السيطرة على الغضب في علم النفس
كيف يُمكن السيطرة على الغضب في علم النفس؟ وما هي أسباب الغضب؟ توجد عدة طرق يتبعها علماء علم النفس مع مرضاهم أو يتبعها الشخص نفسه لمعرفة كيفية السيطرة على ذاته وانفعالاته في المواقف التي يواجها مع المحيطين به، كما يوجد الكثير من الأسباب الوراثية والجينية التي تجعل الأشخاص ينفعلون بسرعة، وسوف نتعرف على الطرق الصحيحة التي تجعل الشخص متحكم أكثر في غضبه أمام الآخرين من خلال موقع الماقه.
السيطرة على الغضب في علم النفس
هناك الكثير من التفسيرات التي توضح تعريف الغضب مثل: أنه حالة يشعر بها الإنسان يكون بها ما بين الانزعاج والغيظ الكبير المصاحب لارتفاع في ضربات القلب وضغط الدم، وتوجد طرق كثيرة تعمل على السيطرة على الغضب والتحكم به تتمثل في النقاط التالية:
- ذكر الله: يعتبر ذكر الله تعالى من أهم الأسباب التي تجعل الشخص قادر على التحكم في غضبه وانفعالاته كما قال تعالى: “الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ”، وتعد كثرة الاستغفار من الأمور التي تجعل الشخص هادئ ومسيطر على نفسه.
- الابتعاد عن عوامل الغضب: يجب على الشخص الغاضب الابتعاد عن الأماكن التي تؤثر عليه بالسلب وتشعره بالغضب أو الأشخاص الذين يقومون باستفزازه حتى لا يفقد السيطرة ويفعل ما قد يفقده احترامه أو حب الناس له.
- التحرك بكثرة: يعد التحرك بكثرة من الأسباب التي تزيد القلق والتوتر في نفس الشخص الغاضب مما يؤدي إلى زيادة شعوره بالغضب والتقليل من قدرته على السيطرة على نفسه.
- مراجعة النفس: يعتبر تهذيب النفس ولومها من الأمور التي تحسن من رد فعل الشخص الغاضب في الحقيقة، وذلك من خلال مراجعة النفس ومعرفة السلبيات التي تقوم بها أثناء الغضب مثل الصراخ أو كسر الأشياء.
- التنفس ببطء واِسترخاء: يساعد التنفس ببطء على أخذ وقت من الراحة والتفكير مما يساعد على التحكم في الذات.
- التفكير في الأعراض الجسدية: التفكير في ردود فعل الجسد أثناء الغضب من الأسباب التي تشتت الانتباه وتجعل الشخص الغاضب أكثر هدوء من خلال تأمل عدد نبضات القلب أو سرعة التنفس.
- العد من واحد إلى عشرة: يعطي العد الشخص الوقت الكافي لتنقية الكلمات وترتيبها كما يعد من طرق السيطرة على الغضب في علم النفس قبل أن يتفوه بأي شيء قد يؤثر على علاقته بالآخرين بالسلب أو فعل ما قد يندم عليه.
- تجهيز الذات للحوارات مسبقًا: يجب على الشخص القلق من حدوث حوار بينه وبين أحد الأشخاص قد يشعره بالغضب وعدم السيطرة، التحضير لهذا الحوار مسبقًا من خلال تدوين بعض الأفكار والملاحظات التي ترتب أفكاره وتجعله يتعامل بطريقة أكثر عقلانية.
- التركيز على الحلول بدلاً من المشاكل: محاولة التفكير في حل مشكلة ما قد واجهت الشخص وأثارت غضبه من الأمور التي تجعله يتعلم من أخطائه ومحاولة إصلاحها وعدم الوقوع بها مرة أخرى.
- المواظبة على التمارين: تساعد التمارين الجسم على التحكم في معدل إفراز هرمونات الغضب والتوتر وهي الأدرينالين أو الكورتيزول، كما أنها تحفز إفراز هرمون السعادة في الجسم مما يؤدي إلى تخفيض مستوى الأدرينالين في الجسم والتحكم في الغضب.
