الأعداد السابقة

ألف حرف وحرف - كورونا والعجز الأخلاقي

أوس الإرياني

إن العجز الأخلاقي لدى شعوب منطقتنا أخطر بكثير من العجز العلمي، والتقني، والمادي، في مواجهة جائحة كورونا.

لا أقول ذلك من باب الاستخفاف، أو تشبّهاً بأصحاب مقولات «لن نصبح بني آدم»، «نحن لا نصلح لشـيء»، «لن نلحق بهم أبداً»، فإن أصحاب هذه المقولات يبثّون اليأس في النفوس مرتدين قناع «الموضوعية» و«الواقعية» ليخفوا به نفسية متخاذلة ومحبطة، تسعى للهدم لا للبناء.

إن التوجه الصحيح للمشاهير، والكتاب، والمؤثرين في الشبكات الاجتماعية ووسائل الإعلام هو التركيـز على الممكن إنجازه دون الحاجة إلى إمكانيات مادية، أو علمية، أو تقنية، وأن يناقشوا الحلول الممكنة بدلاً من بث الإحباط في النفوس.

إن أموراً من قبل «الالتـزام بالحجر الصحي للقادرين عليه»، و«تجنب التجمعات»، و«منع المصافحة والسلام بالأحضان»، و«لبس الكمامة عند الإحساس بأي أعراض مرضية»، و«غسل اليدين» أمورٌ لا تحتاج لإمكانيات كبيـرة باستثناء «الحجر الصحي» الذي يحتاج لإمكانيات مادية غير متوفرة -ما لم يتعاون أفراد المجتمع- لتغطية نفقات العاملين باليومية، والذين لا يقدرون على «ترف» البقاء في المنـزل، وهم للأسف شريحة كبيـرة في المجتمع.

إن عجز أي مجتمع عن تنفيذ «كل» الإجراءات ليس مبـرراً أبداً لعدم تنفيذ «أي» من هذه الإجراءات، فلنلتـزم بما نقدر عليه، ولنسعَ أن نزيد يوماً بعد يوم من التزامنا حتى نصل إلى الالتـزام الكامل بما يجب علينا فعله للنجاة من هذا الفيـروس.

 


ابدأ بنفسِكَ تُحْدِثِ التغييرا


ودعِ التَذَرُّعَ عنْكَ والتبريرا


لا تَرْتَدِ كَذِبَاً قناعَ مُثَقَّفٍ


يَعِظُ الأنامَ ويتقن التزويرا


وادعُ الجميع إلى التزامِ بيوتِهم


وارجُ السلامةَ أولاً وأخيرا


فإذا سمعتَ محدثاً مستهتراً


غَمَطَ المصيبةَ حقَّها تحقيرا


فانهرّهُ عن هذا وقل لهُ: لا تكن


مستحقراً أمراً تراهُ صغيرا


فلعلَّ في الفيروسِ رغم ضآلَةٍ


في حجمهِ، خطراً عليك كبيرا 

حول الموقع

إل مقه - نادي القصة اليمني