بحث عن نجيب محفوظ
بحث عن نجيب محفوظ الأدبي الشهير يُوضح مدى قيمته الفنيّة، حيث إنه من أشهر كتّاب العرب، وله العديد من الروايات المشهورة، والتي قد تُرجمت إلى لغات أخرى.
فتلك العلامات البارزة في المجتمع لا بد من إحياء ذكراها طيلة السنين؛ حتى يكون مثل يُحتذى به من قبل الشباب، لذا سوف نقدم كم اليوم من خلال موقع الماقه بحث عن نجيب محفوظ حياته، ومسيرته الفنية ووفاته.
بحث عن نجيب محفوظ
نجيب عبد العزيز إبراهيم أحمد الباشا، واحد من أبرز الكتّاب العرب، والوحيد الذي حصل على جائزة نوبل للآداب، له الكثير من الروايات باللغة العربية، ومنها المترجم إلى لغات أخرى، وهو من أشهر المؤلفين العرب، وفيما يلي بحث عن حياة نجيب محفوظ كامل.
نشأة نجيب محفوظ
وُلد نجيب محفوظ في الحادي عشر من ديسمبر لعام 1911 م، بمحافظة القاهرة حي الجمالية، لعائلة من الطبقة المتوسطة في القرن العشرين، والده عبد العزيز إبراهيم كان موظفًا في إحدى المؤسسات الحكومية.
أمه فاطمة مصطفى قشيشة ابنة أحد علماء الأزهر الشريف، وكان لدى نجيب محفوظ 6 أخوات، أربع صبيان وبنتان، وكان نجيب أصغرهم سنًا، فالفارق بين أعمارهم كان كبيرًا جدًا، لدرجة أنه شعر بالوحدة.
الجدير بالذكر عن مولد نجيب محفوظ أن ولادته كانت صعبة للغاية، ولكن قد تمت على خير، وقد تم تسمية نجيب محفوظ على اسم الطبيب الذي قام بالإشراف على الولادة تيمنًا به.
أُطلق على نجيب محفوظ لقب “السيبلجي” من أحد أصدقائه “أدهم رجب”، كنوع من أنواع الدعابة، فقد كان جدّ نجيب محفوظ ناظر لكتّاب السبيل، وفيما يلي تفاصيل أهم المحطات العملية والعلمية في بحث عن نجيب محفوظ.
حياة نجيب محفوظ العلمية
نبدأ في الكتابة ببحث عن نجيب محفوظ بحياته العلمية، فبدأ نجيب محفوظ دراسته في الكُتّاب، ومن ثم أكمل دراسته بالمرحلة الابتدائية والثانوية، وتلك كانت المرحلة التي بدأ فيها اهتمامه بالأدب العربي، وأكثر من أثر في تكوين نجيب محفوظ الفكري هو حافظ إبراهيم.
كما أن معاصرته لثورة 1919 كان لها دور كبير في التأثير عليه، حيث خاض مشاعر الوطنية والقومية وهو في السابعة من عمره، والتي أثرت بعمق في كتاباته بالوقت اللاحق.
التحق نجيب محفوظ بالجامعة المصرية بعدما أنهى تعليمه في الكتّاب بعام 1930، ليحصل على بكالوريوس الفلسفة في عام 1934 م، ولم يكتفِ بهذا القدر بل أكمل الماجستير في الفلسفة، لكن توقف بعد عام؛ ليحترف مهارة الكتابة والتأليف.
حياة نجيب محفوظ العملية
استرسالًا في كتابة بحث عن نجيب محفوظ ففي عام 1934 م عمل نجيب محفوظ كموظف مدني بإحدى المؤسسات الحكومية، وذلك بعد تخرجه في الجامعة المصرية قسم الفلسفة، وفي عام 1936 مارس نجيب محفوظ موهبته حينما حصل على وظيفة كاتب في جريدة الرسالة.
في نفس الوقت قام نجيب محفوظ بكتابة بعض القصص القصيرة لكلٍ من صحيفة الأهرام والهلال، وفي عام 1938 م، عُيّن سكرتيرًا لوزير الأوقاف الإسلامية بالبرلمان، كما قيل إن نجيب محفوظ قد واصل العمل في مناصب إدارية وأقسام مختلفة، وذلك حتى قام بالتقاعد في عام 1971 م.
