إحساس الموت لا يفارقني

منذ 2 ساعات
إحساس الموت لا يفارقني

إحساس الموت لا يفارقني.. هل هذا مرض نفسي؟ وما هو علاجه؟ نظرًا لأن هذا الشعور ينتشر بكثرة بين الأشخاص، وقد يتغاضى البعض عنه، والبعض الآخر يحتفظ به بداخله، ولا يدري هل هذا أمر طبيعي أم اضطراب نفسي، لذا سنعرض لكم اليوم من خلال موقع الماقه حقيقة هذا الشعور.

إحساس الموت لا يفارقني

إحساس الموت لا يفارقني هو اضطراب نفسي يُطلق عليه وسواس الموت، وهو عبارة عن الشعور الدائم بإرهاب الموت، مما يجعل المريض يفكر بشكل سلبي حول الموت؛ لمحاولة تجنب الإحساس، وهناك ثلاث أنواع من هذا الاضطراب.

1- وسواس الموت الوجودي

هذا النوع هو عبارة عن الشعور بالقلق القوي حيال المستقبل؛ مما ينتج عنه تغييرات كثيرة في نمط الحياة والروتين اليوم، وهذا الاضطراب قد يسيطر على الشخص بشكل كبير، ويغير من آرائه وأفكاره إلى درجة كبيرة لا تتناسب مع المواقف، لذا يجب محاولة السيطرة على هذه الأفكار التي تتعلق بالموت.

2- افتراس وسواس الموت

يعتبر هذا النوع أقل انتشارًا بين الأشخاص، ولكن نجد أنه يبدأ في الظهور عندما يتعرض الشخص للمهاجمة، وهذا النوع يزداد من خلال الأفكار التحفيزية التي تتحدث أمام المريض، مما يتخذ ردود فعل عدوانية أو يتعامل بشكل عيف.

3- وسواس الموت المفترس

أمّا عن هذا النوع فهو من أنواع وسواس الموت الذي يشعر معه الشخص بأفكار كثيرة تجاه القتال والعدوان والطيران، وتلك الأفكار تجعله لا يفكر سوى في نفسه، وفي الطريقة التي تُبقيه على قيد الحياة، وهذا هو الأمر الوحيد الذي يشغل باله به طوال الوقت، ومن أفضل ما يُمكن للشخص فعله هو العزم على التغلب الذاتي على أي صعوبات حقيقية تواجه الشخص.

أسباب الإصابة بوسواس الموت

إن إحساس الموت لا يفارق الشخص هو شعور صعب ومؤرق جدًا، وقد وُجد أن هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى هذا الشعور.

1- البعد عن الله تعالى

إن ابتعد الشخص عن الله تعالى وقع فريسة لوسوسة الشيطان بمنتهى السهولة، فنجد أنه يقدر على السيطرة عليه، ويتحكم بأفكاره، الأمر الذي يجعله يخشى كثيرًا ويُصاب بالهلع بشأن الموت ولقاء الله، ويبدأ في القلق بخصوص تدبير المستقبل.

لكن يخفى عنه أن الله تعالى هو القادر على كل شيء، ونظرًا لوجود الكثير من الملذات في الحياة الدنيا، يخشى الإنسان كثيرًا من فكرة الموت.

2- اضطرابات في أنشطة المخ

القلق النفسي والتوتر يحدث نتيجة تفاعل المواد الكيميائية، وهذا يحدث تحديدًا عندما تقل مادة السيروتونين، الأمر الذي يؤدي إلى بُطء تجاوب الدماغ مع التساؤلات والإشارات التي تحدث في الذهن، ومن أهمها الأفكار الجدلية المُتعلقة بالموت أو بما سيحدُث بعد الموت، ويُصاب الشخص بالخوف من الموت، والرغبة في العيش مدى الحياة.

3- الصدمات نفسية

نجد أن الشخص الذي يفقد أشخاص أعزاء على قلبه، نتيجة لموت أو حوادث، وما شابه ذلك، يتعرض لصدمة نفسية قوية، ويكون العقل آنذاك غير مُدرك لكل ما يحدث، لذا ينشأ داخله إحساس الموت الناتج عن الصدمة النفسية.

4- الإصابة ببعض الأمراض

قد يصاب الشخص بإحساس الموت الذي لا يفارقه؛ نتيجة لإصابته ببعض الأمراض، مما يجعله يفكر كثيرًا بأن حياته مُهددة بالخطر، مثل: (اضطرابات الغدة الدرقية – فقر الدم).

