخ النكاح لا ينقص بعدد الطلقات، أما الطلاق فينقص بعددها.
  • للفسخ أسباب معينة منها ما يرجع للزوجة ومنها ما يرجع للزوج، أما بالنسبة إلى الطلاق فغالبًا ما ينتج عن الخلاف وسوء العشرة فيما بين الزوجين.

شروط وأسباب فسخ عقد النكاح

على المرأة أن تكون على دراية بأن رفع قضايا فسخ النكاح يحتاج إلى توافر بعض الشروط أو السمات، وهذه الشروط تتلخص في:

  • يحق لكلا الطرفين من العلاقة أن يطالب بفسخ النكاح ولكن شرط أن يكون هناك عيب في الطرف الآخر ولكنه تعمد إخفائه عند عقد الزواج، فبمجرد أن يثبت وجود هذا العيب يحق فسخ العقد.
  • أن يكون عقد الزواج باطلًا من الأساس، بمعنى أن يكون غير مكتمل الأركان الرئيسية مثل الشهود أو ولي الأمر.
  • عدم وجود كفاءة أو قدرة كافية على تحمل المسؤولية لدى أحد من الطرفين، وذلك فيما يخص الإنفاق أو تأمين الاحتياجات الرئيسية للبيت ولأفراد الأسرة.
  • أن يكون الزوج سكيرًا أو يتعاطى المخدرات فهذا يتعارض تمامًا مع أحكام الشريعة الإسلامية.
  • اللعان فيما بين الزوجين.
  • أن تكون الزوجة هاجرة لزوجها لمدة ليست بقليلة من دون سبب واضح.
  • أن يكون الزوج يسيء معاملة زوجته ويلحق بها الأذى المعنوي بالتعدي عليها بالسب والقذف.
  • البلوغ وذلك في حال كان أحد الطرفين قد تزوج فيما مضى من دون جده أو أبيه.
  • أن يكون أحد الطرفان قد ارتد عن الدين الإسلامي.
  • وجود عيب ما في أحد طرفي الزواج يعوق الاستمتاع.
  • إذا قام الزوج بالزواج من أحد محارمه من النساء.

رفع دعوى فسخ الزواج إلكترونيًا

لم أكن أعرف فيما مضى أن الحكومة السعودية قد أتاحت إمكانية رفع دعاوى فسخ النكاح إلكترونيًا في وقت سريع وبإجراءات بسيطة، وهذا يتم في وقت قياسي جدًا من خلال اتباع الخطوات التالية:

  • الدخول إلى بوابة ناجز الإلكترونية عبر معلومات في أبشر.
  • إدخال كلمة المرور الخاصة بالمستخدم بالإضافة إلى اسمه وإدخال كود التحقق.
  • سوف تصل رسالة نصية على الهاتف المحمول يجب إدخال مضمونها في الخانة الخاصة بكلمة المرور المؤقتة.
  • الانتقال إلى الصفحة الرئيسية لناجز.
  • إدخال الإيميل الخاص بالمستخدم، ثم النقر على أيقونة الحفظ والمتابعة.
  • تحديد خيار الخدمات الإلكترونية.
  • النقر على زر المحاكم ثم صحيفة الدعوى.
  • النقر على أيقونة إنشاء طلب جديد مع ضرورة تحديد تصنيف الدعوى، والتصنيف هنا يكون محكمة الأحوال الشخصية.
  • تحديد التصنيف الفرعي لطبيعة الدعوى وهنا نقصد دعاوى النكاح والفرقة.
  • تحديد نوعية الدعوى وهي فسخ النكاح ومن ثم النقر على خيار تعهد.
  • القيام بإضافة المدعين مع ضرورة إحضار كافة البيانات من منصة أبشر الإلكترونية.
  • ملأ الخانات الشاغرة بالبيانات المطلوبة بشكل رئيسي مثل رقم الهاتف المحمول واسم المدينة وعنوان الحي والبريد الإلكتروني.
  • إضافة أسماء المدعى عليهم مع تحديد النوع وهو فرد أما الصفة فتكون أصيل.
  • إدراج كافة البيانات المطلوبة مثل نوع الهوية وتاريخ الميلاد بالهجري والميلادي، بالإضافة إلى الرقم الخاص بالهوية والاسم بالكامل ورقم الهاتف المحمول.
  • القيام بتحديد المحكمة ثم تحديد الصفة الخاصة بمدخل البيانات في الدعوى القضائية، مع تحددي أصيل أم وكيل ثم ملأ كافة الحقول الشاغرة.
  • إدخال الأسباب الدافعة لرفع دعوى فسخ النكاح وإضافة الطلبات الأخرى، هذا إلى جانب الأسانيد الخاصة بالطلبات في حال وجودها.
  • إدراج المرفقات الضرورية إن وجدت.
  • النقر على أيقونة الإرسال، ثم انتظار تلقي اتصال من المحكمة للتبليغ بإقرار طلب أو دعوى فسخ النكاح.
  • شروط فسخ النكاح من دون عوض

