طريقة الاغتسال للعمرة للنساء
طريقة الاغتسال للعمرة للنساء تتضمن خطوات بسيطة، حيث تعتبر العمرة من شعائر الدين الإسلامي بعد الحج، كما أن لها مناسك مُعينة لا بُد الإلمام بها كأي فرض من فروض الإسلام، ووردت تساؤلات كثيرة حول كيفية الاغتسال في العُمرة إن كانت المُعتمرة امرأة، وهو ما نوافيكم إيّاه، من خلال موقع الماقه.
طريقة الاغتسال للعمرة للنساء
حثنا الدين الإسلامي على الطهارة في كل وقت، ويمكن الاستدلال على ذلك من خلال النظر إلى أهم شرط من شروط صحة الصلاة، وهو الوضوء، وتتساءل نساء كثيرات حول طريقة الاغتسال للعمرة للنساء، ومن الجدير بالذكر أنه لا يوجد فرق بين الاغتسال الذي يقوم به الرجل، كما أن الاغتسال للعُمرة يكون بنفس طريقة الاغتسال من الجنابة، وهي:
خطوات أداء العُمرة للنساء
إن للعمرة هيبة كبيرة في نفس المُسلم والمُسلمة، وهي من الشعائر التي يحرص عليها عدد كبير من الأشخاص كل عام، وبعد أن تمكنا من التعرف على طريقة الاغتسال للعمرة للنساء، يجدر بنا ذكر خطوات العُمرة للنساء بشيء من التفصيل.
1- الإحرام بعد الوصول للميقات
الميقات هي الأماكن التي قام النبي صلى الله عليه وسلم بتحديدها لكل من يرغب في أداء مناسك الحج والعُمرة، وعلى المرأة التي تصل هناك أن تشرع في عمل عِدة أمور وهي:
- الاغتسال، ويشمل النساء الحائض والنفساء.
- تقليم الأظافر.
- ارتداء ملابس الإحرام، ولا بُد أن تكون الثياب فضفاضة وغير مُلفتة، مع الوضع في الاعتبار ألا تشف أو تصف ويتفق بها جميع شروط الحجاب والزي الشرعي، كما يجوز أيضًا أن ترتدي المرأة الجوارب والخُفين.
- من الأمور المُستحبة أيضًا عند الإحرام هي وضع الحناء وذلك للمرأة فقط، ولكنها من الأشياء المنهي عنها إن كان المُعتمر رجل.
- البدء بصلاة الفريضة، ولكن تمتنع عن هذه الخطوة الحائض والنفساء.
- عقد النية للدخول في النسك.
- عند الرغبة في الجمع بين العُمرة والحج لا بُد من قول لبيك عُمرةً وحجًا.
- عند عمال العُمرة عن شخص آخر، لا بُد من قول لبيك عن وتذكر اسم الشخص.
- الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وسؤال الله عز وجل الجنة ونعيمها، والاستعاذة من شر النار، والدعاء للآخرين.
- من الأمور المُستحب فعلها هي التلبية بجميع الأوضاع، وهي واقفة وهي جالسة حتى وإن كانت راكبة وماشية وعند كل نزول وصعود.
- يشرع للنساء الاشتراط عند الإحرام.
- إن كان مع المُعتمرة طفل يجوز لها عقد النية عنه وتلبية خطوات العمرة، ولكن بشرط أن يكون دون سن التمييز.
2- شروط الطواف
قد لا تعرف نساء كثيرات أن للطواف شروط لا بُد من استيفاؤها، كما أن له العديد من الآداب والسُنن التي يجب أن توضع في عين الاعتبار حتى يصح للمُعتمرة عُمرتها، وهي:
- الطهارة من الحدث الأكبر، والذي يشتمل على الحيض والجنابة والنفاس، وذلك وفقًا لًما ورد في حديث السيدة عائشة رضي الله عنها قالت:
(خرجنا لا ننوي إلَّا الحجَّ فلمَّا، كنَّا بسَرِفَ حِضتُ، فدخلَ عليَّ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ، وأَنا أبكي فقالَ: أحِضتِ قلتُ: نعَم . قالَ: إنَّ هذا شيءٌ كتبَهُ اللَّهُ عزَّ وجلَّ على بَناتِ آدمَ، فاقضي ما يقضي المُحرمُ، غيرَ أن لا تَطوفي بالبَيتِ)
- عقد النية للطواف، والنية محلها في داخل القلب.
- الطواف حول الكعبة كاملة، ويجب العلم أن الطواف داخل الحِجر غير صحيح، لأنه يعتبر من البيت.
- أن تحرص المعتمرة على أن يكون البيت على يسارها، وذلك اقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلم.
