أين قامت دولة الموحدين

منذ 2 ساعات
أين قامت دولة الموحدين

أين قامت دولة الموحدين سؤال يبحث عن إجابته البعض حيث إن التاريخ بوجه عام والتاريخ الإسلامي بوجه خاص شهد نشأة الكثير من الدول والدويلات، التي استمرت لحقبة زمنية معينة وبدأت في قمة الازدهار ثم خفت وميضها، ولم يلبث أن تلاشى أثرها ولم يبقى منها إلا ما ورد عنها في كتب التاريخ، ومن تلك الدول دولة الموحدين، والتي سيدور عنها الحديث في هذا المقال عبر موقع الماقه محاولين التعرف على إجابة عن سؤال أين قامت دولة الموحدين فتابعو مقالنا.

أين قامت دولة الموحدين

قلنا آنفا أن مؤسس دولة الموحدين هو بن تومرت والذي ينتسب إلى قبيلة المصمودة في المغرب والتي كان مستقرها بالتحديد في منطقة تنمل الواقعة  بالقرب من مدينة مراكش وقد اتخذ من قلعة تنمل مقرا تنطلق منه الدعوة إلى تأسيس دولة الموحدي، ثم بدأت الدعوة تتجه نحو الانتشار وتكسب المؤيدين والأتباع واتخذت من  مدينة مراكش عاصمة لها عام 1146م.

نبذة عامة حول دولة الموحدين ونشأتها

دولة الموحدين هي دولة تنسب إلى جماعة من الإسلامين تقوم على مبدأ أن الله عز وجل لا شبيه له من الخلق، تم تأسيسها في القرن السادس الهجري ، وتحديدا من عام 515 هجرية الموافق  لعام        1121 ميلادية، وقد أسس تلك الدولة  ابن تومرت  وهو محمد بن عبد الله بن وجليد بن يامصال والذي لقبه البعض بالمهدي، وقد دعمه في ذلك اثنين من رجالات العلم آنذاك وهما عبد المؤمن بن علي التاجري الكومي الندرومي، وأبو محمد بن عبد الله بن محاسن الونشريسي.

كان ابن تومرت متطلعاً لتأسيس حركة إسلامية قوية تحيي عهد الخلافة الإسلامية في زمن الخلفاء الراشدين، وإقامة مبدأ التوحيد الخالص والإيمان المطلق لذا أطلق على تلك الحركة  اسم (الدولة  الموحدية أو دولة الموحدين)، وقد بذل بن تومرت كل ما في وسعه في سبيل توسيع نطاق دعوته وكسب المؤيدين وانضمام التابعين فبلغ صداها الكثير من بلدان وعواصم العالم الإسلامي والعربي، ومن بين تلك الدول مصر وتونس وفاس ومراكش وتلمسان وطرابلس.

وقد حظيت الدعوة بتأييد الكثير مما قاده إلى القيام بثورة تدعو إلى الأصول الجامعة وتقضي على الفروع، ثم اختار المغرب العربي ليكون معقل حكومته، حيث استطاع من خلال دعوته كسب تأييد المغاربة، فسعى للقضاء على المرابطين في المغرب الأقصى، وبالفعل تمكن من ذلك وصار والياً عليهم عام 516 من الهجرة واستمرت ولايته حتى وفاته عام 524 من الهجرة.

توسعات دولة الموحدين

بعد وفاة بن تومرت انتقلت ولاية المغرب إلى محمد بن علي، وشهدت حركة كبيرة جدا من التوسعات بداية من التوسع الذي شمل المغرب كله، ثم امتد للحدود الخارجية فضمت قرطبة والأندلس، وتوسعت في شمال إفريقيا، كما شهدت هذه الحقبة من تاريخ دولة الموحدين عددا من المعارك ومنها معركة مع النورمانين والمرابطين في مراكش وتونس والتي انتهت بالقضاء عليهم، بالإضافة إلى معركة الأرك والتي شنها ضد الأسبان، ولم يكن هذا العهد عهد التوسعات فقط بل انه عهد الوحدة التي شهدها المغرب العربي في أقوى صورها ومظاهرها، فاجتمعوا على مذهب واحد وثقافة واحدة، كما تميز الجيش آنذاك بكثرة عدده وقوة عتاده فقد بلغ حوالي نصف مليون جندي.

واستمر الازدهار والتطور بعد وفاة عبد المؤمن وتولي  أبو يوسف يعقوب بن يوسف المنصور والذي وجه اهتمامه إلى بناء المساجد والمستشفيات والقلاع وما إلى ذلك من مظاهر التعمير والتطور والتي لم تتوقف حتى وفاته لتبدأ مرحلة جديدة تتداعى فيها دولة الموحدين وتخطو أولى خطواتها نحو الهزيمة والسقوط بعد سلسلة الهزائم المتتالية التي عانتها والتي انتهت بفرض السيطرة عليها وحكمها من قبل بن مرين وذلك في عام 668 من الهجرة.

أهم أسباب سقوط دولة الموحدين

تعددت الأسباب التي أدت إلى انهيار هذه الدولة ولعل أبرزها وأكثرها تأثيرا التخلي عن مبدأ المشورة والاعتداد بالرأي والذي كان السمة الغالبة على حكم الخليفة الناصر، بالإضافة إلى إطالة حصار شلبطرة والذي امتد لما يقرب من 8 شهور وكان له أثار بالغة السوء، ثم اغترار الخليفة الناصر بعدد وعتاد جيشه ما أغراه بإهماله وأدى إلى ضعفه.

ازدهار الفن المعماري في عهد دولة الموحدين

من الأمور التي تميزت بها دولة الموحدين ازدهار المعمار، وبناء الكثير من المنشئات التي ذهب بعضها وصمد بعضها الآخر وظل باقياٍ وشاهدا على حضارة دولة الموحدين على الرغم من كونهم كانوا مقتصدين ولم تتميز مبانيهم بالإسراف المبالغ فيه، بل اتسمت بالجمال والعراقة والبساطة، ولعل أهم  الصروح المعمارية التي تنتمي إلى تلك الدولة ما يلي:

  • جامع الكتيبة: بينما كان هناك الكثير من المساجد في مدينة مراكش  والتي بنيت منحرفة عن اتجاه القبة تم بناء هذا الجامع بدقة كبيرة على يد عبد المؤمن الكومي عام 1147م، ثم اتشف أنه أيضا به شيء من الانحراف عن اتجاه القبلة فأعيد بناؤه عام 1196م وذل في عهد أبو يعقوب المنصور.
  • منارة جامع المنصور في إشبيلية: بدأه أبو يعقوب يوسف واستكمل البناء على يد ابنه، حيث بنى المئذنة التي بلغ طولها ست وتسعين مترا ولكنها تحولت إلى برج للنواقيس ملحق بكنيسة جيرالدا، والتي حلت محل المسجد بعد أن سقطت إشبيلية.

شارك