العوامل المؤثرة في المناخ
العوامل المؤثرة في المناخ كثيرة ومتنوعة وهي مثل (الرطوبة، درجات الحرارة، الضغط الجوي، الرياح، الإشعاع الشمسي)، ويعد المناخ شكل من أشكال الطقس الذي يوضح لنا الظروف الجوية التي تسود البلد على مدار السنة والتي تكون متغيرة خلال المواسم.
ويختلف المناخ في كل منطقة بكونها حارة أو رطبة أو جافة تبعًا لاختلاف الفصول سواء خلال الشتاء أو الصيف وأيضًا اختلاف مكان كل منطقة.
ويشكل المناخ العوامل الهامة التي تؤثر على طريقة حياة الناس وكيفية اختيارهم لأماكن معيشتهم، حيث يتركز السكان في الأماكن التي تكون فيها العوامل المناخية مناسبة للزراعة.
ويوجد مناطق أخرى يسكنها البشر على الرغم من ظروف مناخها الصعب مثل الجفاف ودرجات الحرارة المنخفضة مثل الصحاري والقطب الشمالي، ويؤثر المناخ أيضًا على غذاء الإنسان حيث تختلف المحاصيل الشتوية عن الصيفية هذا إلى جانب طريقة تشييدهم للمباني، لذلك سنقوم بعرض العوامل المؤثرة في المناخ من خلال موقع الماقه.
العوامل المؤثرة في المناخ
يتشكل كل مناخ طبقًا لعدة عوامل مختلفة تؤثر فيه ومن هذه العوامل (خطوط العرض، الطبوغرافية، التضاريس، القرب من المسطحات المائية، رطوبة الجو، رطوبة التربة، تيارات المحيط، الغيوم، التأثيرات البشرية، الغطاء النباتي، محور ميل الأرض، ظاهرة النينو)، وسوف نتحدث عن العوامل المؤثرة في المناخ بشكل تفصيلي.
خطوط العرض
تعتبر خطوط العرض الجغرافي من أهم العوامل المؤثرة في تحديد المناخ لأن هذا العامل مرتبط بالأشعة الشمسية المعرضة لها سطح الأرض، ويتم تحديد التغيرات المناخية فيها خلال العام، وكلما اقتربنا من خط الاستواء زادت درجة الحرارة وكانت كمية الإشعاع الشمسي ثابتة خلال العام، على عكس المناطق القطبية التي تشهد تغير مناخي موسمي بسبب تذبذب الإشعاع الشمسي.
الطبوغرافية
يتأثر مناخ المنطقة على حسب طبيعة الطبوغرافية حيث أن المناطق الموجودة على الجبال تكون طبيعتها جافة أكثر من الأماكن المعرضة للرياح، ويرجع ذلك إلى الكتلة الهوائية التي تحدث أعلى المناطق الجبلية وتتحرك لأعلى بهدف تبريد الهواء الذي يتكثف عليه بخار المياه وينتج عنه الأمطار.
وعندما تتحرك الكتل الهوائية على المناطق الجانبية من الجبال تفقد كثيرًا من رطوبتها مع زيادة درجة الحرارة التي تجعلها قادرة على الاحتفاظ بالرطوبة في هيئة بخار.
التضاريس
تعد التضاريس من العوامل الهامة المؤثرة في المناخ لأن اختلاف منحدر الأرض على كمية الضوء الممتص من الشمس مع التعرض للرياح ينتج عنه اختلاف في الطقس السائد من مكان لآخر.
القرب من المسطحات المائية
تخزن المسطحات المائية كمية كبيرة من الحرارة وهذه الكمية تحتاج لوقت طويل لكي تسخن ورغم ذلك تحمل الحرارة فترة أطول.
وبالتالي تكون الأماكن القريبة من المسطحات مناخها معتدل وطقسها رطب وتتميز بمعدل كبير من الأمطار.
رطوبة الجو
الرطوبة أيضًا أحد العوامل المؤثرة في المناخ وتغيره، حيث أن المناطق الرطبة التي بها كميات كبيرة من بخار المياه في غلافها الجوي تكون أقل عرضة للتقلبات المناخية وتغير درجات الحرارة أثناء النهار والليل من الأماكن الجافة.
وتكمن أهمية الرطوبة في تأثيرها على المناخ أثناء فترة الليل، حيث تكون الأماكن التي بها كميات كبيرة من بخار الماء أكثر دفئًا عن غيرها، لأن بخار الماء يعد من الغازات الدافئة.
ويعمل بخار الماء في فترة النهار على امتصاص جزء من الطاقة المشعة من الشمس ويجعل هذا سطح المنطقة باردًا خلال فترة النهار.
رطوبة التربة
المناطق التي تحتوي على تربة رطبة يكون مناخ منطقتها ذات تغيير قليل خلال فترة النهار والليل، على عكس المناطق التي تكون طبيعة سطحها صلب مثل الرمال والصخور.
