الأهمية الاستراتيجية لقناة السويس
أين تقع قناة السويس هو سؤال يرغب الكثير في التعرف على إجابة موضوعية له، حيث أن قناة السويس تقع في الشمال الشرقي لجمهورية مصر العربية، وتفصل بين شبه جزيرة سيناء وبين باقي الأراضي المصرية، تصل قناة السويس البحر الأحمر في الجنوب بالبحر المتوسط في الشمال، كما أنها تعد الممر المائي الذي يربط ما بين قارة أوروبا والأراضي المطلة على المحيط الهادي، وهو ما سنتعرف عليه في مقالنا من خلال موقع الماقه.
التعريف بقناة السويس
- قناة السويس هي مجرى مائي غير طبيعي حفرة المصريون يقوم بحلقة وصل بين بحرين عظيمين هما البحر المتوسط شمالاً والبحر الأحمر جنوبًا، وهي مهيئة لمرور كافة السفن العملاقة ذات الطابع التجاري أو الحربي من غير مانع ملاحي.
- كان يصل طول القناة حوالى مائة وأربعة وستون كيلو متراً، وعمقها ثمانية أمتار لدى افتتاحها لأول مرة، ومع التوسعات التي لحقت بها زاد طولها حوالى ثلاثين كيلو مترًا بواقع إجمالي بلغ مائة وأربعة وتسعين متراً، وتعمقت ضعفين عن عمقها الأصلي يصل عمقها إلى أربعة وعشرين مترًا.
- أما عرضها فقد وصل الآن إلى مائتين وخمسة أمتار، تشتمل القناة على منفذين أحدهما من الشمال بطول اثنين وعشرين متراً، والثاني جنوبي بطول تسعة أمتار.
- وقناة السويس معبر يقع بتمامه داخل جمهورية مصر العربية، وتعتبر هيئة قناة السويس هي المسؤولة عن إدارتها بالكامل بمقتضى اتفاقية دولية لا تفرق بين عبور السفن في وقت السلم والحرب دون التمييز بين أعلام الدول المختلفة.
الطبيعية الجغرافية لقناة السويس
أين تقع قناة السويس يمكن أن نجيب على هذا السؤال من الشق الجغرافي بما يلي:
- أن قناة السويس تحتل جزءاً من الأراضي المصرية يمتد من الشمال إلى الشمال الشرقي منشؤها ميناء بورسعيد شمالً بموازاة البحر المتوسط وتنتهي جنوبًا عن ميناء السويس.
- حيث تتفاوت الطبقة الأرضية في تلك المسافة ففي الشمال تسيطر الطبقة الطينية حيث تكونت مدينة بور سعيد بفضل الترسبات الطينية التي تشكل من جرف النيل لها عبر آلاف السنين، لتصبح تلك الطبقة الطينية رملاً عندما تصل إلى مدينة القنطرة على مرمى أربعين كيلو متراً جنوب بور سعيد.
- لتحتل التربة الرملية وسط القناة حتى منطقة كبريت وهي مزيج من الرمان الصلبة والناعمة، لتتحول التربة إلى تربة صخرية صلدة بالكامل في الجنوب عند مدينة السويس.
- أما حواف قناة السويس وتتكون في معظمها من صخور صلدة فضلاً عن وجود مجموعة كبيرة من أعمدة الصلب وذلك للحيلولة دون انهيارها بسبب ضغط الأمواج الهائل على مدار الساعة بسبب اختراق السفن للماء وشقها عباب الأمواج الوسطى في القناة مما يدفعها نحو الشط، وهذا ما قد يتسبب في انهيار الأجزاء الضعيفة من الحواف؛ لذلك احتاجت الجوانب إلى الدعم الخرساني. والصخري.
الطبيعة المناخية لقناة السويس
يمكن أن نعتبر ذلك إجابة عن سؤال أين تقع قناة السويس من الناحية المناخية حيث تقع في مستوى سطح البحر ولا يرتفع منسوبها عن سطح البحر إلا بمعيار طفيف جدًا، أما ارتفاع المد بالقناة فلا يتجاوز الخمسين سنتيمترًا، ولكن ذلك يخلق تيارات بحرية قوية بين البحر المتوسط وبحيرة التمساح أما الجنوب فيشهد ارتفاعًا كبيرًا في المد يصل إلى مترين، ومن ثم ترتفع التيارات البحرين الكائنة بين خليج السويس ومجموعة البحيرات المرة.
أين تقع قناة السويس تاريخيًا
من الناحية التاريخية يتبادر إلى الذهن سؤال: أين تقع قناة السويس من الناحية التاريخية؟ شغلت قضية حفر قناة تربط المجاري المائية ببعضها بال الكثيرين على مر العصور:
- حتى من عهد الفراعنة فأثناء الألف الثانية قبل الميلاد كانت هناك محاولة من المصريين القدماء لربط البحر الأحمر بنهر النيل لعبور السفن بينهما إلا أنه حدث تراجع عن الفكرة بسبب الخوف من تأثير المياه المالحة على المياه العذبة مما يعني هلاك المصريين، مما دفعهم إلى ترك الفكرة برمتها.
- وظلت فكرة حفر مجرى مائي يصل البحرين الأبيض والأحمر تراود الكثيرين ممن حكموا مصر من العهد الروماني حتى العهد الإسلامي.
