الأعداد السابقة

خطاب الأنثى الوطن في قصيدة أنا لا تشابهني امرأة

علي أحمد عبده قاسم

النص 

=====

أنا لا تشابهني امرأة

==============

كالعمرِ أمضي في حياتكَ لا رجوعْ

وأُمرُّ كالضوءِ المراوغِ في المدَى حين الخشوعْ

أنا لحظةٌ أنا فرصةٌ 

عندَ انتهاءِ بريقِها لا تنفعنَّ إذنْ دموعْ

...

أنا ما بدأتُ لأنتهي

أنا لمْ أزلْ في طـَوْرِ تكوينِ الأنوثةِ بينَ جدرانِ الرَّحِمْ 

أنا لمْ تلدْني بعدُ أمْ

مخبوءةٌ بينَ العطورِ المُثقلاتِ بنشوةِ الوجدِ العَفيّْ..

بينَ التشظِّي

عندَ مُفترقْ الجنونِ وعندَ وشوشةِ البَخورِ 

لمَنْ تمخَّضَ حُلمُها وعدًا حَيـِيّْ

خمريةُ النَّبضاتِ تابتْ جبهتي مِنْ قبلِ قبل التنشئةْ

أنا لا تُشابهُني امرأةْ

*

تاريخُ أشواقي أنا لا ينتهي..

متجدِّدٌ مهما أطاحَ بهِ الوهنْ

خمسونَ حُزنًا أفحموا غيري أنا

ســــــتون حُزنًا ضد أحوالِ الزمنْ

لمْ أُغلقِ الأبوابَ في وجهِ البراءةِ حين جاءتْ منْ حدودٍ شائكةْ...

أنا للحدودِ مباركةْ

....

أنا أمضغُ الوقتَ الكسولْ.. وأكسِرُ الصَّمتِ الخجولْ

وأنحني لأخيطَ منهُ سوسناتٍ يانعاتٍ في الحقولْ

قلقي لُحافي إنْ استطالتْ تحتهُ قدمايَ أيضًا يستطيلْ

ويفكُّ قيدي عقدةَ الزمن البخيلْ

تخيلوا: أنا لامتطاءِ الحُلم ليلاً لا أميلْ

وبجَعبتي 

ســـــــبعونَ وهمًا صغتـُها أعطيتـها اسمًا واحدًا المستحيلْ

ناريةُ الخطواتِ أسكُنُ سدرةً مسفوكةَ الدَّمِ 

واكتشفتُ اليومَ أني السَّافكةْ

تتشابهُ الفتياتُ في بُستانها

لكنني سأظلُ وحدي الواثقةْ... وأظلُ وحدي الرائقةْ

وأظلُ نهبًا للظروفِ الطارئةْ 

أنا لا تُشابهُني امرأةْ

*

أنا لا أمرُّ على الأمورِ رفاهيةْ.. أنا داهيةْ..