مسيرة نجيب محفوظ الأدبية
نتناول بالتفصيل في ذلك البحث عن نجيب محفوظ مسيرته الأدبية، ففي عام 1939 م نشر نجيب محفوظ أول رواية له بعنوان “حكمة خوفو” والمعروفة كذلك باسم “عبث الأقدار”، بعدها توالت إنجازات نجيب محفوظ فنشر رواية “رادوبيس” في عام 1943 م، و “خان الخليلي” في عام 1945 م.
تميز أسلوب نجيب محفوظ في تلك الروايات بأنه لم يكن مصقولًا، وكانت أغلب موضوعاته في ذلك الوقت تتمحور حول المثلية الجنسية، الاشتراكية والقضايا الفلسفية والنفسية.
الجدير بالذكر أن نجيب محفوظ كان له دور في المجتمع، حيث إنه أنشأ مشروع القرض الحسن في عام 1945 ليساعد الفقراء بالتمويل النقدي دون أية فوائد، وكان طلب نقله إلى مكتبة الغوري بمثابة العامل المساعد في استكشافه تلك المنطقة أكثر، ومسار الحياة فيها.
فدرس في الأدب الغربي، وقرأ في أعمال أكبر الأدباء كشكسبير، بروست، ستندار وإبسن وغيرهم، بعدها نشر نجيب محفوظ أشهر رواياته وهي الثلاثية، التي تضم رواية بين القصرين 1956 م، السكرية وقصر الشوق في عام 1957.
التي تقوم بتصوير ثلاث أجيال في القاهرة، بدايةً من الحرب العالمية الأولى وحتى الانقلاب العسكري في عام 1952 م، من ثم نشر نجيب محفوظ الرواية التي تم حظر نشرها من مصر، وكانت مثيرة للجدل ألا وهي “أولاد حارتنا” في عام 1959 م.
حيث استخدم فيها نجيب محفوظ أسماء الأنبياء؛ مما تسبب في الخلافات بين الطائفية، ووصل إثارتها للجدل في أن تلقى نجيب محفوظ تهديدات بالقتل! بين عامي 1940 و 1980 كانت بداية النقلة لأعمال نجيب محفوظ، حيث تحول ما يقرب من خمسة وعشرين من أعماله الأدبية إلى سيناريوهات سينمائية.
قيل إنه لم يرغب في تلك الخطوة، أما في عام 1971 قد عرض على نجيب محفوظ أن يتولى منصب في جريدة الأهرام، وكان يكتب عامود كل أسبوع، واستمر في الكتابة لعدة جرائد.
تتركز أعمال حول نمط حياة الشعب المصري، ومن أبرز أعماله “ثلاثة القاهرة” وهي عبارة عن ثلاث روايات تم نشرها بين عامي 1956 و 1957 م، وهي ما اكتسب بسببها شهرة عالمية.
الجوائز التي حصل عليها نجيب محفوظ
إن الشق الهام للكتابة في بحث عن نجيب محفوظ هو الجوائز التي حصل عليها، حيث إن نجيب محفوظ من أعظم الأدباء في مصر خاصةً أنه كان متواجد في فترة حسّاسة، كثورات 52 وثورة 19، وقد حصل نجيب محفوظ على عدة جوائز طيلة مشواره الأدبيّ، وفيما يلي أسماء الجوائز:
- جائزة نوبل للآداب في عام 1988 م.
- شهادة الدكتوراة الفخرية من الجامعة الأمريكية في عام 1989 م.
- تكريم العضو الفخري في الأكاديمية الأمريكية للفنون والآداب، والتي تم انتخابه عضوًا فيها بعام 2002 م.
- حصل نجيب محفوظ على جائزة لكتابته رواية “خان الخليلي” في عام 1946 م من مجمع اللغة العربية.
- جائزة مبارك في الآداب من المجلس الأعلى للثقافة في عام 1999 م.
- حصل نجيب محفوظ على جائزة كفافيس في عام 2004 م.
- جائزة الدولة التقديرية في الآداب كانت من نصيب نجيب محفوظ في عام 1968 م.
