الأعداد السابقة

افرحوا

أوس الإرياني

لن أكون تقليدياً لأقول أن العيد لم يعد له طعم. لكن السؤال، لماذا لم يعد له طعم؟ هل حقاً كان للعيد في ما مضى طعم آخر، أم أن النوستالجيا (التوق إلى الماضي) جعلت في أذهاننا للعيد طعماً آخر.

حاول شعراء كبار أن يكتبوا عن العيد، إلا أن المتنبي كان كالثقب الأسود الذي يبتلع كل محاولة، لتبقى قصيدته الأشهر «عيد بأية حالٍ عدت يا عيد» هي أول ما يتبادر إلى الذهن عندما يستحضر واحدنا ما كتبه الشعراء في العيد.

والسرّ في ذيوع قصيدة المتنبي هو الإحساس الذي ينساب من بين ثنايا أبيات القصيدةـ والتعبير الصادق عن الحزن الذي انتاب الشاعر عندما حلّ العيد بفرحه وسروره على الناس وهو في تلك الحالة من الحزن التي بلغ ذروتها حين قال:

أصخرةٌ أنا ما لي لا تحركني * هذي المُدام ولا هذي الأغاريدُ

لقد صدق المتنبي حقاً في مشاعره في قصيدتين شهيرتين، أولاهما هي قصيدته في رثاء جدته، في ميميِّةٍ بالغة الحزن، والأخرى في داليته الشهيرة التي ذكرتها سابقاً.

إن السنوات الأخيرة، بظروفها السيئة على المواطن اليمني، أفقدت العيد معناه الحقيقيّ، إلا أنني أرى الأمور بشكلٍ مختلف، دعونا نجعل من يوم العيد هذا فرصة لنغافل الحزن ونفرح، دعونا نسرق لحظاتٍ من الفرح مستندين على شبهة الملك، فلنا حقُّ واضح في هذا الفرح، ومن أحقُّ بالفرح من شعبٍ عانى من الحرب، والحصار، والجوع، والفقر، وداسته جماعات الخلاف السياسي بأقدامها وهي تتصارع في ما بينها.

فعاندوا الحزن وافرحوا.

 


أعْيدت.. والفَرَحْ عَادْ.. عَمّ كُلَّ البلادْ


ربّنا ربّ جَوّادْ.. بالتفاريح جادْ


فاسعدوا.. السَّعْد وَلاّدْ.. لو بَدَأتوه زادْ


والفَرَحْ هُو تصيّادْ.. يُنْتَزَعْ باصطِيادْ


عاندوا الموت يا اولادْ.. بسّ يكفي حدادْ


وازرعوا الأرض ميلادْ.. يبتدي بالحصادْ


وادفنوا كلّ الاحقادْ.. والغَضَبْ والسَّوَادْ


واجعلوا الصّبح أعيادْ.. بالثياب الجدادْ


والأغاني والانشادْ.. وافرحُوا لو عِنَادْ


 

حول الموقع

إل مقه - نادي القصة اليمني