أتشمَّمُ الحُزنَ البهيّْ 

أرتـِّبُ الوجعَ الذكيّْ... أُعدُّ نفسي للغيابِ العبقريّْ

أنا لا أمر كعابرةْ... أنا ماكرةْ

أنا أجمعُ الآهاتِ من تحت النوافذِ كي أُشـَبِّكُها حُليا مزهرةْ

أتسوَّلُ القفرَ المُدَمَّى كَيْ أُحيلَ رمادَهُ نغمًا نديّْ

وأزرعُ الأفقَ انتصارًا سرمديّْ

وأغلفُ الهرمَ الكبيرَ بأمنياتي الهادئةْ

أنا لا تُشابهُني امرأةْ

*

يا سيّدي

أنا لا تُشابهُني امرأةْ 

أنا ظامئةْ 

لجميعِ أنهارِ الحياةِ.... لكل أوديةِ الشتاتِ... إلى الجروحِ الناتئةْ

ثوبي بياضٌ... ليس يخدشهُ اختراقُ العابرينَ وإنْ تمكَّنَ شيخُهمْ

اليـُتـْمُ يشبهُني أنا

رغمَ ازدحامٍ يستلذُّ بوحدتي المُستمرأةْ


أنا للطلاسمِ قارئةْ

أستكشفُ الآتي إليَّ

فأزُمُّ كلَّ حقائبي

وأحُطُّ فيها كلَّ آلامي لكيْ تُدمِي يديّْ

وأغلـِّقُ الأبوابَ دوني

أكتمُ الألقَ الفتيّْ

سَلِمتْ يدا حُزني الذي في لحظةِ الترحالِ عرَّفني عليّْ

أنا أكتبُ العبراتِ حتى لوْ بدتْ متواطئةْ

وأجيءُ بالبرقِ العفيِّ مفاجئةْ.. 

أنا لا تُشابهُني امرأةْ

*

العزمُ يعشقـُني أنا.. 

فيحُطـُّني في أولِ السَّطرِ الطويلِ الأسئلةْ

وعلامةُ استفهامِ تقفزُ لا تملُ المهزلةْ

وهزائمي تقفُ انتظارًا في مطارِ أنوثتي

(ماراثون) هناكَ علَى موائدِ رحلتي.. ماراثون قويّْ..

بين انشطاري واحتفاظي بالشموخِ تطلعًا برماليَ المتحركةْ

وعواصفي تمتدُ تقصفُ خيمتِي المتهالكةْ

فتشـُدُ أزري أزمتي وتشـدُ أزري قوَّتي ملفوفةً بندَى معاركِ رِقـتي


مرآةُ قلبي ترمُقُ الكُحلَ الـ يُكَملَ زينَتي

وتمدُّ لي قلمًا لأرسمَ حُمرةً في وجنَتي

أسفي لها يرتاحُ مُتكئًا على طرفِ احتضارِ أنوثتي

فتهُبُ كلُ حضارتي

ويهبُ تاريخي المُسجَّى في كهوفِ وسادتي

ومُدافعًا عنِّي يمرُّ على الدُروبِ الشائكةْ

ويلُفـني بحدائقِ الصَّبرِ الوفيّْ

وأعودُ يأكُلُني الضَّبابُ وما قبلتُ التجزئةْ

أنا لا تُشابهُني امرأةْ

*

أنا يا حبيبي لستُ أجلسُ قاعدةْ... أنا صاعدةْ

أتنفسُ النفسَ الصَّعودَ بأنفكَ الــ يُحيي مَمالكَ هالكةْ

هو صالحٌ للشربِ حتى أنني استخدمتُه ماءَ الوضوءِ بهِ أنا متوضئةْ

أنا قهوتي مِنْ لونِ صوتكَ في الصباحِ البابليّْ

خُبزي كذلكَ حكمةٌ هجرتْ نظامَ العقلِ حتى أُرهقتْ فتدحرجَتْ قـُبَلاً عليّْ


أنا لا أجيدُ العزفَ لكنْ كم عزفتـُكَ يا حبيبي في القصيدِ وفي القصصْ

أعطيتـُكَ الدورَ البطولةَ، والأماكنَ، والزمانَ، وكل كل حكايتي

أصبحتَ أنتَ قضيَّتي وبكَ احترقتُ وذقتُ طعناتِ الغرامِ الفاتكةْ


صُغتُ احتلالَكَ لي دهورًا رغم أنفَ الواطئةْ 

وختمتُهُ بمفاوضاتٍ تستبيحُ مبادئَهْ

أنا لا تُشابهُني امرأةْ

*

أنا مَنْ تزيَّنَ سيفُها بالنُبلِ في وقتِ الحِممْ

فتهندستْ فيَّ الخناجرُ لمْ تدعْ حتى القَدَمْ


نامتْ خيولـُكـَ في جزيرتي التي كالدَّهرِ تسبحُ في القِدَمْ

وتزامنتْ مع كل سحري والحبور وثورتي

صدَّقتُ بي أكذوبتي

ووقفتَ ترقصُ عندَ نهري لا تملُّ مرافئَـهْ..

