ما هو الفقر وما أنواعه

منذ 1 شهر
ما هو الفقر وما أنواعه

ما هو الفقر وما أسبابه وحلوله التي تسعى الدول لتطبيقها للحد من الفقر، فالفقر مؤشر رئيسي لمدى انتشار التخلف بين الدول والمجتمعات على مستوى العالم، حيث تعتبر ظاهرة الفقر مسألة هامة يتم استهدافها عند القيام بتحليل أو دراسة التنمية بشكل عام، ويعد الفقر ظاهرة اجتماعية واقتصادية متواجدة في جميع المجتمعات وفي كل الأحيان ولكن بدرجات مختلفة.

أصبحت ظاهرة الفقر ظاهرة عالمية ذات أبعاد متعددة ومتنوعة حيث ينتقل الفقر من المجتمع الواحد إلى العالمية ويتم ذلك من خلال تصنيف البلدان إلى بلدان غنية وأخرى فقيرة كما يتم تحديد مؤشرات الفقر على مستوى دول العالم.

ما هو الفقر

يعد الفقر ظاهرة من أكثر الظواهر التي يعاني منها العالم أجمع، إن المعنى المنتشر الذي يبادر الذهن عند ذكر كلمة الفقر هو حرمان الشخص ماديًا ويظهر ذلك في انخفاض معدل استهلاكه للطعام وتدني مستواه التعليمي وحالته الصحية.

يرى بعض الناس أوجه أو مفاهيم أخرى للفقر بجانب الحرمان المادي ومن أهم تلك المفاهيم هي الاعتمادية وضعف القدرة على اتخاذ القرارات والاعتمادية وعدم الشعور بالأمان وعدم القدرة على ممارسة حرية الاختيار.

هناك تعريف ذاتي للفقر وهو الذي يعرف فيه الفقراء من وجهة نظر الشخص نفسه، أي أنه إذا كان الشخص يشعر بأنه لا يحصل على ما يرغب به فيعد ذلك فقرًا ولكن يشترط ألا يكون ذلك الشيء من الحاجات الأساسية له.

أما من حيث التعريف السوسيولوجي للفقر فيمكن أن يعرف فيه الفقراء بأنهم من يحصلون على مساعدة اجتماعية من قبل الأشخاص المحيطة بهم ويعد الحد الفاصل لظاهرة الفقر هو الحد الأدنى والرسمي للدخل الذي يناله الفرد حين يقوم بالاعتماد في معاشه على المساعدة الاجتماعية.

ويعد الفقر من إحدى المشاكل الاجتماعية التي تدل على عدم قدرة الشخص على تحقيق الحد الأدنى من متطلباته الأساسية اليومية كالمسكن والطعام والشراب على سبيل المثال، كما يعجز عن التمتع بالعدالة الاجتماعية وحق المشاركة وحق إبداء الرأي.

يتم تعريف الفقر في اللغة بأنه الحاجة والعوز، بينما يمكن تعريفه اصطلاحًا على أنه عجز الفرد على الحصول على المتطلبات الأساسية، يمكن تعريف الفقر على مستوى الدول بأنه عبارة عن غياب التنمية بكل أشكالها الثقافية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية، ويؤدي الفقر إلى العديد من الكوارث كضعف الاستثمار في العديد من المجالات وهناك الكثير من الدول التي تعاني من الفقر الشديد وكنتيجة لذلك أصبحت تلك الدول تعاني من التخلف.

 أسباب وجود الفقر

تعود ظاهرة الفقر إلى العديد من العوامل كالعوامل الاجتماعية والعوامل البيئية والاقتصادية والثقافية وكذلك العوامل السياسية، ويتم تقسيم أسباب انتشار الفقر إلى أسبابا خارجية وأسباب داخلية.

الأسباب الخارجية للفقر

هناك الكثير من الأسباب الخارجية التي تؤدي إلى انتشار الفقر في جميع أنحاء العالم ومنها:

  • الاستعمار الأجنبي بصوره المتنوعة.
  • استغلال ونهب ثروات الدول.
  • عدم وجود الشفافية والديمقراطية والتي تكثر في البلاد العربي بوجه خاص.
  • سوء توزيع المساعدات الدولية بين البلاد الفقيرة ونقصها.
  • انتشار الفساد في الوطن العربي وباقي الدول بشكل عام .
  • غياب الفكر الواعي مما أدى إلى ظهور الإرهاب وانتشار العنف.
  • عدم القدرة على استصلاح أراضي البلدان النامية وانتشار التخلف التقني.
  • التبعية التكنولوجية والمالية للدول المتقدمة وكذلك المؤسسات النقدية والتجارية العالمية.
  • ممارسة الدول المتقدمة الحماية الجمركية في وجه الصادرات الخاصة بالدول النامية.
  • تلاعب الدول المتقدمة بأسعار المواد الأولية داخل الأسواق العالمية.

الأسباب الداخلية

يوجد العديد من الأسباب الداخلية التي تؤدي إلى انتشار ظاهرة الفساد بين جميع دول العالم وتتمثل تلك الأسباب في:

  • النمو الديموغرافي.
  • بعض السياسات التي ترتبط ارتباط وثيق بالإصلاح الاقتصادي.
  • الكوارث الطبيعية بجانب النزاعات الدولية والداخلية.
  • طبيعة النظام السياسي المنتشر، فتعتبر الكثير من الحكومات في الدول الفقيرة جزء من مشكلة انتشار الفقر.
  • التدهور البيئي وسوء إدارة الموارد البيئية والطبيعية.
  • تهميش دور فئات محددة داخل المجتمع كالمرأة وأهل الريف.