- لا بُد أن تكون المُعتمرة ساترة لعورتها، وذلك وفقًا لِما ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
(بَعَثَنِي أبو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عنْه، فِيمَن يُؤَذِّنُ يَومَ النَّحْرِ بمِنًى: لا يَحُجُّ بَعْدَ العَامِ مُشْرِكٌ، ولَا يَطُوفُ بالبَيْتِ عُرْيَانٌ، ويَوْمُ الحَجِّ الأكْبَرِ يَوْمُ النَّحْرِ، وإنَّما قيلَ الأكْبَرُ مِن أجْلِ قَوْلِ النَّاسِ: الحَجُّ الأصْغَرُ، فَنَبَذَ أبو بَكْرٍ إلى النَّاسِ في ذلكَ العَامِ، فَلَمْ يَحُجَّ عَامَ حَجَّةِ الوَدَاعِ الذي حَجَّ فيه النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مُشْرِكٌ).
- لا بُد أن يبدأ الطواف وينتهي عند الحجر الأسود.
- أن يكون الطواف سبعة أشواط كاملة، وفي حال نقصانها لا تصح الصلاة.
- الحرص على الموالاة بين الأشواط السبعة، أي كونوا تباعًا، ولا يتم التفرقة بينهم إلا في حال وجود عُذر مثل الشعور بالتعب، أو لأداء صلاة الجنازة، أو لقضاء الحاجة.
3- السعي بين الصفا والمروة
من المعروف أن السعي بين الصفا والمروة واحدة من مناسك الحج، وكذلك العُمرة، وذلك اقتداءً بما فعلته السيدة هاجر أم سيدنا إسماعيل عليه السلام، وبعد أن تنتهي المرأة المُعتمرة من خطوة الطواف تتجه إلى السعي، بعد أن تقوم بتوحيد الله تعالى، واستقبال الكعبة المُشرفة، وتتلو قول الله تعالى:
“إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ” (البقرة: 158).
ثم بعد ذلك عليها أن تقول: أبدأ بما بدأ الله به، فتبدأ بالصَّفا، وعندما ترى الكعبة منها تقول: “لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له المُلك وله الحَمد وهو على كل شيءٍ قدير، أنجَز وعده، ونَصر عبده، وهزم الأحزاب وحده“ ثم بعد ذلك تدعو بما تتمنى.
عليها بعد ذلك السير في اتجاه المروة، مع الوضع في الاعتبار ألا تُسرع في السير، فهذا الأمر مُستحب للرجال فقط دون النساء، وحينما تصل إلى جبل المروة وتصعد فوقه تُكبر وتُهلل وتدعو بما ترغب، وبذلك تكون قد أتمت شوطًا واحدًا.
من ثم تقوم إلى جبل الصفا مرة أخرى، وبذلك تكون أتمت الشوط الثاني، وتظل هكذا حتى تُكمل سبعة أشواط
شروط ثياب النساء في العمرة
قد يعتقد البعض أن ملابس الإحرام حكرًا على الرجال فقط، ولكن هذا الحديث لا يوجد له أي أساس من الصحة، حيث إنه لا بُد أن يكون لباس المرأة به بعض الشروط الهامة، وهي:
- أن تكون الملابس مُحتشمة.
- لا يجوز أن يكون لباس شهرة يُلفت نظر الرجال لها.
- الابتعاد عن البهرجة والملابس المُزينة والمزركشة.
- أن تتحقق فيه شروط لباس المرأة المسلمة، بحيث يكون لا يشف ولا يصف وساتر لجميع أجزاء البدن.
سنن الرسول في الحج
هناك العديد من السُنن المنقولة عن النبي صلى الله عليه وسلم، والتي يُمكن فعلها اقتداءً به، مثل:
- الدعاء أثناء الطواف بما ورد في السُنة النبوية المُطهرة، وأفضل ما يُمكن قوله هو دعاء النبي: (رَبَّنَا آتِنَا في الدُّنْيَا حَسَنَةً وفي الآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)
- عدم التزاحم، وخاصةً حول الرجال وعند الحجر الأسود والركن اليماني.
- تقبيل الحجر الأسود من السُنن النبوية المؤكدة.
- الصلاة خلف مقام إبراهيم ركعتين فقط، مع قراءة سورتي الإخلاص والكافرون، ثم التوجه لتناول ماء زمزم.
- التوجه إلى مقام سيدنا إبراهيم، مع تلاوة الآية الكريمة، قال تعالى: (وَاتَّخِذُوا مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى) “البقرة: 125”
إن الغُسل للإحرام من الأمور المُستحبة، ولا تختلف طريقة الاغتسال إن كان المُعتمر رجل أو امرأة، ولكن تختلف خطوات الطواف من حيث أنه لا يجوز لها الهرولة على عكس الرجال.