التعامل مع شعور الموظفين بالقلق والضغط النفسي خلال أزمة كورونا

منذ 19 أيام
التعامل مع شعور الموظفين بالقلق والضغط النفسي خلال أزمة كورونا

التعامل مع شعور الموظفين بالقلق والضغط النفسي خلال أزمة كورونا يحتاج من أصحاب العمل صبرًا وذكاء، حيث إن أزمة كورونا قد جعلت كل الموظفين والموظفات يواجهون ضغط نفسي وتوتر لم يكن له مثيل.

لهذا نحن في موضوعنا هذا ومن خلال موقع الماقه سنعرف معًا طرق التعامل مع شعور الموظفين بالقلق والضغط النفسي خلال أزمة كورونا.

التعامل مع شعور الموظفين بالقلق والضغط النفسي خلال أزمة كورونا

إن أزمة جائحة كورونا قد تركت بداخل كل شخص أثر كبير، فهي جائحة لم يشهد لها مثيل، فعلى الرغم من أن الدول تحاول قدر المستطاع احتواء الأزمة، واتباع كافة الإجراءات الاحترازية الموصي بها، إلا أن هذا ليس كافيًا كي يجلب السلام النفسي للأشخاص ويخلصهم من التوتر والقلق.

حيث إننا قد لاحظنا مدى الضغط النفسي والتوتر الذي يواجهه الأفراد من بعد أزمة كورونا سواء في محيط العمل أو حتى في الحياة اليومية، ووجدنا كم الشركات والمكاتب والمصانع التي أغلقت أبوابها أمام العمال والموظفين تفاديًا لأي خطر من الممكن أن يحدث.

كل ذلك بالطبع سبب حالة من الذعر للموظفين والعمال، حتى الذين لم تستغني عنهم شركاتهم أو ملاك وظائفهم، فبمجرد رؤية البعض يشتكي من قلة فرص العمل، والبعض الآخر يشتكي من المرض الذي أصابه جراء الاختلاط في بيئة العمل، ورؤية البعض الآخر يشتكي من التوتر والقلق.

كل ذلك سيقود في النهاية إلى حالة نفسية سلبية للموظفين والعمال الأمر الذي يستدعي أن يتعلم كل مدير أو رب عمل كيفية التعامل مع شعور الموظفين بالقلق والضغط النفسي خلال جائحة فيروس كورونا، حتى يضمن أن تكون بيئة العمل الخاصة به آمنة وصحية.

إن المشكلة التي تواجه العمال والموظفين بعد عودة بيئة العمل لما كانت عليه، بعد أن رفعت أغلب الدول الحظر بشكل تدريجي وبدأ أغلب أرباب العمل في الانخراط في السوق من جديد، هي أن تلك العودة تجعل هناك احتمالية كبيرة لمواجهة الموظفين تحديات على المستوى البدني والنفسي.

لهذا سنعلمك فيما يلي كيف تتعامل كصاحب عمل مع الضغط النفسي للموظفين في فترة أزمة فيروس كورونا المستجد.

اتخاذ الإجراءات الاحترازية في العمل بأزمة كورونا

إنه لمن المهم على أي شركة أو مصنع أو أي بيئة عمل أن تقوم باتباع الإجراءات الاحترازية التي قامت بإقرارها منظمة الصحة العالمية للتعامل مع فيروس كورونا، وكذلك توصيات وزارة الصحة التي يتم تطبيقها في أي مكان عمل، مع ضرورة إلزام كل شخص في مكان العمل بها.

إن هذه الإجراءات الاحترازية والخطوات الاحتياطية تفيد في التعامل مع شعور الموظفين بالقلق والضغط النفسي خلال أزمة كورونا، حيث أنها تخفف من التوتر الناشئ، حيث إن شعور الموظفين بأن ثمة وقاية في المكان تقلل من احتمالية الإصابة بالمرض تطمئنهم وتجعلهم يعملون بأريحية.