أنواع الفقر

هناك العديد من أنواع الفقر ومن تلك الأنواع:

  • الفقر المادي: وهو حرمان الشخص ماديًا وعدم قدرته على إشباع متطلباته الرئيسية.
  • الفقر السياسي: يظهر ذلك النوع من الفقر في غياب المشاركة السياسية وحقوق الإنسان بجانب هدر الحريات الخاصة بالإنسانية بشكل عام.
  • الفقر الاقتصادي: ويقصد به عدم مقدرة الشخص على الحصول على المال وهدف ذلك الاستهلاك والحصول على غذاء والتملك.
  • الفقر الوقائي: يقصد به عدم مقدرة الشخص على مقاومة الصدمات اقتصادية النوع سواء الداخلية أو الخارجية.
  • الفقر الإنساني: يقصد به عدم قدرة الشخص على الحصول على الصحة أو التغذية أو المال أو المساكن.
  • الفقر السوسيو ثقافي: يتميز بعدم مقدرة الشخص على المشاركة باعتبار أن الفرد هو محور كلًا من الجماعة والمجتمع بجميع الأشكال الثقافية.

حلول لظاهرة الفقر

هناك العديد من الحلول للقضاء على ظاهرة الفقر أو حتى الحد من انتشاره ومن ضمن تلك الحلول:

  • تطبيق الدول لخطة التنمية المستدامة التي وضعتها هيئة الأمم المتحدة والتي تصل إلى 17 هدفًا.
  • وضع الحكومة العديد من الخطط الوطنية الاستراتيجية للتخلص من الفقر.
  • تقديم الأشخاص التبرعات ومنحها لمن يحتاجها وتكافل المجتمع من أجل الحد من انتشار ظاهرة الفقر.
  • جمع بيانات دقيقة وصريحة عن نسبة الفقر التي تعاني منها كل دولة من دول العالم ومعرفة مدى تأثير الظاهرة على المجتمع ومن ثم البدء في إيجاد حلول للقضاء على الظاهرة.
  • من إحدى الحلول الخاصة بالقضاء على الفقر هو منح القروض الحسنة.
  • القيام بعمليات الاستثمار والتنمية سيساعد بشكل كبير على القضاء على الفقر المنتشر في البلاد.
  • محاربة الدولة للربا من أهم الحلول للقضاء على ظاهرة الفقر.

أكثر دول العالم فقرًا

هناك العديد من الدول التي ينتشر بها الفقر بشدة بل أن هناك بعض الدول قد تم تصنيفها واعتبارها من الدول التي تعيش تحت خط الفقر، وأغلب الدول الفقيرة والنامية تقع في قارة أفريقيا وذلك بسبب العديد من العوامل المؤثرة سواء الداخلية أو الخارجية، ومن أكثر الدول فقرًا على مستوى العالم:

  • دولة إثيوبيا:
  • لقد كانت من الدول الغنية في الماضي ولكن في وقتنا الحالي أصبحت في المرتبة الثامنة على قائمة أفقر الدول في العالم، ويبلغ نصيب المواطن من ناتجها المحلي الإجمالي ما يقارب 1380 دولار وفقًا لهيئة صندوق النقد الدولي، كما يبلغ عدد سكان الدولة ما يقارب 74 مليون نسمة، وفي الوقت الحالي يعتمد اقتصادها بشكل كبير على المجال الزراعي والجدير بالذكر أن هذا المجال غير مستقر.

  • دولة إريتريا:
  • يبلغ نصيب الفرد في الدولة من الناتج المحلي الإجمالي ما يقارب 1200 دولار وفقًا لهيئة صندوق النقد الدولي، وبالتالي يعيش الأفراد هناك في فقر شديد، ويعتمد اقتصادها بشكل كبير على الذهب والفضة وتصدير الإسمنت.

  • جمهورية افريقيا الوسطى:
  • تحتل جمهورية أفريقيا الوسطى المرتبة الأولى في قائمة أكثر الدول فقرًا في العالم، ويصل نصيب الأفراد من إنتاجها المحلي الإجمالي 640 دولار وفقًا لهيئة صندوق النقد الدولي.

  • دولة مالاوي:
  • احتلت دولة مالاوي المركز الثالث بقائمة أكثر دول العالم فقرًا وقد وصل نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي إلى 820 دولا وفقًا لهيئة صندوق النقد الدولي، ويصل عدد سكانها إلى ما يقارب مليون نسمة.

  • دولة بوروندي:
  • لقد كانت دولة بوروندي خلال عام 2013 من أكثر الدول جوعًا على مستوى العالم، وتعاني تلك الدولة من المجاعة ونقص المنتجات الغذائية بشكل عام، وقد وصل نصيب الفرد من الناتج الإجمالي المحلي إلى 951 دولار وفقًا لهيئة صندوق النقد الدولي، وتواجه الدولة الكثير من المشاكل التي تعيق تقدم مجال الاقتصاد ومن ضمن تلك المشاكل عدم استقرار الوضع السياسي للدولة.


    شارك