شعر عتاب عراقي

منذ 1 شهر
شعر عتاب عراقي

شعر عتاب عراقي يمثل در الشعر والأدب في الوطن العربي لما له من قوة معاني وفن وذوق رفيع وعاطفة وقد نبع هذا النوع من الشعر والأدب من وجدان شعراء عراقيين ذو كلمات قوة تحمل في طياتها معاني متعددة صادقة وفي السطور القادمة نسوق لكم أفضل الأبيات لشعر العتاب العراقي.

شعر عتاب عراقي تاريخه ونشأته

يعد شعر العتاب العراقي من أقدم الأعمال الأدبية التي ظهرت منذ امد طويل فيمتد تاريخ شعر العتاب العراقي إلى العصر الجاهلي كما أنه تطور مع مرور الزمن تبعًا لما عاصره من أحداث.

أبيات من ديوان الشعر العراقي

اريد اعلن حداد وللعشق ماعود

واريد انساك ونسة البينك وبيني

وشك دفتر غرامك خاطر انه انساك

ودير الوجه عنك من تلاقيني

ماريدك بعد لو انت روحي اتصير

وماريدك لون من موت تحييني

ملح بعيوني احطن ونسة حتى النوم

اخافن بالمنام طيوفك تجييني

اذا شافتك عيني وفرحت بملكاك

والله اتبره منهه وهاي موعيني

واذا صافحك جفي بحجة الخملان

اكص اثنين اديه يساري ويميني

واذا كالولي حبك يسري بالشريان

ثق بالله اكطع كل شراييني

واذا صاير شمس انه ابقه دوم بليل

وما ريد الضوة وبلظلمه خليني

تذكرمن لكيتك والعطش واليك

وكلتلي امعود اترجاك روييني

عصرت اجفون عيني وشلييت دموع

وشربتك بديه وانت تدرييني

ومن مرني العطش صرت انت جربة ماي

كصدتك معتني ومديت جفيني

وانت بكل وكاحة وكل صلافة عين

درت بجفوفي سم وردت تنهيني

تذب نفطك عليه وانه بيه النار

وتتحمه اعله ناري و ماتطفيني

وصرت محبس بديك وكمت بيه تسوم

ساعة تبيع بيه وساعة تشريني

اظل خصمك وفضحك حتى من اتموت

على كبرك أخطـــــــــــن بايك اسنيني

شعراء العتاب العراقي

حين يذكر شعر العتاب العراقي يجب أن يُذكر الشاعر مظفر عبد المجيد النواب ذو الذوق الرفيع فمظفر عراقي المنشأ تعود أصوله إلى عائلة النواب المعروفة بثرائها وفنها ومن أشعار مظفر عبد المجيد النواب.