5- مشروبات الكافيين

تناول المشروبات التي تحتوي على مادة الكافيين بكثرة، والتي تتمثل في: “القهوة والشاي والنسكافيه، والمياه الغازية” تزيد من شعور الخوف من الموت دائمًا، وتزيد من القلق.

6- تقدم العمر

عندما يكبر الشخص ويتقدم عُمرِه يزداد لديه الشعور بالموت والخوف الشديد والرغبة لو أنه يبقى على قيد الحياة طوال العمر.

7- الخوف من الألم

من الممكن أن يعاني الشخص من اضطراب وسواس الموت؛ نتيجة لخوفِه من الألم الذي سيصاب به عند خروج الروح والموت، وقد يخشى أيضًا من المرض قبل الموت.

أعراض اضطراب وسواس الموت

إن اضطراب وسواس الموت، لا يتوقف على مجرد الشعور بالخوف من الموت فقط، بل هناك بعض الأعراض الأخرى التي تُثبت الإصابة بهذا المرض.

  • المعاناة من الاكتئاب الشديد.
  • الإصابة بالتوتر والقلق الشديد.
  • عدم التحدث عن الموت، وعدم الجلوس في الأماكن التي يذكر فيها.
  • الشعور بالغثيان والقيء.
  • الإصابة بالتعرق المفرط والدوار.
  • حب الانعزال، وعدم الرغبة في الحديث مع أي شخص سواء كان من الأهل أو الأصدقاء.
  • ألم حاد في المعدة.
  • الإصابة بنوبات الهلع المتكررة ونوبات القلق.
  • الإحساس بخفقان قوي بالقلب.

علاج وسواس الموت

قد يظن البعض أن العلاج من اضطراب وسواس الموت بسيط، لكن على العكس فهو يتطلب التأهيل والتحفيز الذاتي على عدم الخوف من الموت، وذلك يُمكن أن يحدث عندما يُحفز المريض على تخطي هذه الأفكار السلبية، وهذا ببعض الطرق العلاجية التي تُحدد بناءً على نوع الاضطراب الذي يعاني منه الشخص.

  • تقييم الخطر: لعلاج اضطراب وسواس الموت يجب في البداية تقييم الخطر الحقيقي الذي قد يتعرض له المريض، ويتمثل في المشاكل الصحية التي قد يعاني منها؛ لتجنُب حدوثِها، والعلاج منها إن وُجدت.
  • الاسترخاء والتأمل: إن الخوف والتوتر والقلق الزائد يتسبب في استجابة الجسم للإجهاد والتعب، ويساهم في تحفيز الجهاز العصبي الودي الذي يزيد خطر الإصابة بالأمراض، وقد أثبت الأستاذ الدكتور هربرت بنسون بجامعة هارفارد أن التأمُل البسيط يزيد من استجابة الضغط النفسي ويُحفِز إلى الاسترخاء، الأمر الذي يجعل الجسم يتخلص من قلقه وخوفه.
  • حماية النفس من وسائل الإعلام: يجب الابتعاد عن وسائل الإعلام المختلفة التي تقدم محتويات تبعث الخوف والقلق.

نصائح للتغلب على وسواس الموت

علاوةً على العلاج، هُناك نصائح ما إن اتبعها مريض وسواس الموت يتغلب على هذا الشعور ويؤمن بالله تعالى دون خوف.

  • محاولة التقرب من الله تعالى قدر الإمكان.. بالحفاظ على الصلاة وقراءة القرآن الكريم.
  • الاختلاط بالأهل والأصدقاء وتلقي الدعم الدائم منهم.
  • الحرص الدائم على تقدير النفس واحترامها، وإعطائِها حقها والابتعاد عن جلد الذات والتخلص من تأنيب الضمير قدر الإمكان.
  • الإرشاد الديني التكميلي من أعظم الحلول التي تُعطي للشخص السلام الداخلي، وتجعله متقبلًا فكرة الموت، ولا يقلق من حدوثِه في الأجل المُحدد.
  • يجب أن يقتنع الشخص أن الموت غير مؤلم، فهي بسيطة على القريب من ربه.
  • الحرص على خوض تجارب جديدة مختلفة لم يتوقع الشخص أن يخوضها.
  • تعلم العيش بكامل طاقته، مع الحرص على المحافظة على دينِه.

الشعور بالخوف من الموت وعدم الرغبة في حدوثِه من الأمراض النفسية التي تستوجب خضوع الشخص لاستشارة الطبيب حول حالته؛ لتلقي العلاج التأهيلي المناسب.


شارك