الاقتباس في اللغة العربية

منذ 5 أيام
الاقتباس في اللغة العربية

الاقتباس في اللغة العربية يعد أحد الموضوعات الهامة التي تحتاجها العديد من مجالات اللغة العربية، حيث يستعين به كلًا من الشعراء والأدباء ويدخل في كل علم من علوم اللغة العربية في النقد والبلاغة.. وغيرهم، وفيما يلي من خلال موقع الماقه سنقدم لكم تعريف الاقتباس في اللغة العربية وأنواعه والفرق بينه وبين التضمين وأمور أخرى.

الاقتباس في اللغة العربية

يعرف الاقتباس في اللغة العربية من ناحيتين، ناحية لغوية وناحية اصطلاحية، ولكن في أغلب الأحيان يتم تعريف الاقتباس على أنه احتواء الشعر أو النثر على شيء من القرآن أو الحديث، بدون الإشارة إلى أنهما منهما، كما يُتاح للمؤلف أو الشاعر أن يقوم بإحداث بعض التغيرات على الأثر المقتبس.

وفيما يلي سنقدم لكم كلا التعريفين اللغوي والاصطلاحي:

الاقتباس لغويًا

الاقتباس اسم، فعله (اقتبس) ومصدره هو (قبسَ) أي آخذ، والجمع اقتباسات.

فعل المضارع (يقتبس)، وفعل الأمر (اقتبس).

هناك مشتقات أيضًا، مثل: قابس وقابوس واقباس ومقباس ومقبوس ومقتبسون وقبس واقباس وأقباس وقبسة.

الاقتباس اصطلاحًا

يعني أن يتم نقل بعض النصوص من القرآن الكريم أو السنة النبوية أو الأقوال السائرة أو الحكم المشهورة أو أحد أقوال البلغاء أو الشعراء أو المؤلفين أو الباحثين الآخرين، ويكون ذلك بشكل مباشر أو غير مباشر أو بشكل جزئي أو عن طريق إعادة الصياغة.

يهدف الاقتباس في هذه الحالة إلى توكيد الفكرة، أو يكون الغرض هو توجيه النقد أو عمل مقارنة بينهما.

أنواع الاقتباس

تتعدد أنواع الاقتباس في اللغة العربية، وأبرز هذه الأنواع: الاقتباس المباشر، والاقتباس غير المباشر، والاقتباس الجزئي، والاقتباس عن طريق إعادة الصياغة، وفيما يلي سنعرض لكم كل نوع من أنواع الاقتباس في اللغة العربية كلًا على حدا.

1- الاقتباس المباشر

المقصود بهذا النوع أنه يتم نقل النصوص القرآنية أو الشعرية أو الأحاديث النبوية أو آثر من الآثار بشكل صريح ومباشر دون التغير في أي حرف من الحروف، أو تغير في الصيغة أو الهيئة فيكون بنفس الكيفية التي كتبها المؤلف أو الكاتب الأصلي.

يعرف الاقتباس في هذه الحالة بالتضمين، وعند استخدام هذه الطريقة يوضع النص بين علامتي التنصيص، ليتم توضيح أن هذا النص تم اقتباسه.

2- الاقتباس غير المباشر

المقصود بهذا النوع أنه يتم الأخذ من الأشعار أو الآيات القرآنية أو الأحاديث أو الأثر بشكل غير مباشر، وهذا النوع يستخدم بكثرة في الأبحاث العلمية، كما يوجد في المدونات والكتب، بمعنى أنه يتم الاستعانة بأفكار الآخرين.

الاقتباس هنا يكون عن طريق المعنى فيحمل النص الجديد نفس معنى النص القديم ولكن ليس لفظه، ولا يشترط أن يتم وضع النص الجديد بين علامتي تنصيص، ويجب أن يتحقق في النص الجديد عنصر الانسيابية.

3- إعادة الصياغة

إعادة الصياغة هي أحد أنواع الاقتباس والتي تعتمد على تحويل النصوص الأصلية من خلال أساليب تعبيرية مغايرة، أي يقوم الكاتب بمعاجلة النص القديم بطريقته الخاصة لتكوين نص جديد ولكنه يحمل نفس الأفكار الرئيسية والمعاني.

يهدف هذا النوع من الاقتباس إلى العديد من الأغراض، منها: تلخيص النصوص الكبيرة، أو عرض نص قديم بصورة أوضح وأفضل.