والمناطق التي تمتلك تربة رطبة يحدث بها عمليات تبخر عن طريق الطاقة الشمسية وذلك يجعلها ذات درجة حرارة باردة أثناء فترة النهار.
تيارات المحيط
تكمن أهمية تيارات المحيط في الحفاظ على الكوكب دافئ، لأن المحيطات تمتص معظم الأشعة الناتجة من الشمس، حيث يعمل المحيط مثل الألواح الشمسية التي تحتفظ بالحرارة.
وتمتص أيضًا المناطق اليابسة بعض الأشعة الشمسية، ويساعد الغلاف الجوي في الاحتفاظ بالحرارة التي تنتشر بسرعة بعد غروب الشمس.
ويساعد أيضًا المحيط على توزيع الحرارة في العالم لأنه عندما يتم تسخين الجزيئات يتم تبادلها في الهواء ويطلق على هذه العملية عملية “التبخر”.
وعند تتبخر مياه المحيط بصورة مستمرة تزداد رطوبة الهواء وتتكون الأمطار والعواصف، وتعد المحيطات المكان الذي يتسبب في تساقط الأمطار ويزداد معدل سقوط الأمطار في المناطق الاستوائية أكثر من غيرها.
الغيوم
تعتبر الغيوم إحدى العناصر الأساسية التي تدخل في دورة الماء وهذا الأمر يجعلها رابط مشترك بين العناصر الطبيعية مثل الأمطار والمسطحات المائية والثلوج والكائنات الحية مثل الطيور والنباتات.
وللغيوم تأثير على ارتفاع وانخفاض مستوى معدل درجات الحرارة، وقد يختلف تأثيرها طبقًا لمكان وجودها على الغلاف الجوي.
فإذا تواجدت الغيوم بشكل كثيف على مسافة 1.6 كيلومتر عبر الجو فأنها تعمل على خفض درجة حرارة سطح الأرض، وتكون الغيوم الرقيقة الموجودة على ارتفاعات عالية من سطح الأرض سبب في رفع درجات حرارة سطح الأرض وذلك عن طريق حجز الطاقة الشمسية.
وتعمل الغيوم أيضًا على حفظ درجة الحرارة الشمسية التي تكتسبها الأرض أثناء فترة النهار حتى يبقى السطح دافئ أثناء فترة الليل.
التأثيرات البشرية
يتأثر المناخ المحلى لأي منطقة بعدة أمور تنتج من خلال الأنشطة البشرية، ومن هذه العوامل المساهمة في زراعة المحاصيل الزراعية في الغابات، لأن القيام بالزراعة يجعل المناطق أكثر تعرضًا لعمليات التبخر، حيث يؤدى ذلك إلى ارتفاع درجة الحرارة مقارنة بزراعة الغابات ذات غطاء نباتي.
وبناء المناطق الحضارية على حساب المناطق الريفية يعمل على زيادة درجة الحرارة، لأن المناطق الحضارية بها الكثير من المواد التي تمتص الأشعة الشمسية مثل الطوب والأسفلت الذي يقوم بامتصاص الطاقة أكثر من التربة والأشجار.
وتحويل المناطق الجافة إلى زراعية يعمل هذا الأمر على قلة درجة الحرارة عن طريق توفير غطاء نباتي يسهم في توفير بيئة رطبة، ومن الأسباب التي تعمل على رفع درجات الحرارة في هذه المناطق هي القيام بالأنشطة البشرية والصناعية مثل وسائل النقل وتوليد الطاقة.
الغطاء النباتي
يقوم المناخ بتحديد أنواع النباتات في مناطق معينة، لأن النباتات تساهم في تغير الطقس، مثل ما يحدث في المناطق الاستوائية التي تطورت فيها الغابات المطيرة، وتساعد الأشجار على زيادة بخار الماء في الجو الذي ينتج عنه ترطيب وتبريد الطقس.
محور ميل الأرض
تحدث الفصول الأربعة من خلال ميل محور الأرض بدرجة 23.5 حيث تميل نصف الكرة الأرضية اتجاه الشمس بينما يميل الأخر بعيداً عنها، وهذه إشارة على أن مناخ الأرض لا يتأثر ولكن الذي يتأثر هو الطقس من خلال تغير الفصول.
ظاهرة النينو
تعتبر ظاهرة النينو هي المؤثرة على معدل الرياح والشلالات في الدول الواقعة على المحيط الهادي، وهي تكون بمثابة إنذار لدول سطح المحيط الهادي.
لأن المياه الدافئة التي تعطي الطاقة والرطوبة للغلاف الجوي تحدث تغير في معدل أنماط الرياح والشلالات، وهذه الظاهرة تسببت في الضباب الدخاني الذي حدث في إندونيسيا وأعاصير فلوريدا.
وتعنى ظاهرة “النينو” بالإسبانية الطفل الصغير لأنه يتم الاحتفال بهذه الظاهرة في وقت الاحتفال بمولود الطفل المسيح، ويقابلها “لا نينا” أي الطفلة بالإسبانية والتي يحدث معها بعض التغيرات الحادة في الطقس.