- جائزة قلادة النيل العظمى عام 1988 م.
رفض نجيب محفوظ تلقي جائزة نوبل
بالبحث عن حياة نجيب محفوظ نجد معلومة هامة جدًا وجديرة بالتوضيح، حيث قد أوضحت ابنته أم كلثوم في حديثها بإحدى البرامج المصرية أن والدها كان رافض استلام جائزة نوبل، بسبب أنه يكره السفر، رغم محاولة أصدقائه لإقناعه بالسفر، وقد كان نجيب محفوظ وقتها متوقف عن الكتابة لمدة عام.
فطلب من أهله أن يستلموا الجائزة بدلًا منه، لكنهم رفضوا هيبةً من الموقف، ولأنهم يجب أن يقفوا على المسرح ليستلموا تلك الجائزة، وكان في عمر 76، ولزم أن يسافر إلى السويد حتى يستلم الجائزة، فقد رفض المسؤولون عن نوبل أن يستلم السفير المصري عنه الجائزة لأنها جائزة رسمية يجب أن يتسلمها الكاتب نفسه أو أحد أفراد عائلته.
فتم حلّ المسألة بأن اجتمع السفير المصري مع سكرتير نوبل والأديب محمد لماوي؛ وتوصلوا لأن يختار سكرتير نوبل سلماوي استلام الجائزة بدلًا من الكاتب أو الأديب، وكان يعمل حينها بوزارة الثقافة.
كلمة نجيب محفوظ عند حصوله على جائزة نوبل
يعد نجيب محفوظ مثالًا للفخر بين أدباء مصر، فهو الوحيد الحاصل على جائزة نوبل في الأدب، وقد أبدع في كلمته أثناء تلقيه الجائزة، ففي بداية كلمته قام بشكر الأكاديمية السويدية، ولجنة نوبل.
من ثم أشاد بأهمية اللغة العربية، وقام بالحديث بها أثناء تلقيه الجائزة، وهو ما يجعله مثال يُحتذى به، ففي زمننا هذا أصبحت اللغة العربية غريبة بين أبنائها، وبعدها قال نجيب محفوظ:
“فمن الواجب أن تسبح أنغامها في واحتكم الحضارية لأول مرة، وإني كبير الأمل ألا تكون المرة الأخيرة. كذلك أن يسعد الأدباء من قومي بالجلوس بكل جدارة بين أبنائكم العالميين، الذين نشروا أريج البهجة والحكمة في دنيانا المليئة بالشجن.”
مؤلفات نجيب محفوظ
إحدى الأمور الهامة التي نتناولها في بحثنا عن نجيب محفوظ هي أعماله الفنية، فقد كان مشوار نجيب محفوظ الأدبيّ مليء بالإنجازات والكتابات الأدبية الرائعة، والتي لا تزال شهيرة حتى وقتنا هذا، وفيما يلي سوف نعرض أهم مؤلفات نجيب محفوظ بسنوات نشرها:
- رواية “همس الجنون” التي نّشرت في عام 1938 م.
- رواية “القاهرة الجديدة” التي نشرت في عام 1945 م، ورواية “خان الخليلي” 1946، ورواية “زقاق المدينة” 1947، وفي تلك الروايات قد بدأ نجيب محفوظ في التعبير عن البيئة المصرية، بواقعية ووصف الحارات الضيقة ومشاكل المصريين وهمومهم.
- رواية “عبث الأقدار” في عام 1939 م.
- رواية “كفاح طيبة” في عام 1944 م.
- رواية “اللص والكلاب” 1961 ورواية “الشحاذ” 1965، ورواية “أولاد حارتنا” 1967 م: في تلك الروايات قد اتجه نجيب محفوظ إلى الواقعية الرمزية، وكانت رواية “الشحاذ” هي السبب في أن يتم محاولة اغتيال نجيب محفوظ، وقد تم منعها من النشر في مصر حتى عام 2006 بسبب رموزها الدينية.
- رواية “الحرافيش” عام 1977 م: التي عاد بها نجيب محفوظ إلى الكتابة مرة أخرى بعد توقف دام عشر سنوات.
- رواية “السراب” عام 1984 م.
- رواية “بداية ونهاية” لعام 1948 م.