وأكلتَ وردي نيئـا مِنْ نيئَـةْ

أنا لا تشابهني امرأة

...

عشتارُ تقسمُ إنني في الخصبِ كنتُ البادئةْ.

أرضي يليقُ بها حضورُك يا عبيرَ ملائكةْ..

يا روعةً تهدي إليَّ سنابلاً  بل أوكسيجينًا ينقذُ الصمتَ المديدْ

كيمياءُ ذاتي جازفتْ وتعلقتْ بدبيبِ صمتكَ بينما هوَ لا يريدْ

حسبي لقاؤكَ لحظةً أو ما يزيدْ

 يا سيدًا يمشي بقلبي مشيةَ العبقِ العنيدْ

أنا منكَ أُخلقُ من جديدْ

أبديةُ الآهاتِ تمطرُني شموسُكَ قهقهاتٍ ترفعُ الوجعَ المُدمَّى مِنْ سجلاتِ الزمنْ

أنا فيكَ أقسمُ لا مِحَنْ

أنا فلسفاتٌ مارقاتٌ في ذُرَى أنقَى نشيدْ

أخطُو بكلِّ العنفوانِ على جسورِ التهلُكةْ 

كي أزرعنّك سهرةً ورديةً عُمْقَ الرِّئةْ

مصباحيَ المفتوحُ شباكًا عليكَ وإن مضَى دهرٌ فلا لنْ تُطفئَهْ 

أنا لا تُشابهُني امرأةْ..

***


يُعد العنوان عتبة من العتبات الإشارية لقراءة النص الأدبي

 والعنوان ثُري يكشف نسيج النص الداخلي بوصفه يختزل مضامين ودلالات الخطاب 

ويعد العنوان احترافية  كاتب لأنه يكشف عن قدرات المبدع الذي يبذل جهدا كبيرا في العنونة ليكون مثيرا وملفتا 

وقد جاء العنوان جملة اسمية « أنا لاتشابهني امرأة » ليدل على الثبات والجمود واستمرارية الحالة على الرغم من جمودها ويدل على ديمومة الصورة عبر الزمن من خلال الفعل المضارع «لاتشابهني»  فجمع العنوان بين ثبات الظهور والبروز والكبرياء وبين ديمومة الفرادة...

 وأتى النص بالضمير البارز « أنا» ليبرز الذات ويحيل إلى التفرد والكبرياء ويدل على أن المرأة أصبحت بكامل وعيها وفاعليتها مؤثرة في المجتمع ومتفاعلة معه.

 والزمن بفعل حضاري خالد ولكن الشاعرة لها رؤيتها وأحلامها لأنها تكسر الرتيب والمعتاد وهي نصف المحتمع والطرف المكمل للرجل.

 وجاء في العنوان « لاتشابهني» لينفي الصفة المشتركة بينها وبين النساء فلا وجود  لوجه الشبه، وهذه  مبالغة كبيرة ومتقبلة فلابد من وجود صفة مشتركة بين المشبه والمشبه به ولكنها قالت: (لا تشهابني) نفيا لكل الصفات وصرحت بـ (امرأة)  ولم تقل أنثى فالنساء  كثيرات لكن الإناث نادرات فهي أنثى مغايرة ومميزة وتختلف عن كل النساء 

والعنوان ان جاء مباشرا غير غامض فذلك لأن المرأة تريد أن تبرز كينونتها وتميزها وتغري الرجل وتبعث في روحه الندم 

وعلى الرغم من مباشرة العنوان إلا أنه يفتح آفاقا للتأويل.