تكون هذه الإجراءات الوقائية على شكل الخطوات التالية:

  • قياس درجة حرارة كل موظف عند وصوله إلى مكان العمل، وقبل أن يدخل إلى المكان.
  • فرض استعمال الكمامات وإلزامهم بها، مع الحرص على توفيرها في المكان، وإخبارهم بتغييرها كل فترة زمنية.
  • الحفاظ على مسافات التباعد الاجتماعي بين الموظفين في بيئة العمل وذلك من خلال إيجاد مسافة بين كل موظف لا تقل عن ستة أقدام، وبين وحدات العمل.
  • الحرص على التعقيم المستمر والمنتظم لكافة الأسطح والمكاتب، والحائط في المكان.
  • توفير المطهرات والكحوليات في كل وحدة من وحدات العمل.
  • استعمال القفازات الطبية في حال إن كان هناك تعامل مع عميل خارجي أو زبون.
  • وضع لوائح خاصة بالتوصيات وطرق الوقاية من الفيروس خلال العمل في أركان العمل، حتى يتسنى للموظفين رؤيتها أثناء عملهم.
  • كل ذلك بالطبع من شأنه أن يطمئن نفوس الموظفين ويريح من أعصابهم، ويخفف شكوكهم وخوفهم من الإصابة بالفيروس، ويجعل المدير مطمئن لطريقة التعامل مع إحساس الموظفين بالقلق والضغط النفسي خلال أزمة فيروس كورونا.

    احتواء الموظفين في العمل في أزمة كورونا

    إن أغلب العاملين والموظفين بعد جائحة كورونا يحتاجون إلى دعم نفسي ومادي قوي، لأن بيئة العمل الجديدة تغيرت عليهم، لا سيما إن كان هؤلاء الموظفين من الخريجين الجدد أو الباحثين عن العمل لأول مرة، لأن الحالة النفسية لهم تكون سلبية ويملأها الكثير من التوتر والقلق النفسي والضيق.

    لهذا على المدير أو رب العمل أن يعرف كيفية التعامل مع شعور الموظفين بالقلق والضغط النفسي خلال أزمة كورونا، من خلال احتوائهم، وتشجيعهم على العمل عن طريق بعض الطرق التالية:

    • عمل اجتماعات مع الموظفين كل فترة، وإعطائهم بعض النصائح المطمئنة والمهدئة للأعصاب.
    • سؤال الموظفين عن مخاوفهم وشكوكهم تجاه العمل، ومن الممكن أن يتم ذلك عن طريق عمل استبيان لا يوضح فيه الاسم، لمعرفة حقيقة مشاعر الموظفين والعمال تجاه العمل.
    • يمكن إخبار الموظفين بعدم رغبتك في التخلي عنهم، وأنك متمسك بهم مهما حدث طالما لم يقصروا أو يهملوا في منصبهم أو طبيعة عملهم، حيث يمكن ذلك أن يبعد مخاوفهم بخصوص إغلاق العمل أو طرد الموظفين بسبب فيروس كورونا، كما حدث في العديد من الوظائف الأخرى.
    • التشجيع المادي للموظفين، حيث إن التقدير المادي أكبر ما يهم أي موظف في عمله، ويمكن ن أن يتم ذلك عن طريق تقديم الحوافر أو المكافآت لمن يتفانى في عمله، و يساهم في تحقيق أهداف المؤسسة، ويعمل على تحقيق الرؤية الخاصة بالمنظمة أو مكان العمل.
    • الحرص على تقديم برامج تدريبية للموظفين الجدد أو حتى القدامى من الذين يواجهون بعض المشاكل في أسلوب العمل الجديد بعد تفشي فيروس كورونا المستجد، حيث إن هذه التدريبات أو الدورات من شأنها أن تقلل من المخاوف التي تساور نفوس الموظفين.

