الحكمة من مشروعية الزواج للفرد والمجتمع

منذ 2 شهور
الحكمة من مشروعية الزواج للفرد والمجتمع

الحكمة من مشروعية الزواج للفرد والمجتمع قد تكون أعمّ وأشمل من المفهوم المتعارف عليه وهو حفظ النوع البشري، فهي تتضمن العديد من النواحي النفسية والصحية وأيضًا العقلية، لذلك جعل الله تعالى الزواج مِنهاجًا للحياة ورابطة لها قدسية عظيمة وهذا ما جاء في كتابه الكريم: “وَمَن أَياتهِ أنّ خَلَقَ لكم مِنّٔ أَنفُسِكُم أَزواجًا لِتسكُنوا إليها وجعلَ بينكم مَودةً ورَحمة إنَّ في ذلك لَأياتٍ لِقومٍ يتفكرون”، ممّا يَبيّن لنا أهمية وفائدة الزواج وتكريم الشريعة الدينية لقيمة العلاقة الزوجية داخل المجتمع، إليكم فيما يلي عبر موقع الماقه الإلكتروني الحكمة من مشروعية الزواج للفرد والمجتمع بالتفصيل.

الحكمة من مشروعية الزواج للفرد والمجتمع

من الحِكم البالغة على مشروعية الزواج سواء للفرد أو للمجتمع هو العودة بالنفع على الجميع من هذه العلاقة المُقدسة وفق ما حدده الشرع، فإن قيمة الزواج لا تقتصر فقط على متعة الشخص الفردية من هذه العلاقة بل تتضمن أوامر شرعية ينبغي على الإنسان القيام بها وتحقيقها حتى تتحقق الحكمة من مشروعية الزواج.

كما أن الله تعالى لم يخلق شيئًا إلّا وله حكمة وعبرة واستفادة ذات ضرورة فيما يتعلق بالشيء، وعِلمًا منه عز وجل على إدراك طبيعة النفس الإنسانية وما يمكنها فعله، لهذا جعل الله سبحانه وتعالى الزواج أمرًا شرعيًا يحقق الغرض الأساسي منه وهو إشباع حاجات النفس البيولوجية.

إلى جانب ذلك فإن الحكمة من اقتضاء تحقيق الزواج هو رابط الاستمتاع بين الرجل والمرأة ببعضهما البعض مع تكوين عائلة تكون نواة هذا المجتمع، وتكون أطراف لها واجبات وعليها حقوق ينبغي تأديتها ليصبح المجتمع في حالة انشغال وحركة ونمو دائم وكل ذلك من وراء الزواج ومشروعيته التي تتحدث عنها.

كما أن الحكمة الهامّة والتي تأتي من تشريع الزواج هو الامتثال إلى أحكام الله تعالى وسنة رسوله الكريم صل الله عليه وسلم، فيما يتعلق بالزواج وأنه عبادة مثل العبادات التي تم ذِكرها في القرآن الكريم، وقد جاء في حديث النبي صلوات الله عليه وسلم عن الزواج حين قال:

يرشح لك موقع الماقه الإطلاع على: الحكمة من مشروعية الزكاة وارتباطها بصدق الإيمان

أولا: الحكمة من مشروعية الزواج بالنسبة للفرد

بينما نحن نتحدث عن الحكمة من مشروعية الزواج للفرد والمجتمع بصورة أكثر شمولية، فإن الزواج للفرد له خصوصية وقدر كبير من الأهمية والتي من أهمها ما يلي:

  • يعد وسيلة مشروعة في إطار اجتماعي للحصول على المتعة من خلال العلاقة الزوجية.
  • يساعد نفسه على أن يتعفف من الوقوع في المحرمات التي هي مَفسدة للمجتمع ككل.
  • يحفظ أخلاقه من ارتكاب الزنا والتي هي كبيرة من الكبائر التي تتطلب توبة نصوح حتى يغفر الله له هذا الفعل.
  • يعد الزواج للطرفين سكن وأمان ومشاركة في تربية الأبناء ورعايتهم.
  • الزواج للفرد مشاركة لأحلامه مع الطرف الآخر وفضفضة النفس مع التفسير التي تُشبهها، وتحقيق الأهداف والأمنيات سويًا ومواجهة ضغوط الحياة.
  • إعانة الطرفين على التقرب إلى الله تعالى والحرص على طاعته.
  • الزواج للفرد يحقق الاحتياجات العاطفية من مشاعر واحاسيس وأحاديث تتطلب مشاركتها مع شخصٍ آخر يكون سكنًا له.
  • يساعد الزواج على تخلّي الشخص من أنانيته ويدرك أنه أصبح يحمل مسؤوليات عليه القيام بها.
  • يحقق الزواج قدرًا كبيرًا من الاستقلالية للفرد علاوة على إنجاب أطفال يكونوا عمله الصالح بعد وفاته.

