كيف يؤثر التعرض للتحرش الجنسي نفسيًا على الفتيات؟

منذ 30 أيام
كيف يؤثر التعرض للتحرش الجنسي نفسيًا على الفتيات؟

كيف يؤثر التعرض للتحرش الجنسي نفسيًا على الفتيات؟ وما هي مراحله؟ حيث قد تتعرض الكثير من الفتيات أو السيدات لمشكلة التحرش ولو لمرة واحدة في حياتهن، وبالرغم من تنوع أسلوب التحرش سواء لفظي أو جسدي، ولكنه في كل الحالات يترك آثرا سلبيا داخل نفسها، ويجعلها تعيش في صدمة يمكن أن تصل لعدد من السنوات، وقد تصاب بالزعر والاكتئاب عند تكرار الموقف معها أو حدوث شيء مشابه له، وسوف نتعرف على التفاصيل عبر موقع الماقه.

كيف يؤثر التعرض للتحرش الجنسي نفسيًا على الفتيات؟

  • عادة ما تصاب الفتيات التي تتعرض للتحرش بصدمة نفسية عميقة يطلق عليها مصطلح التروما في علم النفس.
  • وهي تكون نتيجة المفاجأة والألم الذي يظل في نفسيتها لفترة طويلة وتعجز عن تخطيه أو السيطرة عليه.
  • فيجعلها في حالة من الرعب والقلق الدائم ويشغل حيز كبير من تفكيرها، مما يؤثر عليها في كل أمور حياتها ويجعل تتجنب الآخرين.
  • ويمكن عند بعض الحالات يتسبب في رفضها للعلاقات العاطفية، لأنها أصبحت بمثابة قلق وخوف دائم لها وقد يستمر ذلك الأمر لعدة سنوات.
  • فغالبا لا تتوقف الصدمة على وقت التحرش فقط، ولكنها تمتد لتؤثر على حياتها بالكامل وتجعلها في حالة من الزعر والقلق بشكل مستمر.
  • وخاصة في حال استرجاع الموقف أو حدوث أي شيء يذكرها به، سواء من موقف مشابه أو تجدد المشاعر التي مرت بها حين الصدمة.
  • لذلك توصلت جميع الأبحاث الطبية أن أكثر الصدمات النفسية التي تتعرض لها المرأة في حياتها تكون من خلال التعرض للتحرش.
  • وذلك يمتد لجميع دول العالم، حيث تتعرض امرأة من كل 10 سيدات في الدول الأوربية للتحرش عبر مواقع الإنترنت في عمر أقل من 15 عاما.
  • أما دول شمال أفريقيا والشرق الوسط تصل نسبة التحرش بهما إلى ما يقرب من 40 إلى 60% وذلك في الشوارع والميادين العامة.

ما هي مراحل التأثير النفسي للتحرش

عندما تتعرض الفتاة أو السيدة للتحرش سواء في الشوارع أو المواصلات أو أماكن العمل والجامعات وغيرهم، فإنها تمر بمراحل نفسية متعددة، تختلف تبعا لنوعية العنف الذي تعرضت له، حيث تتمثل في:

مرحلة الصدمة

  • الشعور الذي ينتج عن تعرض الفتاة للتحرش هو من أبشع الأشياء التي يمكن أن تتعرض لها.
  • وذلك نتيجة تحرك مشاعر كثيرة بداخلها عند وقوعها ضحية لهذا الفعل المشين الذي لم تكن تتوقعه أو تستعد له.
  • فيتولد بداخلها شعور بالخوق والقلق مع العجز لعدم قدرتها للدفاع عن نفسها بالإضافة إلى الإحساس بالظلم الذي وقع عليها.
  • ولكن أثبتت الكثير من الدراسات أن الفتاة التي استطاعت التصدي للمتحرش والوقوف له، عادة لا تمر بمرحلة الصدمة النفسية.
  • وذلك لأنها تمكنت من مواجهته ورد حقها بما يرضيها، مما يشعرها بالثقة والجرأة أكثر في أخذ حقها من أي شخص يحاول الاعتداء عليها.
  • وعندها لا تشعر بالفزع والإهانة التي تكمن في نفس الفتاة التي استسلمت للأمر ولم تصد المعتدي عنها.
  • كما أوضحت منظمة الأمم المتحدة أن ما يقرب من 80%، ممن تعرضوا للتحرش لا يستطيعون الإبلاغ عن ذلك خوفا من الفضائح، وبذلك يتم اختيار الصمت وترك الفاعل يهرب بفعلته دون أي رد فعل يمنعه من تكرار هذا الأمر.