ولأن النص منشغل بالتميز والتفرد فقد جاءت الصور الشعرية متواكبة مع ذلك الخطاب؛ 

خاصة الصورة الشعرية التي هي  عبارة عن تفاعل بين مشاعر المبدع وخياله ومحيطه المادي والإنساني لتشكل جذبا وتأثيرا في أعماق المتلقي ومن خلالها  يتسم النص بالإبداع والجدة والابتكار 

والصورة دلالة للموقف ورسم للحلم أو نقش للأمل أو هي وشم لليأس والخيبات خاصة عندما يجمع المبدع بين المتنافرات ليشكل بخياله الخلاق منها دلالة وصورة هي له تجذب القارئ وتبقى في الزمن....

 وقد تنوعت الصورة في القصيدة فقد جاء  التشبيه المفصل في بداية النص وعلى الرغم من ضعف التشبيه المفصل فقد جاء هنا قويا جاذبا للمتلقي:

« كالعمر أمضي في حياتك لارجوع 

وأمر كالضوء المراوغ في المدى خين الخشوع»

هذه البداية كانت جاذبة وإن كانت بالتشبيه المفصل بوصفها عميقة.

 وترافقت مع التشبيه صور استعارية كمثل الضوء المراوغ.

 والتشبيه يبين السرعة التي لا تتكرر واللحظة التي يجب استغلالها بوصفها فريدة ونادرة وهي موجهة للمخاطب الرجل والمجتمع وللزمن  معا  ليثير خطابها الندم في أعماق المخاطب فهو الذي ترك الكمال وهجر التميز و الخير والنفيس النادر وذهب  إلى ما هو أدنى ولم يستغل الفرصة والزمن لصالحه.

والشاعرة تصرح بذلك حين تقول بالتشبيه البليغ: « أنا لحظة، أنا فرصة »

ويتعدد التشبيه البليغ في ثنايا النص ومنه أيضا:

 (مخبوءة بين العطور المثقلات، خمرية النبضات)

وهذا الخطاب المتفرد المتبختر  يحاول أن يرسم مكانة بطريقة  مختلفة ومتميزة ويرسم ذاتا فاعلة بارزة لها حضورها وخيباتها ومنجزاتها  ويغير من نظرة المجتمع لها، بوصفها منافسة فيه ومؤثرة وهي  في معترك الحياة بل وفي مجالات الحياة التي يخوضها الرجل ناهيك عن تميز الذات وأنوثة الروح التي تميز ذات المبدعة.

ونص المبدعات عموما  يرتكز في خطابه على مكنونات الروح والجسد بثراء يمتد في الزمن ويؤثر فيه و يتسع لكل العطاء الحياتي في كل المجالات، بحيث  جاءت الصورة الشعرية عذبة سلسة ترسم هم الأنثى الإنساني والعاطفي

 فجاءت الاستعارات ذائبة في الحلم راسمة الذات بقوة وتفرد وكبرياء 

و جاءت ذائبة في التميز والتفرد ليتكون نصا مترابطا بوحدة عضوية وموضوعية، كالبيان القوي بإسلوب عميق ينم عن شاعرية فريدة ومتمكنة ومن ذلك:

(تاريخ أشواقي أنا لاينتهي، متجدد مهما أطاح الوهن،

 أنا لاأمضغ الوقت الكسول، 

قلقي لحافي إن استطالت تحته قدماي أيضا يستطيل)

وكل تلك الصور الاستعارية على سبيل المثال لا الحصر جاءت ترسم دلالة التكوين والخلق والبدايات بلا نهايات بكبرياء غير مسبوقة

 والصور عموما جاءت مترابطة مع الدلالات العميقة وليست بعيدة عن فكرة التفرد والتاريخية والكبرياء التي لاتنتهي.

فمن تلك الأنثى التي تصرع الزمن بحيث يموت الزمن ويتبدد وهي باقية شامخة تقتل الزمن بتفردها وإنجازاتها التاريخية؟!