ثانيا: الحكمة من الزواج في إطار المجتمع

تحقيقًا لمبدأ الحكمة من مشروعية الزواج للفرد والمجتمع فإن أهمية الزواج بالنسبة للمجتمع تتحدد على النحو التالي:

  • تلاحم وترابط الأسرة وتوطيد العلاقات الاجتماعية وزيادة التعارف البنّاء بين الأطفال مع الأسرة الكبيرة لكلا الزوجين.
  • إذا كانت الأسرة الصغيرة أكثر صلاحًا فإنهم بذلك سيكونون نواة للمجتمع في إعداد نشأ صالح يساهم في تحقيق تطور المجتمع بشكل إيجابي.
  • نشر المودة والحب والرحمة والذي هو أساس الزواج، وبالتالي سيكون المجتمع أكثر محبة وعدل وصلاح.
  • انعكاس كل ما هو إيجابي على صحة المجتمع بوجه عام وهذا بدوره يحفظ المجتمعات من انتشار الانحرافات والمفاسد التي تحدث بسبب عدم الزواج في الإطار الشرعي المحدد.
  • أهمية الزواج للمجتمع هو حفظ الأنساب ومعرفة كل طفل نسبه إلى أبيه الحقيقي، ومن ثم فإن مشروعية الزواج تحمي الأطفال من جعلهم مجهولين النسب وهذا يساعد على حفظ الحقوق وبخاصة في حالة الورث بالنسبة للأم أو الطفل.
  • التباهي بعلاقة زوجية نافعة وفي إطار مجتمعي وديني مُشرَّع دون الشعور بالخجل والخزي بأن العلاقة في الخفاء ودون ضوابط شرعية تحفظ الحقوق.

ولا تتردد في قراءة المزيد عبر: شروط الطلاق السني وحكمة مشروعية الطلاق السني وما هو الحكم الشرعي للطلاق؟

ضرورة الزواج وفوائده الصحية

بالإضافة إلى الحكمة من مشروعية الزواج للفرد والمجتمع نجد أن للزواج فوائد بالغة الأهمية من الجانب الصحي وهي كـ التالي:

  • تساعد العلاقة الزوجية على الحفاظ على اللياقة البدنية للطرفين، حيث أن العلاقة الزوجية تعد مجهود بدني وهذا بدوره يتيح الفرصة في الحفاظ على الجسم وصحته.
  • في حالة استمتاع الزوجين ببعضهما البعض فإنه يتولّد شعور بالراحة والاسترخاء النفسي، ومن ثم التخلص من الأمور السيئة التي تؤدي إلى الأرق أثناء النوم.
  • المساعدة على تنشيط الذاكرة وتقليل مخاطر التعرض للإصابة بأمراض الزهايمر، حيث أن العلاقة الزوجية تعمل على تجديد خلايا الدماغ وتحسين أدائها.
  • تفيد العلاقة الحميمية داخل إطار الزواج من الجانب الصحي في الحد من الإصابة بالصداع وآلام البدن المختلفة.
  • يساعد الزواج على تحسين الحالة المزاجية للطرفين والتخلص من الإحساس بالقلق والاكتئاب والتوتر.
  • كما أن العديد من الأطباء يؤكدون على أن الزواج وتحديدًا العلاقة الجنسية المشروعة، تعمل على حماية الجسم من الأمراض المزمنة مثل، أمراض القلب والداء السكري وأمراض الجهاز المناعي.

قيمة الزواج وأهميته من الناحية النفسية

إن الزواج كما له بالغ الأهمية والفائدة في إعمار الأرض له قدر كبير من الأهمية من الجانب النفسي والتي تؤكد على الحكمة من مشروعية الزواج للفرد والمجتمع وذلك فيما يلي:

  • تحقيق رغبة الزوجين في الإنجاب وإشباع الإحساس بكونهما أب وأم، وهذا من أهم وأكثر أسباب مشروعية الزواج من الناحية النفسية.
  • تقليل التعرض للمخاوف والشعور بالوحدة والاكتئاب وأحيانًا الهلاوس التي قد تصيب الشخص، وهذا نتيجة استمراره وحيدًا دون زواج.
  • الشعور بالراحة والهدوء حين عودة الطرفين إلى بيتهما والمشاركة فيما بينهما بجذب أطراف الحديث، ممًا يساهم في التقارب النفسي والعقلي بشكل كبير.
  • زيادة الصلة القوية وبخاصة عند إقامة العلاقة الحميمية والتي تؤكد على مقدار الحب والإشباع النفسي لكليهما معًا.
  • امتزاج الروح والقلب والجسد بين الطرفين يجعلهما في ترابط قوي يتحقق معه معنى الميثاق الغليظ وقدسية الزواج وهذا يؤدي إلى شعور نفسي بطاقة إيجابية كبيرة.
  • الشعور النفسي بوجود أنيس يتم الاستناد عليه وقت الحاجة إليه ووقت الشدة والرخاء، ممًا يزيد من قوة ترابط الطرفين في كافةً الأوقات.

كما يمكنك أن تشاهد المزيد من خلال: الحكمة من مشروعية العيد في قول السلف


شارك