- رواية “الطريق” عام 1964 م.
- رواية “السمان والخراف” وقصة دنيا الله في عام 1962 م.
- رواية “ميرامار” عام 1967 م: التي عالج فيها نجيب محفوظ العديد من القضايا الاجتماعية الهامة، ومن ضمنها أنه قام بتسليط الضوء على أهمية المرأة في المجتمع، وقضاياها.
- قصة “تحت المظلة”، وقصة “خمارة القط الأسود” عام 1969 م.
- قصة “حكاية بلا بداية ونهاية” عام 1971 م.
- رواية “المرايا” عام 1972 م.
- رواية “الكرنك” عام 1974 م.
- رواية “الحب تحت المطر” عام 1973 م.
- قصة “الجريمة” عام 1973 م.
- رواية “العائش في الحقيقة” عام 1985 م.
- رواية “رحلة ابن فطومة” في عام 1983 م.
- رواية “أمام العرش” عام 1983 م.
- رواية “قلب الليل” عام 1975 م.
- قصة “أصداء السيرة الذاتية” عام 1995 م.
- قصة “القرار الأخير” عام 1995 م.
- قصة “صدى النسيان” عام 1999 م.
- قصة “أحلام فترة النقاهة” عام 2004 م.
- قصة “فتوة العطوف” عام 2001 م.
- رواية “حديث الصباح والمساء” عام 1987 م.
- قصة “الفجر الكاذب” عام 1988 م.
- رواية “قشتمر” عام 1988 م.
- رواية “ألف ليلة وليلة”، وقصة “رأيت فيما يرى النائم”، ورواية “الباقي من الزمن ساعة” من أشهر روايات نجيب محفوظ التي نشرت في عام 1982 م.
- رواية “عصر الحب” لعام 1980.
- رواية “أفراح القبة” لعام 1981 م.
- مسرحية “تحت المظلة”.
- مسرحية “النجاة”.
- مسرحية “الشيطان يعظ”.
- مسرحية “التركة”.
- مسرحية “التركة”.
- مسرحية “المهمة”.
حياة نجيب محفوظ
كان نجيب محفوظ يهوى فن كتابة النوتة، والاطّلاع على العلوم الموسيقية، فكان يعزف على آلة القانون، كما كان يهتم بلعب الشطرنج والدومينو والطاولة.
الجدير بالذكر أن نجيب محفوظ قبل تعلقه بالكتابة والأدب، كان يتمنى أن يكون لاعب كرة قدم، كما أنه كان حريصًا على أن يجتمع مع أصدقائه كل يوم، ليعلموه بالأخبار الجديدة بالجرائد.
قد تزوج نجيب محفوظ في عام 1954 م من عطية الله إبراهيم، وأنجب منها بنتين هما أم كلثوم وفاطمة، وقد صرّح ذات مرة بأنه فضل العزوبية حتى الثالثة والأربعين من عمره؛ لاعتقاده بأن الزواج سوف يقيّد مستقبله الأدبيّ.
ديانة نجيب محفوظ
إكمالًا للكتابة في بحثنا عن نجيب محفوظ من الهام الحديث عن إحدى أكبر الشائعات عنه، فقد تواجد العديد من الأقاويل عن نجيب محفوظ، وكان من ضمنها أنه خارج عن الملة في عام 1995 م، وأنه كافر، وتلك من إحدى الإشاعات التي تم تلفيقها للأديب، حيث إنه وُلد ومات وهو مُعتنق لدين الإسلام، وبعدها تعرض إلى محاولة الاغتيال.
عن روايات نجيب محفوظ
من إحدى النقاط الهامة للحديث عنها في بحثي عن نجيب محفوظ، هي أسماء الروايات الخاصة بنجيب محفوظ، فقد كان مشواره مليء بالأعمال الهادفة والناجحة، حيث إن منها ما تم تحويله إلى سيناريوهات سينمائية للأفلام والمسلسلات.
كما أن هناك بعض الأفلام والمسلسلات التي تناولت حياة نجيب محفوظ ذاته، كفيلم “نجيب محفوظ.. ضمير عصره” الوثائقي التسجيلي، الذي أنتجته وزارة الثقافة المصرية والمركز القومي للسينما في عام 1989 م في مصر.