4- الاقتباس الجزئي

هذا النوع من الاقتباس يوجد بصورة واضحة في الأبحاث العلمية والرسائل، حيث إنها تحتاج إلى جزئيات معينة من الكتب والمؤلفات، والاقتباس الجزئي يكون في نطاق محدود، يفي باحتياجات الباحث وأهدافه في توضيح فكرته دون غيرها.

الفرق بين الاقتباس والسرقة الأدبية

هناك فرق واضحة بين الاقتباس في اللغة العربية والسرقة الأدبية التي تحدث بين بعض الشعراء والأدباء، وفيما يلي سنقوم بتوضيح هذا الفرق:

1- الاقتباس

يعد الاقتباس في اللغة العربية عاملًا مساعدًا في الكثير من الأمور المتعلقة بالنصوص الأدبية والكتابات والمؤلفات والرسائل والأبحاث العلمية، حيث يتم الاستعانة بالنصوص والدراسات السابقة للتجديد في المحتوى العلمي والأدبي، ودواعي الاقتباس هنا تكون مقبولة.

يحدد كل مجال من المجالات العلمية والأدبية نسبة الاقتباس المسموح بها، ومن الأمو الواجبة في الاقتباس هي الأمانة في النقل، بمعنى أن يتم الإشارة إلى أصحاب النصوص الأصلية وتوثيق ملكيتهم للنص المقتبس؛ وذلك للحفاظ على حقوق ملكيتهم الفكرية المتعلقة بالنصوص.

حيث يعد عامل الإشارة والتوثيق هذا من أهم العوامل التي تفرق بين الاقتباس والسرقات الأدبية والعلمية، بل إنه يعتبر العامل الرئيسي.

من الاقتباس في اللغة العربية ما هو حسن وبديع يقوي النص، ويعمل على تدعيم مواضيع مثل الخطب ومقالات الإرشاد والإقناع، بالإضافة إلى التوجيه للفضائل.

2- السرقات الأدبية

المقصود بالسرقات الأدبية أن يقوم الشخص بنسخ النص الأصلي من الكتب والمؤلفات والأبحاث العلمية والأدبية، بالمعنى ذاته أو بالفظ ذاته دون الإشارة إلى مؤلفه أو كاتبه الأصلي.

الهدف من تلك السرقات ليس الحصول على هيئة جديدة للنص، بل في بعض الأحيان تكون للسطو على ملكية الآخرين الفكرية أو لإراحة الذهن، وقد تتواجد أسباب أخرى، مثل: الغيرة من الآخرين أو الحقد عليهم، أو قد يكون بسبب الكسل لإعداد المحتوى بعد معالجته أو إعادة صياغته، أو بسبب التراخي عن كتابة محتوى جديد من نوعه بخصوص موضوع ما.

أهمية الاقتباس في الأبحاث العلمية

هناك العديد من أوجه الأهمية الخاصة بالاقتباس في اللغة العربية من ناحية البحث العلمي، سوف نعرضها لكم من خلال الفقرات التالية:

1- الاقتباس بغرض الاستشهاد

يعد الاستشهاد غرض أساسي من أغراض الاقتباس، ويتم ذلك في كثير من المجالات العلمية من قِبل الباحثين في العديد من التخصصات، وذلك بهدف تدعيم الآراء الجديدة من خلال آراء السابقين من العلماء ويمكن الاستعانة بآراء العلماء الأجانب أيضًا مما لهم يد في أحد الموضوعات المراد البحث فيها.

2- الاقتباس بغرض المعارضة والنقد

يمكن للباحثين أن يقوم باقتباس أحد النصوص بصورة مباشرة أو غير مباشرة أو بأي صورة من صور الاقتباس، والغرض هنا يكون للنقد والمعارضة بمعنى أن الباحث يقوم بعرض الآراء السابقة والتي تحمل خطأ ما فيقوم باقتباسها عرضها على القراء، وتناول الخطأ بطريقة علمية مهذبة ومدروسة دون غطرسة أو تعريض أصحاب النصوص الأصلية إلى الإهانة.

يعد النقد في هذه الحالة نقدًا بناءً؛ لأنه بالإضافة إلى إشارته للخطأ فهو يعمل على تصحيحه.

3- الاقتباس بغرض التوضيح

يلجأ الباحثون أحيانًا للاقتباس بغرض التوضيح بمعنى أنهم يقومون بعرض المعاني بأسلوب أكثر وضوحًا وشفافية ليسهل على القراء فهمه، وليس المعنى هنا أنه يتم تغيير في المعني، فالمعنى الأساسي للنص يظل كما هو والفكرة الأساسية كما هي، التغيير فقط يكون في طريقة عرض الموضوع.