أسباب غضب الشخص أكثر من اللازم
توجد أمور كثيرة تدل على أن شخص الغاضب يشعر بالغضب في أغلب أمور حياته أكثر من غيره من الأشخاص، وتوجد العديد من الطرق السيطرة على الغضب في علم النفس، حيث إنه لا يستطيع تهدئة نفسه أو أخذ الأمور ببساطة، لكن يُمكن التحكم بها عند التحكم في الأسباب وهي كالتالي:
- أسباب جينية: قد تؤثر الجينات الوراثية على الأشخاص وتجعلهم سريعي الغضب بشكل مستمر وقد وجد العلماء أنه هناك الكثير من الأطفال الذين يولدون بهذه الجينات.
- أسباب اجتماعية: تعد الأفكار السلبية التي يهتم بها المجتمع ويزرعها الوالدين في الأبناء من أسباب عدم سيطرة الأشخاص على غضبهم، فالمجتمع يعترف بمشاعر الحزن والقلق والتعبير عنها ولكنه يعتبر مشاعر الغضب وردود الأفعال العنيفة من الأمور السلبية التي لا تفيد الشخص.
- التعامل العائلي: أثبتت الدراسات أن كثير من الأطفال الذين يسهل إثارتهم واستفزازهم خارجيين من بيئة عائلية غير صحية لأي يعرف بها الأفراد كيفية التعامل مع الطفل أو التواصل العاطفي والاجتماعي معه.
- النوم بانتظام: يعتبر عدم النوم بانتظام من أسباب زيادة الأرق والشعور بالتوتر المبالغ في لذا يجب على الإنسان محاولة تنظيم عدد ساعات نومه بشكل لا يتجاوز 8 ساعات يومياً.
التعبير عن الغضب
يعد الرد الصارم القوي من الطرق الغريزية في البني أدم التي تجعله ينفث عن غضبه ومشاعره، يعتبر الغضب في بعض الأحيان من الإيجابيات ما لم يتعدى الحدود الطبيعية حيث إنه يفيد الإنسان عن التعبير عما بداخله من مشاعر سلبية، وهناك ثلاث أنواع من طرق التعبير عن الغضب قد توصل إليها العلماء من خلال بحثهم ودراسة وهي تشمل الآتي:
1-التعبير الصريح
يعتبر التعبير عن الغضب بشكل صريح من الطرق الصحيحة في السيطرة على الغضب في علم النفس وفي إخراج المشاعر السلبية والتعامل معها وعلى الشخص الغاضب معرفة كيفية التعبير عن غضبه بشكل حازم لا يوجد به أي عدوانية.
كما أن التعبير عن الغضب لا يعني التقليل من قيمة المحيطين أو عدم احترامهم بل معرفة الطريقة الصحيحة في توضيح المتطلبات أو الاحتياجات بدون حرج مشاعر الأخرين.
2- التعبير بالقمع
يعد القمع أحد أهم العوامل الأساسية التي تجعل الإنسان متحكم في ذاته حيث إنه يتم من خلال كتم مشاعر الغضب ومحاولة التفكير بأمر إيجابي مما يجعل الشخص أكثر هدوء وإيجابية ويؤثر ذلك على ردود فعله وطريقة تعامله مع من حوله بحكمة وتأني.
لكن القمع له أكثر من ضرر سلبي بجانب نفعه حيث إن التحكم الكبير في الغضب يؤدي إلى كتمه بداخل الشخص الأمر الذي من الممكن ان يكون له توابع مرضية ارتفاع ضغط الدم او الضغط العصبي، وقد يؤثر أيضًا على سلوك الشخص مما يجعل منه شخص عدواني لا يستطيع تكوين العلاقات في حياته لأنه يقوم بالتنفيس عن ذلك الغضب من خلال انتقاد من حوله أو تكسير معنوياتهم.
يعد التحكم في الغضب من السمات الحميدة في الإنسان حيث يمنعه غضبه من إيذاء الأشخاص من حوله ومعرفة كيفية أخذ القرارات الصحيحة في حياته.