كذلك فهناك مسلسل يُسمى “النجيب” قد كانت بداية تصويره في شهر أكتوبر لهذا العام، على أن يتم عرضه في وقتٍ لاحق، وفيما يلي روايات نجيب محفوظ التي تم تحويلها إلى مسلسلات وأفلام:
- رواية “الكرنك” وهي الفيلم الشهير الذي كانت بطلته سعاد حسني وفريد شوقي، محمد صبحي، نور الشريف وكمال الشناوي.
- رواية “الباقي من الزمن ساعة” تم تحويلها إلى مسلسل بطولته لفريد شوقي وعزت العلايلي.
- رواية “عصر الحب” التي تم تحويلها إلى فيلم سينمائي لمحمود ياسين وسهير رمزي.
- رواية “قلب الليل” التي تم تحويلها إلى فيلم سينمائي بطولته لنور الشريف وفريد شوقي.
- “الحب تحت المطر” فيلم من بطولة نور الشريف ونجلاء فتحي، إلا أنه في الأصل رواية لنجيب محفوظ.
- من أشهر أعمال نجيب محفوظ التي تم تحويلها إلى مسلسل هي رواية “حديث الصباح والمساء” الذي كان بطولة لأحمد خليل وليلى علوي وعبلة كامل.
- فيلم “الحرافيش” في الأصل رواية لنجيب محفوظ، وتم تحويله إلى سيناريو سينمائي بطولته لعزت العلايلي، سمير صبري، ومعالي زايد ومحمود الجندي، وهي من أهم أعمال نجيب محفوظ.
فهي من ضمن الروايات الاجتماعية، التي تعبر عن الواقع المصري، فقام بتسليط الضوء فيها على الطبقة العامة من شعب مصر.
- كفاح طيبة: واحدة من أهم روايات نجيب محفوظ التاريخية، التي كانت بمثابة المطلع الإبداعي له، وصوّر فيها نجيب محفوظ حياة الشعب المصري، وطموحه في الوصول إلى الحرية، وكفاحه الذي دام لعدة سنين.
- ثرثرة فوق النيل: من ضمن الروايات الهامة لنجيب محفوظ، التي تم نشرها في عام 1966 م، وكان لها أثر كبير في مسيرة حياته الأدبية والسياسية، فقد أثارت غضب بعض المسؤولين في مجلس قيادة الثورة بعهد جمال عبد الناصر.
- السراب: أحد الروايات الدرامية لنجيب محفوظ، والتي كانت ذات حبكة مفتوحة، لذلك كانت بمثابة مادة غنية للسينما، وتميّز أسلوب نجيب محفوظ فيها بالإثارة والتشويق.
الذي يدفع القارئ إلى التفاعل مع الأحداث وتخيلها، بالإضافة إلى أنها كانت ذات لغة فلسفية عميقة، محتوية على بعض الألفاظ العامة المتواجدة في الشارع المصري.
- بين القصرين، قصر الشوق والسكرية: أحد أشهر أعمال نجيب محفوظ، وهي عبارة عن سلسلة من الروايات، التي تحمل أسماء أحياء القاهرة القديمة، وقد اشتهرت تلك الروايات باسم “ثلاثية نجيب محفوظ”.
كما أن هناك العديد من الأعمال الأخرى لنجيب محفوظ التي تم تحويلها إلى أفلام سينمائية، كالشحاذ، أولاد حارتنا، الثلاثية، المرايا، اللص والكلاب، ميرامار، ثرثرة فوق النيل، الطرق، السمان والخريف، السراب وبداية ونهاية.
نجيب محفوظ وثورة 1919
إحدى نتائج البحث عن نجيب محفوظ، هي أن معاصرته لثورة 1919 كان لها أثر كبير على مؤلفاته الأدبية، فقد كانت ثورة 1919 من ضمن الأحداث التاريخية في ثلاثيته “بين القصرين، قصر الشوق، السكرية”، وجسّد فيها كفاح الشعب المصري للحصول على الاستقلال، بقيادة الزعيم سعد زغلول.
