الناس التي تحكم بالمظاهر

منذ 2 شهور
الناس التي تحكم بالمظاهر

الناس التي تحكم بالمظاهر عادةً ما تتسم شخصياتهم بالتسرع، كما أنهم يحكمون على الأمور من ظواهرها؛ وتكون النتيجة هي الحكم الخاطئ وسوء الفهم؛ لذا فمن خلال موقع الماقه سنتعرف على بعض التفاصيل حول الأفراد الذين يأخذون بالمظاهر ولا يرون باطن الأمور، كما سنشير إلى بعض النصائح الخاصة بهذا الشأن.

الناس التي تحكم بالمظاهر

في حال كنت من أولئك الناس التي تحكم بالمظاهر وترفض التعرف على حقيقة الأمور وبواطنها، فدعنا نخبرك بأن لهذا الأمر تأثير سلبي على حياتك بشكل عام، قد لا تظهر نتائجه في الوقت الحالي، لكن هذا لا ينفي أنك ستعاني من الكثير من المشكلات في القريب العاجل.

حيث إن تلك الصفة التي تقترن بالتسرع في الحكم على الأمور قد تجعلك تخسر الأشخاص المقربين إليك، سواء من خلال الحكم الخاطئ على الأفراد في المواقف المختلفة أو النزاع والمشكلات دون التعرف على السبب الحقيقي وراء رد الفعل الذي ازعجك والذي تلقيته من الطرف الآخر على سبيل المثال.

الجدير بالذكر أن الناس التي تتسرع في الحكم والذين يحكمون بالمظاهر يمكنهم أيضًا الوقوع في مصيدة الانبهار والاندهاش، حيث إن بدايات العلاقات دائمًا ما تكون مبهرة ورائعة، ومن ثم فإن الحكم على المظاهر قد يكون سببًا في تعرضك إلى الخداع فيما بعد.

في الوقت الحالي أضحى الكثير من الأشخاص يعتمدون على الحكم بالمظاهر بشكل أساسي؛ وكنتيجة طبيعية لذلك يمكنك أن تحكم على طرف من الأطراف حكم سيء ويكون هو شخصًا جيدًا لكنك لا تراه عن كُثب، ومن الوارد جدًا أن يحدث العكس في بعض الأحيان.

تجدر الإشارة إلى أن الأشخاص المعتمدون على المظاهر في الحكم على المحيطين بهم كثيرًا ما يسعون إلى التمييز بين الناس بالاستناد إلى بعض المعطيات الظاهرة أمامهم فقط، دون النظر إلى بواطن الأمور وحقيقتها؛ من ثم فإنه من الممكن أن يحصل الفرد على الاحترام بسبب مظهره.

كما أنه من الممكن أن يتعرض فرد آخر إلى العنف وعدم التقدير من أولئك الذين يعنون بالمظاهر فقط، والتي لا تعني شيئًا ذو قيمة أحيانًا بالنظر إلى بعض العوامل الأخرى الأكثر أهمية.

رأي الدين في الحكم بالمظاهر

ضمن إطار الحديث عن الناس التي تحكم بالمظاهر، نشير إلى أن الدين الإسلامي أشار إلى ضرورة حسن الظن بالآخرين، وافتراض الخير في كل الأمور، إلى جانب ذلك فإنه يلزم على الفرد المسلم تجنب الأخذ بظواهر الأمور والحرص على النظر لبواطنها.

الدليل على ذلك جاء في قول الله –تعالى-: “إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ”، وفي تلك الآية الكريمة دلالة واضحة على أن الله –سبحانه وتعالى- فقط من يعلم حقيقة الأمور وما تُخفيه الأمور؛ ومن ثم فلا يملك العباد الحق في الحكم على بعضهم البعض.

إلى جانب ذلك فإن الناس التي تحكم بالمظاهر قد نراها تحكم على تلك الفتاة التي لا ترتدي الحجاب ولا تتسم بالحشمة بأنها لا تملك من الدين القدر الكافي، حتى أن البعض منهم قد يشير إليها بالمتبرجة، ولكن دعونا نشير إلى أن الله وحده من يملك الحق في الحكم على تلك الفتاة.

على النقيض تمامًا قد نرى الشاب التقي الورع الذي يُظهر إلى من حوله أنه يتقي الله في كل فعل يقوم به، وفي الوقت ذاته من الممكن أن يقوم بفعل المعاصي في الخفاء، لكن ما تراه العين هو نصف الحقيقة فقط، وهنا يكون الحكم بالمظاهر جريمة في حق الطرف الآخر.

