الأعداد السابقة

هواوي.. الحظر وأسبابه

م. فادي الأسودي

شركة واوي كما تنتطق بالانجليزية أو خواوي كما تنطق بالصينية او كما تعرف في العالم العربي هواوي Huawei هذه الشركة المعروفة جدا في مجال الاتصالات والكثير منا يعرف واوي من اجهزتها الذكية المحمولة، لكن للاسف قام رئيس الولايات المتحدة باتخاذ قرار تقييد نظام الأندرويد عن هذه الشركة.

وبالفعل شركة جوجل قامت بتنفيذ الاوامر، ولكن ماذا يعني تقييد نظام الأندرويد على شركة واوي، وماذا سيحدث بملاك اجهزة واوي الذكية الان؟


كثر الجدل بخصوص هذه النقاط أعلاه وهنالك الكثير من الذين يشككون وأيضاً من يسخرون ويتوقعون خسارة شركة واوي على المدى الطويل.


ماذا يعني تقييد نظام أندرويد؟

الان دعوني أوضح بعض النقاط وأيضاً وجهة نظري من الجانب التقني. طبعاً تقييد نظام الأندرويد من اجهزة واوي الذكية هو ان الأجهزة(الجديدة) او بمعنى أخرى الموديلات الجديدة هي التي سوف يتم اصدارها من الان وصاعداً سوف تكون من نسخة Android Open Source Project

سوف تقول لي الآن النسخه أندرويد كما هو مذكور اعلاه ولن يتغير شي, لكن دعني اشرح لك ماهو الفرق بين ال Android Open Source Project ونظام ال Android الذي تستخدمه الان

نسخة Android Open Source Project هي نسخة اندرويد ولكن منزوعة من تطبيقات جوجل, يعني لن تجد بها جوجل بلاي ولا الخرائط ولا يوتيوب ولا اي تطبيقات تخص جوجل.

ونسخة الأندرويد التى انت تستخدمها الان هي في الاساس نسخة Android Open Source Project لكن مع إضافة تطبيقات جوجل المعروفة, وايضاً مع دعم شركة جوجل لك من حيث التحديثات العادية وايضاً الأمنية.


الآن دعنا نعد للنقطة التى بدأنا منها وهي ان جوجل قيدت نظام اندرويد على شركة واوي, فهذا يعني انها لن تحصل على حزمة تطبيقات جوجل وأيضاً لن تحصل على تحديثات النظام والتحديثات الأمنية. والآن المهمة كاملة ستكون لتطوير النظام وإنزال التحديثات النظامية والأمنية على شركة واوي بما يتناسب على أجهزتها.


هل واوي سوف تتاثر؟

شخصياً أرى ان شركة واوي لن تضرر كثيراً من هذا القرار لعده اسباب ومنها:

أجهزة واوي سوقها الأول هو الصين, والصين كما هو معروف عليها تطبق حظر على أي شيء أمريكي, فلديهم محرك بحث و شبكات اجتماعية وكل شيء خاص بهم تقريباً, يعني وجود قرار مثل هذا لن يؤثر كثيراً من ناحية التطبيقات الخاصة بجوجل لأنها محظورة من الأساس, وأيضاً لو لديك هاتف واوي سوف تجد أن الجهاز يأتي محملاً به بعض التطبيقات التى تخص الشركة والمشكلة فقط في تحديثات النظام الأساسية والتى سوف يتمكن من تنفيذها بالتأكيد مهندسو شركة واوي.


الشيء الآخر والمهم هو أن شركة واوي قد جهزت لمجيء يوم مثل هذا, وقد تكلمت في عده مؤتمرات عن نظامها الجديد والذي سوف يتم تركيبه على أجهزتها الخاصة, وبذلك تكون واوي حلت المشكلة من الأساس.


ماذا الآن عن ملاك أجهزة واوي؟

إذا كان لديك جهاز واوي الأن فلن تتأثر بأي شيء تقريباً وستبقى لديك تطبيقات جوجل كاملة ولكن لن يكون لديك أي تحديث على مستوى النظام من شركة جوجل, ولكن بالتأكيد سوف تحصل على بعض التحديثات من شركة واوي مباشرة.

أما اصحاب الأجهزة التى سوف يتم إصدارها لاحقاً في هذه السنة أو في السنوات القادمة, ستكون أمام خيارين إما استخدام نظام واوي الجديد إذا تم تركيبة على الأجهزة, أو استخدام الـ Android Open Source Project والذي سوف يأتي من غير حزمة تطبيقات جوجل ولكن بكل تأكيد سوف تجد الكثير من التطبيقات التى توفرها لك واوي او سوف نجد بعض الحيل workarounds لتنزيل حزمة تطبيقات جوجل على أجهزة واوي.