- ولكنها لم تأخذ الجدية الكاملة حتى جاء نابليون بونابرت فأرسل بعثة لدراسة قضية حفر القناة وعمل دراسة كاملة عن الموضوع في بداية القرن التاسع عشر، إلا أن الخبراء في ذلك الوقت توصلوا إلى استنتاج ثبت خطؤه بعد ذلك يفيد بأن منسوب مياه البحر المتوسط أقل من البحر الأحمر بنحو عشرة أمتار مما يجعل عملية الوصول مستحيلة فأغلق الموضوع حينها.
- وبعد أربعة عقود أرسلت فرنسا بعثة أخرة لتتحقق من استنتاجات اللجنة الأولى لتتوصل اللجنة الثانية إلى حقائق جديدة تثبت استواء منسوب البحرين وأنه لا عائق من حفر القناة فرحب ديليسبس بالفكرة وعرضه على الخديوي سعيد الذي أبرم مع القنصل الفرنسي دليسبس اتفاقا يقضي بإنشاء شركة مساهمة عالمية للإشراف على حفر القناة.
- وبدأ الحفر الفعلي للقناة عام 1859م واستغرق الحفر حوالى عشر سنوات كاملة حيث اعتمد فيه على سواعد المصريين خاصتهم دون سواهم فابتلعت القناة الآلاف منهم خلال حفرها.
- وفي عام 1869م تم افتتاحها في حفل باذخ أنفقت خلاله أموال باهظة تراكمت على مصر بسببه ديون هائلة ودخلت في نفق مظلم من الأزمات الاقتصادية المتتالية بسبب تلك الديون ومازالت ترهق بتلك الديون حتى اليوم بسبب فوائدها المتراكمة.
الأهمية الاستراتيجية لقناة السويس
وهنا يمكن أن يظهر تساؤل عن مدى الأهمية الاستراتيجية لقناة السويس بصيغة أين تقع قناة السويس استراتيجيا ونقول:
- إن الأهمية الاستراتيجية لقناة السويس مما لا تخفى على أحد شهد بأهميتها العدو قبل الصديق.
- فهذا المؤرخ والسياسي الأمريكي هوسكنز يقول: إنه لم يترك نشاط إنساني بحت لا علاقة للتدخل الطبيعي به تأثيرًا عظيما على علاقات الأمم مثلما فعل حفر قناة السويس حيث إنه من المستحيل إطلاقا تخيل نشاط آخر في إمكانات قدرات الإنسان يمكن أن يبدل أحوال الطبيعة وتكوينها أكثر من حفر قناة السويس، فلم تكن قناة السويس أكثر من استئصال جراحي جغرافي لجزء من التربة في مسافة قصيرة نسبياً من العالم ولكن بتلك المسافة وذلك التدخل الجراحي تم اختزال قارة كاملة هي القارة الإفريقية.
- إذ كانت السفن تستغرق أشهراً طوالاً لتصل إلى مبتغاها عبر طريق رأس الرجاء الصالح مخترقة البحار والمحيطات ومعرضة الأهوال والمخاطر، كل ذلك اختزل إلى ساعات قصيرة وأخطار لا تذكر.
- ولاشك أن حفر قناة السويس قد أعاد مصر إلى الخارطة من جديد لتلعب أعظم الأدوار في التاريخ الحديث للشرق الأوسط.
الصراعات التي وقعت بين الدول للاستيلاء على القناة
أين تقع قناة السويس من الصراعات الإقليمية والدولية؟ هذا سؤال مهم يتعلق بمدى محافظة الدول على مصالحها الاستراتيجية والتجارية والاقتصادية، إذ شهدت منطقة القناة صراعات كثيرة نوجزها فيما يلي:
- فمنذ أن تم افتتاح القناة حاولت بريطانيا تعطيل عملها حفاظًا على مصالحها الاقتصادية في القارة الأفريقية، فأنشأت العديد من نقاطها العسكرية ومعسكراتها في مواجهة القناة تعيق تحرك السفن وقطع الطريق على فرنسا من بسط نفوذها في القارة الأفريقية.
- حتى وصل الأمر إلى احتلال كامل للأراضي المصرية والسودانية عام 1881م والذي استغرق ثمانية عقود سيطرت بريطانيا بموجب هذا الاحتلال على قناة السويس وإدارتها.
- حتى جاءت ثورة 1952م وبها تم تحرير الأراضي المصرية من الاحتلال البريطاني، وحاولت بريطانيا مرارا تسليم قناة السويس التي كان سينتهي عقد اتفاق إدارتها، إلا أن بريطانيا أظهرت عدم رغبتها في ترك القناة.
- مما اضطر الحكومة المصرية آنذاك بزعامة الرئيس جمال عبد الناصر بتأميم القناة وإعلانها شركة مساهمة مصرية تخضع إدارتها للمصرين دون غيرهم.
- ولكن ذلك أثار حفيظة الدول الكبرى، وانتهى الأمر بإعلان حرب السويس أو العدوان الثلاثي باشتراك كل من إسرائيل وبريطانيا وفرنسا، إلا أن الأمر لم يستمر تحت وطأة الضغوط الدولية وانتهى الأمر بانسحاب الدول الثلاث وبقيت قناة السويس للمصريين.
- وفي الخامس من يونيو عام 1967م عاودت إسرائيل عدوانها على مصر وانتهى الأمر باحتلال كامل لمنطقة القناة وسيناء، ولكن مصر لم ترضخ طويلا لهذا العدوان فما هي إلا سنوات حتى حررت مصر أرضها ورجعت قناة السويس بشاطئها إلى أحضان الوطن ومعهم سيناء، ومازالت القناة تحت السيادة المصرية تديرها هيئة وطنية خالصة هي هيئة قناة السويس.