على دكة مولاي أبي الليل

يا مسيل الفرس الزرقاء الغسق

وعلى سرجك ينثال رماد الليل والغمد

موشى بعراكات العصافير

وفجر المشمش الأزرق

مسترخ على راحة أقدامك

ووراء القمر الفج

أوت كل العصافير إلى جمجمة الحجاج

لن تعثر على جذوة تهديد

وأعينها تاهتز صغيرات بأقصى محجريه الثقافيين

غدا كل العصافير تموت

وأنا من سيفك إني أفق نخل بارد

هذا الصبا

أين البيوت ؟

وأنا اصرخ في وادي الباطير وقاعات المماليك

بان الشمس زرقاء على مئذنة العمر تموت

والعصافير على دكه مولاي تموت

أنت في بستان أحلامك بين الخمر والريحان

والعمر قد فارق على ناقة حزن للرحيل

ما ترى أنا رحلنا بعد يافا

نحمل الخيمة في ليل الجليل

وغدا أي الحكومات ترى تذبحنا

عذرا لمولاها الذي خلف الجبل

يا أبا الليل أفق

فالطل غطى حاجبيك النبويين

وقد مات من الجوع الجمل

أين نيسان تغطيك من الحمى وتسقيك الزهور

فبيسان وان قد سرقوا منها قفير النحل

ما زالت تبيع البرتقالات العتيقة

تحمل السلة ملآ بالزرازير

التي قد وخست مئذنة اللّه العتيقة

والبوار يد التي صارت من الصمت

أنابيب لتصرف الوساخات عتيقة

والزعامات العتيقة

وارى ذيبا

أرى الشام غزالا راكضا في المسك

لا يحلم إلا ان كعبا سيعيدون الجبل

فرسي وراء الجبل

زوجتي وراء الجبل

كلنا نحك من خلف الجبل

وارى حسان ما زال على شاربه المسكي

من خمر الشمال

أيها القاطع إغفاء الزرازير

ونوم البلبل النخلي في الفجر

وغفوة البرتقال

ها تثاءبت وقد هومك الوجد إلى اهلك

والنوم بعينيك زوايا

خذ لبيسان حكايا البشوات المستجدين

لكي تصنع للسواح لعبات جريح عربي وهدايا

قل لها كل الحكايا

فإذا ما حزنت عند وجاق النار

فارو من نكات الشعب في مصر

وخبرها بان النكت الآن مرايا ..

أبيات من أفضل قصائد شعر العتاب العراقي

في الأبيات القادمة نقدم لكم قصيدة من الذوق الرفيع للشاعر علاء خلف الذي ولد بعام 1971 وحصل على بكالوريوس العلوم الاسلامية  بجانب العديد من الجوائز الأدبية والشعرية

يقول علاء خلف:

بناتُ النَّـفــسِ تأخذُ مِـنْ منامي

وَتقلقُنـي كثيــراً فــي خـيـامـي

أخاطبهـا بصمـتٍ فـي هـمــومٍ

أمـا يكـفـيــكِ يا أخـتَ الـزُّكـامِ

أجابـتـنــي ونـفــسي فــي دواءٍ

يُزيــلُ الـهــــمَّ منْ ذاكَ الحِمـامِ

فـقــالــتْ: ذلك الـقـــرانُ نـــورٌ

هـو الشافي القريـبُ مِـنَ الأنامِ

يُزيـلُ الحزنَ عــن قلــبٍ سليــمٍ

وَيرْفـَــعُ كــلَّ أنــواعِ السّـقــامِ

فـقــمْ واقــرأْ كتــابَ الله حـــالاً

إذا ما كنـتَ ترغـبُ في المنـامِ…..

والسطور القادمة تحمل أجمل الأبيات للشاعر عدنان الصائغ الذي ولد بمدينة الكوفة بالعراق في عام 1955 وقد عمل بالصحافة العراقية وشغل عدة مناصب وهو ذو باع طويل في الأدب العراقي حيث ألف العديد من الدواوين والقصائد

ومن أشعاره:

سرابٌ أم بحرٌ أم مرآةٌ… هذه المرأةُ التي نزفتُ لأجلها أجملَ سنواتِ عمري على الورقِ (ما فائدة أن تحتفظي بأوراقي الآن… ألاجلِ أن تقولي لصديقاتكِ: كان يحبني هذا الشاعرُ حباً مجنوناً؟)… المرأةُ التي بدّدتني كالرملِ في قبضةِ البحرِ، وملامةِ الأصدقاء..

أكنتِ تحسبين خطواتكِ معي إلى حدود عتبةِ البيتِ المؤثّثِ، وعندما اكتشفتِ أنْ لا بيتَ لي سوى الشوارع، ولا أثاثَ عندي سوى القصائدِ، ولا كريستالَ سوى الدموعِ… غادرتني إلى أقربِ بيتٍ مؤثثٍ، وقررتِ أن تكوني منطقيةً، أن تنفصلَ خطواتنا: أنتِ إلى دائرةِ الطابو..

وتركتني لوحدي أواجهُ عواصفَ الذكرياتِ ونصالَ الآخرين بقلبي الأعزلِ… عارياً ويتيماً ووحيداً على ضفةِ البحر، وقد أحرقتُ كلَّ سفني… أتلفّتُ إليكِ تلوّحين لي من الضفةِ الأخرى وقد رجعتِ بسفنكِ العامرة…

أيتها النساءُ، يا مرايا الخديعةِ، أيها السرابُ، يا عرقٌ ومكرٌ وتفاحٌ، ها أنني أفتحُ أزرارَ قميصي لرياحكنَّ المتقلّبةِ غير مبالٍ بالطعناتِ أو الرمادِ، ملتذاً بهذا العبقِ الذي يذكّرني بغاباتِ طفولتي المنسيةِ، حيثُ أمي تغزلُ أغصانَ الصفصافِ والتنويماتِ ارجوح