فكان نجيب محفوظ مولعًا بالزعيم سعد زغلول، وهو ما ظهر في تكرار شعار “سعد يحيا سعد” بالرواية الأولى “بين القصرين”، كما اتجه نجيب محفوظ في ثلاثيته نحو المنحنى الفلسفي، الذي يتعامل بين التاريخ والثورة.
أما برواية السكرية فقد اتجه نجيب محفوظ لعكس اهتمامه بتوابع الصورة المصرية، وما أدت إليه من ثورات أخرى كثورة يوليو، التي بشّر بها في روايته بين القصرين، كما أنه قد أوضح تساؤل عن مغزى ثورة 19، وهل جنت ثمارها أم لا.
مما سبق نجد أن نجيب محفوظ قد حاول أن يسرد بعمق التاريخ ملحمة التحرر الوطني لمصر، وهو ما ظهر في رواياته الثلاثة، وهي من ضمن الأدلة على أن شعب مصر هدفه السامي هو الحرية، ومدى قوته في الالتفاف والاتحاد حول هذا المبدأ.
فأظهر روح المقاومة والاتحاد للتخلص من المستعمر والقوى العظمى كإنجلترا، والتي قد فرضت سيطرتها على شعب مصر لمدة تزيد عن 80 عامًا، فأصبح نجيب محفوظ قادر على إنشاء عالمًا روائيًا يسمى بأدب الثورة، الذي يجسد ويوثق الأحداث التاريخية الهامة في حياة الشعوب.
أشهر أقوال نجيب محفوظ
إكمالًا لبحثي عن نجيب محفوظ الروائي المثقف، الذي كان لديه وعي سياسي كبير، بالإضافة إلى قدرته على محاكاة الواقع، ووصف تجارب الناس، وفيما يلي أشهر أقوال للأديب الكبير نجيب محفوظ:
- “كيف نضجر وللسماء هذه الزرقة، وللأرض هذه الخضرة، وللورد هذا الشذا، وللقلب هذه القدرة العجيبة على الحب، وللروح هذه الطاقة اللانهائية على الإيمان. كيف نضجر وفي الدنيا من نحبهم، ومن نعجب بهم، ومن يحبوننا، ومن يعجبون بنا.”
- “عندما تتكاثر المصائب يمحو بعضها بعضاً.. وتحل بك سعادة جنونية غريبة المذاق.. وتستطيع أن تضحك من قلب لم يعد يعرف الخوف!”
- قد نضيق بالحبّ إذا وُجد، ولكن شَدَّ ما نفتقده إذا ذهب.
- “الثورات يدبرها الدهاة، وينفذها الشجعان، ثم يكسبها الجبناء“.
- “الخوف لا يمنع من الموت، لكنه يمنع من الحياة”.
- “من يستهين بقدرات النساء.. أتمنى أن تعاد طفولته بدون أم.”
- “لا أصدق خيال أهل حارتنا، فهم يؤمنون بأن الخير بدأ وانتهى في ماضِ غامض، ولا يفرقون بين الحقيقة والحلم.”
- “لا أجيد رد الكلمة الجارحة بمثلها، فأنا لا أجيد السباحة في الوحل.”
- “قد يبدو يسيراً أن تعيش في قمقم أنانيتك، لكن من العسير أن تسعد بذلك إذا كنت إنساناً حقاً.“
وفاة نجيب محفوظ
قد تعرض نجيب محفوظ لمحاولة اغتيال وقيل إنها السبب في وفاته إلا أن الأمر مجرد إشاعة، فقد عانى نجيب محفوظ من المرض بسبب وجود مشاكل في وظائف الرئتين والكليتين.
فتم احتجازه في مستشفى الشرطة حب العجوزة لمدة 20 يوم، بعدها لقى حتفه عن عمر يناهز 95 عامًا، في صباح يوم الأربعاء، 30 من شهر أغسطس في عام 2006 م، تاركًا أثرًا أدبيًا جميلًا في نفوس مُحبي الأدب العربي.
إن طرح بحث عن نجيب محفوظ أوضح لنا أنه كان روائيًا مُرهف الحسّ، وإنسان مثقف وله انتماء لوطنه، وذلك ما ظهر كطابع على أغلب أعماله، التي تعد بمثابة جوهرة تمتلكها مصرنا الحبيبة.