الأعداد السابقة

أسراب (المدعممين) وخطرهم على المجتمع

محمد الغربي عمران

راق لي منشور للموسيقار خالد حي  الكبسي على الفيس بوك.. يقول فيه.. في الجمعة صلى الناس صلاة جماعة.. ثم يتساءل فمن سيصلي عليهم بعد ذلك؟!


فكرة تنعكس على جميع مناحي الحياة في زمن كورونا.. فهل من يصلون في بيوتهم صلاتهم باطلة؟! .. فإلى متى يظل أئمة المساجد في جمع الناس لصلاة الجماعة.. وكأن لا صلاة إلا في المسجد.. ولا يقبل الله إلى ممن يصلي مع الجماعة.


وما رأيهم  في الحذر من البينات .. وهل فهموا (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة).

هناك من جعل عيده كأعياد ما قبل كورونا.. ممارسا معاودة الأهل والأصدقاء.. بل ويذهب إلى المقيل الجماعي ماضغا للقات وسط زحام هو في غنى عنه..  وآخر يقيم عرساً لابنه أو لابنته.. فيكتظ البيت بالمدعوين والمدعوات..  كل هؤلاء وغيرهم لا يقدِّرون أهمية حياتهم.. ولا حياة غيرهم.. أو أن حياتهم في الواقع ليست ذات قيمة.


وهذا عيد الفطر ذهب.. وبعد أسابيع عيد الأضحى قادم وأنتم بخير.. والحديث عن الأعياد يقودنا لمزيد من التأكيد على سلامة الأنفس.. بالابتعاد عن التجمعات بكافة أشكالها.. الدينية.. والاجتماعية.. والثقافية...  فاذا كان إمام أي مسجد لا يعقل.. فكن أنت العاقل..  وصلِّ في بيتك بعيدا عن الصفوف.. والنفس أبقى.. وإذا كان بعض الأصحاب والأهل لا يعقلون.. فلا حرج فالدين والمنطق يدعو إلى الحفاظ على النفس.. ولا تكفي التوعية بالكلمات الناعمة.. فإن أستدعى الأمر للزجر  والمخاصمة فافعل.. فالتساهل يعني الموت.. يعني أن نخلف ثكالى وأرامل وأيتام.. ولماذا؟.. لأننا نتبع المدعممين.


في النهاية المسؤولية فردية.. فإذا لم يتعظ البعض مما تضخه القنوات الفضائية من أهوال ما يحدث في جميع مدن وأرياف العالم.. ملايين مصابة ومئات الآلاف انتقلوا إلى الرفيق الأعلى.. والقادم أسوأ.. مادام كتيبة «المدعممين» لا تبالي .. فاحرص على نفسك وأفراد أسرتك ممن يعقلون.  


ولا تدخل مع مَنْ لا يعقل في جدل عقيم.. فاذا لم يعِ ما يدور.. والعالم ينتحب ويصرخ  لن يعي ما تقول... 


نحن جزء من عالم يواجه احتمال الفناء.. ويظل الأمل في العلم.. وليس الأمل في من يدفعون الناس للجماعة في المساجد.. وفي الدواوين. 


ننتظر من الله فرجاً على أيدي من يعملون لإنقاذ البشرية بعلمهم.. وليس بجهل من يزرعون التواكل في قلوب الناس.. الله يريد لنا الخير.. ونحن من نريد لأنفسنا الشر.

فلنجعل أيامنا وأعيادنا ومناسباتنا سعادة وفرح.. ولا نجعلها مآتم وأحزان.. فلن يجد أي مصاب من يغيثه.. ولا من يعالجه..  فلا يوجد لدينا سلطة متفرغة لأوجاعنا أو تخاف علينا.. جميع الأطراف المتصارعة متفرغة للقتال.. من يسيرَّون من الإمارات وغيرها.. ولا صوت يعلو فوق صوت المعركة.


أنت المسؤول عن نفسك.. وعمن تعيل أمام الله..  فلا تكن ضمن قطيع من يتركون عقولهم لمن يزرعون التواكل والدعممة. 

حول الموقع

إل مقه - نادي القصة اليمني