الحكم بالمظاهر وتأثيره على العلاقات

كثيرًا ما نجد العديد من العلاقات سواء العلاقات الاجتماعية أو العاطفية تتأثر مع مرور الوقت، كما أنه في أغلب الأحيان قد يصل الأمر إلى الخسائر، والسبب في الأغلب يكون نابعًا من الحكم بالمظاهر.

فأنت ترى ذلك الشخص الذي ينال الإعجاب من كل المحيطين به، وكأمر طبيعي تشعر بالإعجاب تجاهه أنت الآخر وتبدأ في التقرب منه؛ لأنك حكمت عليه بالمظاهر، ومن هنا تبدأ المشكلة.

فمع مرور الوقت تلاحظ بأنك اقترفت خطئًا في ذلك القرار وأنه شخص مختلف تمامًا عن ذي قبل، فهو لم يعد الشخص الذي كنت تسعى للتقرب إليه.

بالاستناد إلى ما سبق ذكره نشير إلى أن الأشخاص التي تحكم بالمظاهر دائمًا ما يرتكبون الخطأ ذاته، ويعجبهم مظهر الشخص بدلًا من شخصيته، ومن ثم يتعرضون إلى الصدمات عند التعرف على حقيقة شخصية ذلك الفرد.

سوء الظن وتأثيره على الفرد

إن الناس التي تحكم بالمظاهر عادةً ما يملكون من سوء الظن الحظ الوفير، الذي من شأنه أن يجعلهم يفقدون الثقة في أنفسهم وفي الأطراف المحيطة بهم، حتى أنهم في بعض الأحيان قد لا يجدون في الأمور الإيجابية ما يُفرح ويُسعد.

حيث إنهم دائمًا ما يمتلكون الأفكار السلبية والمبررات لكل شيء على أنه يحمل ورائه المشكلات والأزمات التي ستقع على أرض الواقع مسبب إليهم الأذى الشديد، كما أنهم لا يعرفون معنى راحة البال أو الراحة النفسية لأنهم دائمًا ما يملكون نظرة سوداوية للأمور.

مع مرور الوقت تجد علاقتهم بالأفراد المحيطين إليهم تبدأ بالانهيار والتوتر، كما أنك تجدهم لا يملكون الثقة في أنفسهم أو في المقربين إليهم حتى، بالإضافة إلى ذلك فإن الناس التي تحكم بالمظاهر عادةً ما تتعرض إلى خيبات الأمل بشكل متكرر وملحوظ.

في بعض الأحيان قد يتسبب النظر السطحي إلى الأمور والحكم على المظاهر في اتخاذ العديد من القرارات الخاطئة، فعلى سبيل المثال من الممكن أن يتعرض الفرد إلى بعض النزاعات مع المحيطين به، ويعتمد ي حل تلك الخلافات على المظهر الخارجي للأمور.

كما أنه قد يبني انطباعًا خاطئًا عن الطرف الآخر في المشكلة ومن ثم يبدأ بالتصرف بناءً على هذا الانطباع، وبالطبع سيقوده ذلك الفعل إلى النتائج الخاطئة التي لا تُحمد عقباها.

تأثير الحكم بالمظاهر على المجتمع

إن الناس التي تحكم بالمظاهر عادةً ما يعانون من الكثير من المشكلات التي تعيقهم عن العيش بشكل سوي وصحي داخل المجتمع، كما أن ذلك الأثر السلبي لا يظهر على الناس التي تحكم بالمظاهر فقط، بل ينعكس بالسلب أيضًا على الأفراد الواقع عليهم الأمر.

ذلك أن كلا الطرفين مشتركين في تلك العملية، حيث إن الناس التي تحكم بالمظاهر كثيرًا ما يصدرون المشاعر السلبية إلى المحيطين بهم، ناهيك عن تلك الانطباعات الخاطئة والمؤذية التي يحصل عليها الطرف المتلقي لهذا الحكم.

من هنا يمكننا القول بأن الناس التي تحكم بالمظاهر كثيرًا ما يكون التعامل معهم مؤذيًا، حيث إنك ستسعى جاهدًا لتبرير كل موقف تقوم به وإظهار الأسباب والدوافع طوال الوقت، وهو بالتأكيد ما سيكون مرهقًا جدًا بالنسبة لك، وسيدفعك ذلك إلى قطع علاقتك بأولئك الأشخاص أو تجنب التعامل معهم.

كما أن مثل هذا السلوك قد يؤدي إلى نشر الفتنة والنزاعات بين الأفراد، حتى أنه مع تكرار المواقف نفسها ستجد أن الناس التي تحكم بالمظاهر يصبحون في كثير من الأحيان منبوذين ويعانون من الكثير من المشكلات التي تزداد مع مرور الوقت.