    أدركت من خلال تجربتي مع فسخ النكاح في محاكم المملكة العربية السعودية أن هناك شرطًا واحدًا إذا توفر يصبح النكاح مفسوخًا بإذن من القانون ولكن من دون وجود أي تعويض للرجل، وهذا الشرط يتمثل في أن يكون الزوج غير سوي عقليًا أو نفسيًا.

    أو يتعاطى المواد المخدرة أو يشرب الكحوليات، حيث إن تلك الأفعال لها أثر نفسي وجسدي بالغ كما أنها تخالف حدود الدين الإسلامي، أما بالنسبة إلى الحالات التي يكون فيها فسخ النكاح من دون عوض فهي تتمثل في:

    • أن يكون للرجل عذرًا صحيًا يحول دون قيامه بإتمام العلاقة الزوجية.
    • كراهية المرأة للزوج مما يدفعها إلى فسخ عقد النكاح لكونها لا تقوى على معاشرة رجل تكرهه.
    • تعرض الزوجة إلى الإهانة الجسدية أو النفسية أو الحبس لفترة طويلة.

    الفرق بين فسخ النكاح بعوض ومن دون عوض

    لدعوى فسخ النكاح بين الأزواج نوعان، الأول وهو فسخ النكاح من دون تعويض والثاني هو فسخه ولكن مع وجود تعويض تدفعه المرأة للرجل، والفرق فيما بينهما يتضح من خلال الآتي:

    1- فسخ النكاح بعوض

    المقصود به هو المبلغ أو العطية التي تبذلها الزوجة لكي تفدي نفسها ويتم فسخ عقد النكاح، كما أن مقدار العوض المقدم من أجل فسخ الزواج يجب أن يكون مساويًا لمقدار مؤخر الصداق الخاص بها أيًا كان وضعه وحالته شفويًا أم مكتوبًا.

    هذا ما يتم الاتفاق عليه بين الرجل والمرأة وجدير بالذكر أنه يجب أن يكون مساويًا من حيث القيمة الخاصة بالمهر الذي سبق وأن دفعه الزوج للزوجة، ولكن من الممكن أيضًا أن يزيد بعض الشيء من دون المبالغة في الزيادة لأنه يكون مدفوعًا للرجل وهذا أمر لا يليق بالرجال عمومًا، وهناك نوعين فقط من العوض وهما:

    • العوض المادي ويكون مالًا أو ذهبًا أو فضة.
    • العوض العيني ويكون قطعة من الأرض أو بيتًا أو سيارة.

    2- فسخ النكاح من دون عوض

    في هذه الحالة يتم الاتفاق بين الزوجين ضمن إطار الدعوى المقدمة من ناحية المرأة، بعدها يتم عقد جلسة أخرى يحاول فيها القاضي أن يصلح بين الطرفان، أما في حالة إثبات ما تدعيه المرأة في حق الزوج من أشياء تحرضها على كراهيته، يقبل القاضي دعوى فسخ النكاح من دون أن يلزم المرأة بدفع أي تعويض لزوجها.

    بالرغم من كون تجربتي مع فسخ النكاح كانت غاية في الصعوبة ولها تأثير سلبي على حالتي النفسية حتى الآن، إلا أن هذا القانون أنصفني في النهاية وينصف الكثير من السيدات اللاتي يعانين أشد المعاناة في زواجهن، ولقد كان من أفضل القوانين الخاصة بالأحوال الشخصية والأسرة التي تم استحداثها وإحلالها ضمن نصوص قانون السعودية.


    شارك