يحدث هذا النوع من الاقتباس في مجالات متعددة خاصة مجال العلوم الاجتماعية، مثال على ذلك: الرسائل العلمية الخاصة باللغة العربية وفروعها المتنوعة من النحو والصرف والبلاغة.. وغيرها.

هناك أيضًا الرسائل الخاصة بمجال القانون ومجال علم النفس الاجتماعي.. وغيرها من المجالات التي يعد التوضيح فيها عاملًا أساسيًا لفهم العلم وتطبيقه بطريقة صحيحة.

4- اقتباس التراكيب اللغوية والمصطلحات

يعد هذا النوع من الاقتباس الأكثر أهمية في البحث العلمي؛ بسبب وجود العديد من التراكيب اللغوية والمصطلحات العلمية الهامة لشرح مجال معين من مجالات الطب أو الصيدلة أو مجالات اللغة العربية، وهذا النوع يوجد بكثرة في الأبحاث سواء الأبحاث المكتوبة باللغة العربية أو الإنجليزية.

5- تدعيم البحث العلمي بالنظريات المبرهنة

من أحد أهم أسباب الاقتباس في اللغة العربية البرهنة على الأبحاث العلمية الجديدة من خلال عرض النظريات السابقة، حيث تعمل على تدعيم موضوع البحث وتقويته.

فالنظريات العلمية ليست شيئًا خاصًا بعالم معين، فجميع العلم الذي وصل إلينا حتى اليوم تناقله العلماء بينهم عن طريق الاقتباس.

6- اقتباس المصطلحات والتعريفات

احتواء البحث العلمي على المصطلحات والتعريفات العلمية جزء مهم في الأبحاث العلمية، والغرض من ذلك يكون توضيح المبهم والغامض والذي من الممكن أن يحدث لبس عند القراء.

أمثلة على الاقتباس

من الأمثلة على الاقتباس في اللغة العربية ما جاء في الشعر والأدب مقتبسًا من القرآن أو السنة النبوية، ومن الأمثلة على ذلك:

  • قال عبد المؤمن الأصفهاني:

لاَ تَغُرَّنَّكَ مِنَ الظَّلَمَةِ كَثْرَةُ الْجُيُوشِ وَالأَنْصَارِ

اقتبسه من قول الله تعالى: {إِنَّمَا نُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ}.

  • قول ابن نُباتة في بعض خطبه:

فَيَا أَيُّهَا الْغَفَلَةُ الْمُطْرِقُون، أَمَا أَنْتُمْ بِهذَا الْحَدِيثِ مُصَدِّقُون، مَا لَكُمْ لاَ تُشْفِقُونَ

اقتبسه من قول الله تعالى: {فوَرَبِّ السَّمَاءِ والأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أنَّكُمْ تَنْطِقُونَ}.

  • قول ابن سَنَاء الْمُلْك:

رَحَلُوا فَلَسْتُ مُسَائِلًا عَنْ دَارِهِمْ * أنا بَاخِعٌ نَفْسِي عَلَى آثَارِهمْ اقتبسه من قول الله عزَّ وجلَّ لرسوله: {فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهمْ}.

معني باخِعٌ نَفْسَك: أي: قاتل نفسك همًا وغمًّا من أجلهم.

  • قول الحماسي:

إِذَا رُمْتُ عَنْهَا سَلْوَةٌ قَالَ شَافِعٌ * مِنَ الْحُبِّ مِيعَادُ السُّلُوِّ الْمَقَابِرُ

سَتَبْقَى لَهَا فِي مُضْمَرِ الْقَلْبِ والْحَشَا * سَرِيرَةُ حُبٍّ “يَوْمَ تُبْلَى السَّرائَر

“يوم تُبْلَى السَّرائِرُ”: مقتبسة من القرآن الكريم، من قول الله تعالى: (يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ) [الطارق: 9]

  • قول أبي جعفر الأندلسيّ:

لاَ تُعَادِ النَّاسَ في أَوْطَانِهِمْ * قَلَّمَا يُرْعَى غَرِيبُ الْوَطَنِ

وَإِذَا مَا شِئْتَ عَيْشًا بَيْنَهُمْ * خَالِقِ النَّاسَ بُخُلْقٍ حَسَنِ

” خالق الناس بخلق حسن” الشطرة الأخيرة مأخوذة من قول الرسول صلى الله عليه وسلم: “اتَّقِ اللهَ حيثُما كنتَ، وأَتبِعِ السَّيِّئَةَ الحسنةَ تمحُها، وخالِقِ الناسَ بخُلُقٍ حَسنٍ” حديث صحيح.

