الأرض ككرة ضائعة

ما تقوم به من أجلي بدوني ضدي، فالضرب هو الضرب بقدمين بريئتين كرة تتدحرج فرحاً بينهما على مسافة قريبة كحلميهما بتلك الهدية الكروية الجميلة ،بتسديدة قوية ارتفعت الكرة في الهواء متجاوزة قوانين الفيزياء تستديربلا الوان ،وتسقط بدون جاذبية ،ووقفت معادلات السرعة والزمن والكتلة هنا حائرة ، فالأجراش متشابكة وشائكة حيث غابت كرة الطفلين ،ثمة وجود بلا حدود،وسماء دون طبقات، فالمركز الفيزيائي الكوني الأول وقع في اشكالات جمه لتفسير تلك الظاهرة المستحيلة الحدوث،وتداعى علماء طبقات الغلاف الجوي لاجتماع عاجل و طارئ واستثنائي، حضر الجميع باستثناء المسؤول اللوجستي لطبقة التريفستور لإنشغاله بموعد غرامي في مكسيكو سيتي ،

حتى ادعياء الله انقسموا انقساما ًحاداً فالرأي الأول فسر حدوث الظاهرة بالعقاب الإلهي كنتيجة  لمخالفتنا اوامر الإله ،والراي الثاني رأى أن نتجاوزها بالدعاء الأبدي ،واتفق الرأيان على أن يرحلا الظاهرة الى الميتافيزيقيا ،بعدها بلحظات عبرالسيد الكوني عن قلقه المرضي العميق حيال الظاهرة ودعى لقمة أرضية لطبقة الأوزون في ضواحي باريس ،دخل الطفلان لقاعة المؤتمر وصرخا بصوت متذمر ومتمرد واحد، لماذا كل هذه الضجة الكونية المفتعلة ؟!