إن النص مناسب لقضايا المرأة الجديدة الحرة والحضارية  التي كسرت تابو العادات والتقاليد فأبرزت فقالت (أنا) فأصبحت ظاهرة بارزة وشكلت بمنجزها الإبداعي ظاهرة إبداعية لها مميزاتها وخصائصها 

والمرأة هنا تتقمص لسان بلدها مصر بحضارته الممتدة آلاف السنين وتقارنه مع مثيلاتها الحضارية

 فكأن النص يقول: ضعف الزمن ليس عيبا فيها؛ وإنما العيب في الزمن نفسه الكسول الذي غيّب الكثير من القدرات الخلاقة التي خلدت في فترة ما ومازالت بحضارتها باقية شامخة ويتضح ذلك من خلال الرموز في: (خمرية النبضات) كناية ورمز عن حبها المسكر للقلوب 

وعلى الرغم من الوهن في الزمن؛ فهي متولدة متجددة وتزرع الانتصارات: (أزرع في الأفق انتصارا سرمدي)  كرمز للقوة برغم الضعف الزمني الذي لايوازي حضارتها 

وتأتي التاريخية الحضارية  من خلال الصراع مع الزمن الذي يميت الموت كقول درويش وهو يخاطب الموت: « قتلتك المسلات هزمتك الفنون»

بمعنى الموت يتكرر ويأتي على كل شيئ إلا رموز الحضارات باقية خالدة كالمسلات والتيجان.

والنص يقول: 

- (اليتم يشبهني أنا) وفيها  ترميز للتميز والتفرد.

 ورسالة النص هنا  إشارية رمزية إلى أنها مازالت في طور التكوين والخلق بلانهاية وبلا موت

(أنا مابدأت لأنتهي) برغم امتدادها عبر العصور فهي في  طور التكوين والعطاء الذي لا ينتهي  

وتأتي صفات للأنا الحضارية 

(تاريخ أشواقي أنا لاينتهي)

(سأظل وحدي الواثقة)

(أنا للطلاسم قارئة)

(وتهب كل حضاراتي)

(ويهب تاريخي المسجى في كهوف وسادتي)

. و كلها صور ومعان تشير الى التجدد والامتداد والتأهرم  والعملقة

.وتذكر الهرم وهو علامة للحضارة المصرية والتاريخ الذي لم تمحه عوامل الرياح او عوامل الزمن رمز القوة والاستمرارية والعطاء.

وفي لحظة تفاخر غير مسبوقة تذكر (عشتار) أسطورة الخصوبة والتجدد والحياة والموت في حضارة بابل فتعترف بحضارة بابل عشتار ؛ 

إلا أنها تدعي ادعاء المتأكد أن البداية التاريخية لها هي وليست لعشتار بل إن عشتار تقسم وتعترف انها تعلمت الخصوية منها هي. 

فالأنثى في النص هي الأنثى الوطن الأنثى الحضارية/ المثال التي لا يشابهها أي طرف آخر سواء عشتار أو حضارة آثينا او غيرها..

(الماراثون) في النص رمزي عميق يتناول فكرة التميز والخلود والأسبقية على الرغم من رداءة الزمن ووهنه الذي لايوازي قوة الروح في عمق الامتداد التاريخي الخالد لمصر.

وقد تكررت ال (أنا) كثيرا للتعبير عن الكبرياء والتميز...

تفعيلات النص كاملة سليمة واللفظ المقحم الذي يخل بالوزن (الماراثون) فقط وهو رمز حضاري جميل لابد منه.

وقد نوعت الشاعرة في القافية بطريقة سلسة تخدم الفكرة وتنقلها بكل يسر لإكمال معانيها وما تجيش به مشاعرها المتدفقة والمنسابة بقوة وتمرد لتظهر شخصيتها المستقلة ورؤيتها الخاصة للحياة باعتبارها متفردة حضاريا وأنثويا. وهكذا تكون الأوطان بحق.

 

حول الموقع

إل مقه - نادي القصة اليمني