  • قول الصّاحب بن عبَّاد:

قَالَ لي: إِنَّ رَقِيبي * سيِّيءُ الْخُلْقِ فَدَارِهُ

قُلْتُ: دَعْنِي وَجْهُك * الْجَنَّةُ حُفَّتْ الْمَكارِه

الشطرة الأخيرة مقتبسة من قول الرسول صلى الله عليه وسلم: “حُفَّتِ الجنَّةُ بالمكاره، وحُفَّتِ النّارُ بالشَّهَوات”.

  • قول الصاحب بن عباد أيضًا:

أَقُولُ وَقَدْ رَأَيْتُ لَهُ سَحَابَا * مِنَ الْهِجْرَانِ مُقْبِلَةً إلَيْنَا

وَقَدْ سَحَّتْ غَوَادِيهَا بِهَطْلٍ * حَوَالَيْنَا الصُّدُودُ وَلاَ عَلَيْنَا

تم اقتباس الشطر الأخير من دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم: “اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا وَلاَ عَلَيْنَا”.

  • قول ابن الرّومي:

لَئِنْ أَخْطَأْتُ فِي مَدْحِكَ * مَا أَخْطَأْتَ فِي مَنْعِي

لَقَدْ أَنْزَلْتُ حَاجَاتِي * بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعِ

بوادٍ غير ذي زرع مقتبسة من دعاء سيدنا إبراهيم عليه السلام كما جاء في القرآن، قول الله تعالى: {رَبَّنَا إِنِّي أَسْكنْتُ مِنْ ذُرّيَتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّم} استخدمه ابن الرومي كنوع من أنواع المجاز في رجل بخيل.

مشتقات الاقتباس

يشتق من الاقتباس في اللغة العربية عدة فروع، وهي: التضمين والحل والتلميح والعقد.

1- التضمين

معنى التضمين في اللغة العربية، أن يضم الشاعر شعرًا من شعر شاعر آخر، مع الإشارة إليه إن كان من الشعراء المغمورين أو من الشعراء المشهورين.

أمثلة على التضمين

هناك العديد من الأشعار التي تحتوي على التضمين، منها:

  • قول الحريري: عَلَى أَنِّي سَأُنْشِدُ عِنْدَ بَيْعي * “أضَاعُونِي وَأَيَّ فَتىً أضَاعُوا

أخذ الشطر الأخير من العرجي، حيث يقول العرجي في بيته: أضاعوني وأَيَ فَتىً أَضَاعُوا * لِيَوْمِ كَرِيهَةٍ وَسِدَادِ ثَغْرِ

وقد أشار الحريري إلى التضمين حينما قال: “سأُنْشِد”.

  • قول ابن العميد:

وَصَاحِبٍ كُنْتُ مَغْبوطًا بِصُحْبَتِه * دَهْرًا فَغَادَرَنِي فَرْدًا بِلاَ سَكَنِ

هَبَّتْ لَهْ رِيحُ إقْبَالٍ فَطَارَ بِهَا * نَحْوَ السُّرُور والجاني إلَى الْحَزَنِ

كَأَنَّهُ كَانَ مَطْوِيًّا عَلَى إِحَنٍ * وَلَمْ يَكُنْ فِي ضُرُوبِ الشِّعْرِ أَنْشَدَنِي

إِنَّ الكِرَامَ إِذَا مَا أَيْسَرُوا ذَكَرُوا * مَنْ كَانَ يَأْلَفُهُمْ فِي الْمَنْزِل الْخَشِنِ

البيت الأخير من شعر أبي تَمَّام، وقد أشار ابن العميد إلى التضمين حينما قال: “ولم يكن في ضروب الشِّعْرِ أنْشَدَني”.

من الأمور التي تجعل من التضمين أمرًأ حسنًا هي أن يزيد عليه تشبيه أو تورية، مثل ما فعل أبي الإصبع عندما استعان بشعر المتنبي للحصول على معنى آخر في شعره، فقال:

إِذَا الْوَهْمُ أَبْدَى لِي لَمَاهَا وَثَغْرَهَا * تَذَكَّرْتُ مَا بَيْنَ الْعُذَيْبِ وَبَارقِ

وَيُذْكِروني مِنْ قَدِّهَا وَمَدامِعِي * مَجَرُّ عَوَالينَا وَمَجْرَى السَّوابِقِ

هذان بيتان من قصيدة المتنبي الذي يمدح فيها سيف الدولة، وقد استعملها أبي الإصبع دون الانتباه على أنها من القصائد المشهورة عند المنشغلين بمجال الأدب.