     

    كما تعمل على دمج الموظفين الجدد في بيئة العمل، وهو ما يقطع عليك وقت طويل وجهد كبير من النصح واللوم وما إلى ذلك، كما أنه يوفر بيئة عمل آمنة وصحية لنفسية الموظف الجديد، وهو ما ينعكس بطبيعة الحال بشكل إيجابي على إنتاجية العمل.

    التواصل مع الموظفين بشكل دائم في أزمة كورونا

    من أهم أساليب التعامل مع شعور الموظفين بالقلق والضغط النفسي خلال أزمة كورونا، هو أن تجعل أحد أهدافك أن يكون كل موظف قادر على التواصل المباشر مع شخص آخر على الأقل في المؤسسة كل يوم.

    حيث أثبتت التقارير المبكرة التي أخذت من الميدان أن الموظفين يحتاجون للتواصل على الأقل مرة واحدة في الأسبوع مع شخص من الإدارة العليا، وكذلك التواصل من وقت إلى آخر مع الرؤساء المباشرين.

    نجد أن شبكة finca impact finance على سبيل المثال قد ألتزمت بما أسمته التواصل الزائد، حيث إنهم يفضلون سلبيات التواصل مع الموظفين عن سلبيات عدم التواصل مع الموظفين، حيث تعمل الشركة على عقد اجتماعات أسبوعية للمدراء التنفيذيين.

    يقوم كل مدير بعدها بتقديم التقارير الأسبوعية عن كل الأشياء التي تحدث في بيئة العمل بجاية من التغيرات في السياسية العامة وصولًا إلى أي مرض يصيب أي شخص من الموظفين.

    نجد أيضًا على سبيل المثال أن شركة مايكرو ستارت للتمويل في دولة بلجيكا قد جعلت الموظفين يشاركون في اجتماعات قصيرة لفريق العمل كل صباح، ويقوم قائد الفريق في الاجتماع بتحديد هدف فريق العمل اليومي، وبالطبع فإن كل ذلك كله تأثيرات إيجابية في نفوس كل الموظفين.

    إذ أن ذلك يحافظ على التركيز والتواصل الفعال مع الموظفين، ويزيد من شفافية العمل، ويجعل الموظفين أكثر تفانيًا في العمل وفعالية في إنتاجه، وبالطبع فإن ذلك كله من شأنه أن يعود بالنفع على المؤسسة بأكملها.

    نصائح علاج التوتر والقلق في ظل جائحة كورونا

    في سياق موضوعنا عن التعامل مع شعور الموظفين بالقلق والضغط النفسي خلال أزمة كورونا، لا بد أن نقدم للجميع سواء كانوا موظفين او مديرين أو أشخاص عاديين بعض النصائح، التي تجعلهم يتخلصون من القلق والتوتر الناجم عن انتشار فيروس كورونا.

    إن الاهتمام بالصحة النفسية لا يقل أهمية عن الصحة الجسدية، بل إن الأضرار الناجمة عن سوء الصحة النفسية قد تفوق آلاماها الألم النفسي، وقد تصل كذلك للتأثير على الصحة البدنية للشخص، لذا من المهم للغاية أن تتم معالجتها، حتى لا تحدث مضاعفات سلبية على الشخص.

    قد رأينا كذلك ما أحدثه فيروس كورونا من فوضى وتشتت ذهني، وتعب نفسي وخوف في نفوس الكثيرين والأمر لا يتعلق بالتوتر بسبب الطبيعية الجديدة لبيئة العمل وحدها، بل يصل لكل شيء نقوم به في حياتنا اليومية، والناس نوعان نوع سيعرف كيف يتأقلم ونوع سييأس ويتقهقر.

    لهذا من المهم على كل شخص أن يبدأ في علاج قلقه وكافة مخاوفه، ونحن هنا سنقدم لك بعض النصائح التي من شأنها أن تساعد في التأقلم، والتعامل بلا ضغط أو توتر.