مرحلة اضطراب ما بعد الصدمة

  • بعدما تتخطى الفتاة مرحلة الصدمة والخوف الشديد، تبدأ في مرحلة جديدة مليئة باللوم والعتاب للنفس.
  • وذلك لعدم قدرتها على التصدي للمعتدي والوقوف له للدفاع عن نفسها.
  • فتشعر بالقهر والظلم وفقدان الثقة بنفسها، ويمكن أن يصل بها الأمر للعزلة وتجنب الخروج نهائيا حتى لا ترى أحد.
  • وعادة تتوقف مدة هذه المرحلة على طبيعة شخصية الفتاة، فمنهن من تستطيع تخطي الأمر في خلال 7 أيام، ومنهن قد تستمر لديها الحالة لعدة أشهر.
  • بالإضافة إلى طبيعية الموقف ونوعية الأذى الذي تعرضت له.
  • وتتوقف فرصة تحسنها ونسينها للأمر على مدى قرب أو بعد الشخص المعتدي عنها، وهل هو من دائرة الأقارب والأصدقاء أو شخص لا تعرفه.
  • كما لابد من وجود الدعم النفسي ممن حولها من تحبهم وتثق بهم، حتى تستطيع تخطى الأمر.

ونتيجة للمرور بهذه المرحلة تظهر لها عدة أعراض وهي:

  • التوتر الدائم.
  • عدم القدرة على النوم بشكل طبيعي ومريح.
  • اضطرابات بالشهية فقد تقل بشكل ملحوظ، أو تهرب من المشكلة للطعام وتزداد شهيتها.
  • ملازمة الحزن لها.
  • العزلة الاجتماعية.
  • التعرض للاكتئاب.
  • العصبية الشديدة ورد الفعل المبالغ فيه.

مرحلة الذكريات

  • تشير معظم الدراسات النفسية أن عند تخطي مرحلة ما بعد الصدمة بكل مخاوفها وقسوتها، تأتي مرحلة جديدة وهي الذكريات.
  • وذلك بمعنى إنها تقوم بتخزين هذا الموقف المؤلم في حقيبة ذكرياتها القاسية والمؤلمة، ومع مرور الوقت تذهب للذاكرة بعيدة الأمد.
  • ولكن بالرغم من ذلك سريعا ما تسترجع الأمر، إذا تعرضت لشيء مشابه، أو عند رؤيتها لفتاة أخرى تتعرض لذلك.
  • وبعدها يمكن أن تعود الفتاة لنفس أعراض الخوف والقلق مرة أخرى، وتبدء في لوم نفسها وعتابها لعدم مواجهة المعتدي.
  • ويمكن أن تلجأ حينها للسيناريوهات المزيفة للواقع، وتقوم من خلالها بأخذ حقها من الجاني، حتى ترضي نفسها وتقنعها بأنها استطاعت التصدي له بكل ثقة.
  • معظم الفتيات اللاتي تعرضن للتحرش، يمكن أن لا يمروا بتلك المرحلة بنفس الأعراض.
  • ولكن بتجربة من مروا بها، قالوا إنها أسوء المراحل بسبب استعادة جميع الأعراض المؤلمة مرة أخرى للعديد من المرات.

آثار التحرش على الفتاة من الناحية الصحية

لم تقتصر آثار التحرش على الجوانب النفسية فقط، ولكنه قد يصيبها ببعض الأمراض الجسدية نتيجة ما تتعرض له من أعراض مؤذية للبدن، حيث تتمثل هذه الآثار في:

  • أشارت بعض الدراسات الطبية أن معظم السيدات اللاتي تعرضت للتحرش أصيبن بمرض ارتفاع ضغط الدم، وذلك نتيجة الضغوط النفسية والشعور الدائم بالقلق والخوف.
  • يسبب أيضا اضطرابات بالنوم، وعدم القدرة على الراحة الجسدية والخضوع للنوم لعدد الساعات المطلوبة.
  • يمكن أن يؤدي إلى كره النفس وعدم الرغبة في الحياة، والشعور بالحاجة إلى الانتحار.
  • قد يسبب الضغط النفسي الناتج عن التحرش الشعور الدائم بألم في الجسد وخاصة الرقبة والظهر، والرغبة في التواجد في السرير دائما.
  • لا تستطيع ممارسة حياتها بشكل طبيعي، ويصبح لديها شيء من العدوانية والعصبية في التعامل مع الأخرين.
  • التعرض لمشاكل في الجهاز الهضمي وقد يتسبب في فقد الشهية وانخفاض الوزن بشكل ملحوظ.
  • وقد تصاب بالصداع لعدة أيام متواصلة، مما يظهرها بشكل يغلب عليه التعب والإرهاق الدائم.
  • يجب على الأسرة والأصدقاء مساعدتها في تخطي تلك المرحلة حتى تعود لطبيعتها، مع تجنب تذكيرها بالحادثة مرة أخرى، وإذا لم يستطيعوا ذلك من الأفضل عرضها على طبيب نفسي.

آثار التحرش على الفتاة من الناحية الدراسية والمهنية

  • إذا تعرضت الفتاة للتحرش خلال المرحلة الدراسية، يكون لذلك آثار وخيمة عليها.
  • لأنها تتعرض لضعف التركيز مما يسبب لها تراجع نتائجها الدراسية وقد يؤدي إلى الفشل في حالات عديدة والابتعاد عن الدراسة نهائيا.
  • أما من الناحية المهنية فقد يتسبب التحرش في ارتكابها للعديد من الأخطاء التي قد تعرضها للعقوبات واستبعادها عن الترقيات المحتملة.
  • وقد يؤدي ذلك إلى انتقالها لمصلحة متدنية أو الطرد نهائيا من العمل.

شارك