كلًا من العذيب والبارق منزلين من منازل الكوفة.

مجرى عوالينا: أي المساحة المخصصة لرمي الرماح.

مجرى السوابق: أي المساحة المخصصة بجري الخيل.

فاستعمل أبي الإصبع العذيب بمعنى العذوبة في الريق، وجعل من البارق بريق يُري من الثغر، وقام بذلك على سبيل التورية.

وقام بتشبيه قدّها بحركة الرماح، وجريان الدمع بجريان الخيل.

إذا أخد في التضمين بيت أو أكثر سمي هذا بالاستعانة، أما إذا كان المأخوذ شطرًا أو أقل يطلق عليه (الإيداع) بمعنى أن الشاعر أودع في شعره شيئًا من شعراء آخرين، ويطلق عليه (الرفو) أيضًا لأن الشاعر خرق شعره بجزء بسيط من شعر غيره.

2- العقد

هو أن يقوم الشاعر بنظم نثرًا لشاعر غيره بدون اقتباس.

أمثلة على العقد

الأمثلة متعددة على العقد، منها:

  • من الْعَقْدِ قول أبي العتاهية:

وَكَانَتْ فِي حَيَاتِكَ لِي عِظَاتٌ * وَأَنْتَ الْيَوْمَ أَوْعَظُ مِنْكَ حَيًّا

هذا العقد من قول أحد الحكماء في الإِسْكَنْدَرِ عندما توفّي:

“كَانَ الْمَلِكُ أَمْسِ أنْطَقَ مِنْهُ الْيَوْم، وهُوَ الْيَوْمَ أَوْعَظُ مِنْهُ أَمْسِ”.

3-الحل

هو أن يقوم الكاتب أو المتكلم بنثر شعرًا لغيره، ومن الأفضل إذا كان هذا السبك حسن الموضع، مستقرًا غير ناقص، وإلا كان من الأعمال غير المقبولة في الأدب.

أمثلة على الحل

هناك العديد من الأمثلة الشعرية على الحل، منها:

“فَإِنَّهُ لَمَّا قَبُحَتْ فَعَلاتُهُ، وَحَنْظَلَتْ نَخَلاتُهُ، لَمْ يَزَلْ سُوءُ الظَّنِّ يَقْتَادُهُ، وَيُصَدِّقُ تَوَهُّمَهُ في الّذِي يَعْتَادُه”

تم حله من خلال قول المتنبّي:

إِذَا سَاءَ فِعْلُ الْمَرءِ سَاءَتْ ظُنُونُهُ * وَصَدَّقَ مَا يَعْتَادُهُ مِنْ تَوَهُّم

4-التلميح

هو أن يقوم الشاعر أو الناثر بالإشارة إلى شعر أو نثر أو قصة.

أمثلة على التلميح

هناك العديد من الأمثلة على التلميح، منها:

  • قول أبي تَمَّام:

لَحِقْنَا بأُخْرَاهُمْ وَقَدْ حَوَّمَ الْهَوَى * قُلُوبًا عَهِدْنَا طَيْرَهَا وَهْيَ وُقَّعُ

 

فَرُدَّتْ عَلَيْنَا الشَّمْسُ وَاللَّيْلُ رَاغِمٌ * بِشَمْسٍ لَهُمْ مِنْ جَانِبِ الْخِدْرِ تَطْلُعُ

 

نَضَا ضَوْؤُهَا صِبْغَ الدُّجُنَّةِ وانْطَوَى * لِبَهْجَتِهَا ثَوْبُ السَّمَاءِ الْمُجَزَّعُ

 

فَوَاللَّهِ مَا أَدْرِي أَأَحْلاَمُ نَائِمٍ * ألَمَّتْ بِنَا أَمْ كَانَ فِي الرّكْبِ يُوشَعُ

فقام أبو تمام هنا بالإشارة إلى قصة سيدنا يوشع عليه السلام فيما روي أنه قام بقتل الجبارين يوم الجمعة، فعندما أدبرت الشمس خاف أن يحل الليل دون أن يفرغ منهم، فقد كان حرامًا أن يٌقتل أحد يوم السبت.

فدعا يوشع الله عز وجل فأعد الشمس مرة أخرى حتى انتهى من قتلهم.


شارك