شركة واوي سوف تبقى مثل ماهي الآن متربعة على عرش الأجهزة الذكية لأنها فعلياً تنتج أجهزة مميزة ورائعة وأيضاً رخيصة الثمن, وسوف تجتاز واوي هذه العاصفة بسهولة.


اسباب الحظر

في البداية سبب المشكلة وهو أن الولايات المتحدة دائماً ما تتهم الحكومة الصينية وشركاتها بالتجسس عليها, ولكن الهجوم الآن على شركة واوي سببه كثرة الشكاوى بأن هناك بوابات خلفية backdoors وهذه البوابات تسمح بسحب البيانات وإرسالها الى شركة واوي, وكثيرة هي الحوادث inceidents التى حدثت وتكررت وآخرها كان في نهاية إبريل 2019 مع شركة فودافون – إيطاليا وهذه حادثة واحدة من ضمن الكثير من الحوادث, حيث أن شركة فودافون قد أبلغت واوي بوجود البوابة الخلفية بين عامي ٢٠١١ – ٢٠١٢ ووعدت واوي بإصلاحها ولكنها عادت الآن.


نعود الآن إلى الولايات المتحدة وقرار الحظر, في مثل هذه منتصف عام 2018م على ما أتذكر تم منع الجيش الامريكي من استخدام أجهزة واوي وأيضاً اجهزة ZTE بشكل تام في القواعد العسكرية وذلك جاء بقرار من البنتاغون أو وزارة الدفاع الامريكية والسبب أن الأجهزة قد تحوي مشاكل أمنية وقد تسبب بتسريب بيانات عن القواعد العسكرية الأمريكية للصين.


وأيضاً هنالك سبب آخر مهم جداً وهو أن الرئيس التنفيذي لشركة واوي Ren Zhengfei كان في السابق عسكرياً في الـPLA او مايسمى بجيش التحرير الشعبي الصيني, وبما أنه كان عسكرياً سابقاً فمن المرجح أنه يقوم بالتجسس لصالح الصين عن طريق الأجهزة التى يبيعها في جميع أنحاء العالم, خصوصاً بعدما تأكد أن الصين هي واحدة من الدول التى تهتم كثيراً بجمع البيانات عن الأشخاص, وعلى سبيل المثال هنالك مشروع في الصين اسمة Mass surveillance والذي هو عبارة عن كاميرات موزعة في الشوارع هدفها الرئيس هو تقييم المواطنين ومراقبة أفعالهم اليومية.

وجمع البيانات من الهواتف والأجهزة الذكية سيكون أسهل بكثير من تنصيب كاميرات في كل انحاء العالم, فيكفي أن تكون هنالك بوابات خلفية في الأجهزة تسمح بنقل الصوت والصور والملفات.


من سيتضرر الآن

ماهي الشركات التى سوف تتضرر, طبعاً سوف تتضرر شركات من الطرفين الامريكي والصيني في نفس الوقت بهذا القرار, فالقرار كما هو معروف لا يخص شركة جوجل فقط ونظامها الأندرويد ولكن أيضاً يخص شركات أخرى تقوم بصناعة العتاد hardware لشركة واوي, ومن هذه الشركات:

شركة intel: والتى تقوم بتزويد الكثير من الشركات بالمعالجات الحاسوبية, فكما نعرف ان شركة واوي ليس تخصصها الوحيد هو الهواتف ولكن لديهم نشاطات أخرى مثل الأجهزة الكمبيوترية المحمولة والسيرفرات.

شركة Qualcomm: والتى تزود واوي والشركات الصينية بالمعالجات الخاصة بالهواتف وبعض أنواع المودمات في هذه الاجهزة

شركة Xilinx: والتى تقوم بعمل قطع القابلة للبرمجة programmable logic devices

شركة مايكروسوفت: المعروفة طبعاً بنظام تشغيل ويندوز وهذه الشركة تزود واوي بنظام التشغيل.


والخاسر الاكبر بالطبع هو شركة واوي, فأن استطاعات تجاوز موضوع نظام تشغيل لهواتفها فلن تجد القطع اللازمة لعمل هواتف جديدة ذات جودة ممتازة مثل ماهو موجود حالياً.


في النهاية حتى وإن استطاعت واوي من المقاومة الآن فلن تستطيع لاحقاً بسبب الحظر خصوصاً في موضوع العتاد, فالتقنيات الامريكية دائماً المتقدمة والمسيطرة, والخسارة ستكون للطرفين بمئات ملايين الدولارت, ولكنها حرب من طراز اخر يدق احدهما الاخر بسلاح اقتصادي وتكنولوجي والمستقبل سيكون حافلاً بالمفاجأت 

حول الموقع

إل مقه - نادي القصة اليمني