    تبني عادات صحية للوقاية من فيروس كورونا

    إن تغيير أسلوب حياتك لأسلوب أكثر فعالية وفائدة، من شأنه أن يساعد في تخطي القلق والضغط النفسي والتوتر الناتج عن انتشار فيروس كورونا المستجد، حيث يمكنك أن تبدأ في اتباع عادة جديدة مثل ممارسة أي نوع من أنواع التمارين الرياضية، مثل اليوجا أو المشي أو التمدد البسيط.

    إن كل ذلك من شأنه أن يهدأ نفسك، ويحسن من حالتك المزاجية والنفسية، مما ينعكس بشكل إيجابي على صحتك العامة، كما يمكنك كذلك أن تبدأ في استبدال الطعام الغير صحي بالطعام الصحي الذي يمد جسمك بالعديد من البروتينات والفيتامينات والمعادن التي يحتاجها الجسم.

    يمكنك الإكثار من تناول الخضروات والفواكه بكل أنواعها، إذ أن ذلك يعزز من عمل جهازك المناعي بشكل سليم، وهو ما يجعل احتمالية إصابتك بمرض كورونا ضئيل مقارنة بالأشخاص الذين لا يتبعون حميات صحية جيدة.

    إنه لمن الضروري كذلك أن تتبنى عادة إيجابية أخرى متعلقة بالنوم، حيث من المهم أن تنام كل يوم لمدة 7 أو 8 ساعات، حيث إن ذلك من شأنه أن يعزز عمل جهازك المناعي، ويجعلك تحصل على نظامك مناعي جيد. كما إن وظائف الجسم تقوم بالعمل بشكل جيد وتأهيل الجسم وإمداده بالطاقة خلال النوم، ومن المهم كذلك أن تكون الفترة التي تنام فيها هي من بعد الساعة العاشرة مساء إلى وقت الفجر، فهذه هي الفترة المثالية لصحة الجسم.

    ممارسة تقنيات اليقظة للوقاية من فيروس كورونا

    إن ممارسة تقنيات اليقظة الذهنية من شأنها أن تقلق من شعورك بالتوتر أو الضغط النفسي، حيث أثبتت العديد من الأبحاث والدراسات العلمية مدى فعاليتها في تهدئة النفس، وتحسين المزاج والحد من مشكلة القلق والتوتر، وليس هذا فحسب بل إنها تنعكس كذلك بشكل إيجابي على الصحة الجسدية.

    من أهم أساليب ممارسة تقنيات اليقظة الذهنية ما يلي:

    • ممارسة تمارين التأمل والتنفس، وبها يمكن للإنسان أن يتعرف على أفكاره والأمور التي تشتت انتباهه.
    • التركيز مع الأصوات والانتباه لها، مهما كانت طبيعة هذه الأصوات التي اختارها.
    • الإحساس بالجسم وكافة تحركاته، من مشي وحركة خفيفة وما إلى ذلك.
    • الانتباه إلى الأصوات المحيطة.
    • استخدام حاسة التذوق بشكل فعال، وذلك عن طريق استشعار الطعام ومذاقه والاستمتاع به بهدوء وتركيز بعيدًا عن أي مشتتات أخرى.
    • التركيز مع ما يحيط بنا من خلال حاسة البصر، والتركيز في تفاصيله، والاعتماد على حاسة البصر بشكل فعال.
    • معرفة حقيقة المشاعر التي تتواجد بداخلنا في لحظة ما، وتقبلها سواء كانت خوف أو حزن أو سعادة من دون أن نضطر للحكم على أنفسنا بأي شكل من الأشكال.

    إن هذه الممارسات تشله ركوب الموج، فعلى راكب الموج أن يتعامل مع اللحظة التي هو فيها الآن، ويركز مع حركة الموج وهدوئه وصوته، ويعرف كيف يسير في ركبه ويتعامل معه، وهذا تمامًا ما نريد أن نصل إليه من خلال تمارين اليقظة الذهنية كي نقلل من التوتر والقلق والضغط.


    شارك