أيتها النساءُ، يا وجعاً دائماً، ولذةً عابرةً، يا ضياعاً، يا شكولاتا، يا أرصفةً، يا نعناعاً، يا حبلَ غسيلٍ، وبصلاً، ودلالاً، وشرشفاً، يا قارةً ثامنةً أقرب بأنفاسها إلى خطِ الاستواءِ أو الجحيمِ منها إلى قطبِ قلبكِ المنجمدِ… يا دولابَ ذكرياتٍ وفساتين سهرةٍ

أيتها النساءُ… أيتها النساءُ… يا أنتِ…

شعراء أبدعوا في شعر العتاب العراقي

وهنا يحين ذكر الشاعر يحيي السماوي فقد ولد في عام 1949 بمدينة السماوة بالعراق وتخرج من كلية الاداب جامعة المستنصرية في عام 1974 وصدرت له العديد من المجاميع والدواوين الشعرية.

بعضًا من أشعار يحيى السماوي….

ما لبعيدِ هودَجِكم قدومُ ؟

يتيمٌ بَعدكم قلبي … يتيمُ

تقادَمَتِ الوعودُ ولا لقاءٌ

يُنادمُ فيه معموداً نديمُ

وغادرنا الربيعُ فلا هَزارٌ

شدا بضحىً .. ولا نضجتْ كرومُ

فأنْجدْنا… ولكن لا “عَرارٌ”

أفاءَ لنا … ولا نَفَحَ “الشَّميمُ”

طرقنا بابكم سبعاً… فألقى

علينا شوكَ وحشتهِ الرَّنيمُ

أعدْنا طرقنا … فأجابَ صمتٌ :

لقد رحلوا… فَشَيَّعنا الوجومُ

وكدنا نسألُ الجيرانَ لولا

حَياءُ “السينِ” حين يظنُّ ” جيمُ”

وقفنا بُرهةً فتنازعتنا

” ثَرَمداءٌ” و”أبلجَ ” و” القصيمُ”

تشابكتِ الدروبُ على غريبٍ

كما يتشابك الليلُ البهيمُ

فيا أحبابنا هل من جديدٍ

يعانقُ صحوَهُ حلمٌ قديمُ

ويا أحبابنا ما طولُ عمرٍ

لنفسٍ لا تُرامُ ولا تَرومُ ؟

ويا أحبابنا هل كان يذكو

بغير حريقهِ الرّندُ السليمُ؟

تمكَّنتِ الصَبابةُ من صبورٍ

على ما ليس تحملهُ الجسومُ

فأضحى يستغيثُ بطيفِ جفنٍ

وقد مَطَلَتهُ فاتنةٌ ظَلومُ

رأى فيها ب”بندَةَ” خلفَ سترٍ

صباحاً تحتَ داجيةٍ يُقيمُ

تَبَعثرَ جمعُهُ … واحتارَ قلبٌ

وغادرَ ثغرَهُ الصوتُ الرخيمُ

وكاد يشدُّ عن وجهٍ ” نقاباً ”

ليشرقَ مُشمِساً صبحٌ كريمُ

ف” بَنْدَةَ” حين قابلها نعيمٌ

و”بَنْدةُ” حين فارقها جحيمُ

وعاتبني فمي : أيجوزُ قتلي

على عطشٍ .. وفي عيدٍ أصومُ؟

فدعْني أستقي من نبع شهْدٍ

ليَعسُلَ في دمي صابٌ صميمُ

وكدتُ أقول : لا نُسكاً ولكنْ

مخافةَ أنْ يُقال فمٌ ذَميمُ

وخشيةَ أن تعيشَ فماً طريداً

ك” آدمَ” حين أغواهُ الرَجْيمُ

ويا أحبابَنا لو كانَ يُجدي

عتابٌ لانبرى قلبٌ هضيمُ

تَحَصَّنَ بالجنونِ لدرءِ نصحٍ

يقولُ بهِ المُجرّبُ والحكيمُ

يغصُّ يراعُهُ لو خطَّ سطراً

لغيركُمُ ويجفوه النعيمُ

أتُغْني الطيرَ عن غُصنٍ نقوشٌ

لتغنينا عن الوصلِ ” الرسومُ”؟

قد تحدثنا عن أجمل شعر عتاب عراقي سُجل في الأدب الحديث على ألسنة صفوة من شعراء العصر الحديث بالعراق فحقًا أن شعر العتاب العراقي من الأدب الذي يتميز بإنه قويّ المعنى صادق الوجدان ومازال هذا اللون الشعري في تطور حتى يومنا هذا.


شارك