أيضًا يعاني الأفراد الذين يحكمون بالمظاهر من مشكلة التقليد الأعمى، حيث يسعون إلى الحصول على مظهر نال إعجابهم على سبيل المثال، بغض النظر عن كون هذا المظهر سيتناسب مع المجتمع المحيط بهم والعادات والتقاليد أم لا، ومن هنا تنتشر الفتن والانتقادات التي تؤثر بالسلب على الفرد والمجتمع بشكل عام.

أمور تلفت انتباه من يهتمون بالمظاهر

توجد بعض الأمور التي عادةً ما تلفت انتباه الناس التي تحكم بالمظاهر، ومن تلك الأمور الملابس والمظهر الخارجي للشخص، إلى جانب ذلك فإن المكانة الاجتماعية والحالة المادية ضمن قائمة الأشياء التي تُلفت انتباه أولئك الأشخاص.

أيضًا نجد أن النظافة وملامح الوجه وبنية الجسم من أكثر الأمور الملفتة إليهم، ناهيك عن طريقة الكلام والحركات وتعبيرات الوجه أيضًا، وإليك بعض التفاصيل حول كل عنصر على حِدة.

الحكم بالمظاهر من خلال الملابس والأغراض الثمينة

إن الناس التي تحكم بالمظاهر عادةً ما ينبهرون بالملابس، فمن الممكن أن يروا أن الشخص غنيًا ويمتلك الكثير من الأمور بمجرد امتلاكه لبعض الملابس الأنيقة، كما أن الأغراض الثمينة إحدى الخدع التي يقع بها الناس التي تحكم بالمظاهر.

الجدير بالذكر بأنه في بعض الأحيان قد يتم الحكم على البشر بأنهم يمتلكون شخصية صاخبة أو جرئي وما إلى ذلك بالنظر إلى ملابسهم ومظهرهم الخارجي، والعكس من الوارد أن يحدث، إلا أن الملابس والأغراض الشخصية لم تكن أبدًا مقياسًا لشخصية الفرد.

إلى جانب ذلك فإنه يوجد البعض ممن لا يملكون القدرة على تنسيق الألوان في الملابس أو الحس الفني في اختيار الملابس التي تناسب معهم، ومن هنا فإنهم عادةً ما يحصلون على انطباع خاطئ من الناس التي تحكم بالمظاهر، ويرون بأنهم صاخبين لا يهتمون بأنفسهم ومظهرهم الخارجي.

علاقة النظافة بالحكم الظاهري

في حال كنت من الأشخاص التي تهتم بالمظاهر، فبالطبع ستكون ممن يحكمون على من حولك بالنظر إلى درجة نظافتهم واهتمامهم بأنفسهم، لكن للوهلة الأولى قد يبدو الأمر صحيحًا حين يتم الحكم عليك بأنك شخص مهمل في حال كنت لا تهتم بنظافتك الشخصية.

إلا أن ذلك لا ينفي أنه من الخاطئ أن تنال هذا الانطباع دون التعرف على السبب الحقيقي، فمن الممكن أن تكون قد تعرضت إلى حادثٍ ما أو أنك في ظرف لا يسمح لك بالاهتمام بمظهرك الخارجي، وهنا نشير إلى أن النظر إلى باطن الأمور سيكون من السلوكيات الضرورية.

المكانة الاجتماعية تلفت انتباه من يحكم بالمظاهر

كثيرًا ما نجد أن الناس التي تحكم بالمظاهر تهتم بالنظر إلى المكانة الاجتماعية والمستوى المادي للفرد، ففي حال أن امتلك الكثير من الأموال بنسب كبيرة سيكون مستحقًا لاحترامهم وتقديرهم، على الرغم من أن ذلك المبدأ خاطئ ولا ينبغي الاعتماد عليه.

حيث إن امتلاكك إلى الأموال لا يعني بالضرورة أنك شخص جيد وأفضل من أولئك المحيطين بك؛ وعليه فإن مكانة الفرد الاجتماعية وحالته المادية لا ينبغي النظر إليها عند البدء بالحكم على الأفراد.

الحكم على المظاهر من بنية الجسد وملامح الشخصية

كثيرًا ما نجد ان بعض الأفراد يحصلون على الحكم الخاطئ بالنظر إلى ملامح شخصيتهم أو بنية أجسادهم، فهمنهم من يُقال عنه أنه شخص عنيف أو عدواني على الرغم من كونه شخص متعاطف يحمل قلبًا طيبًا، كما أن البعض يتعرضون إلى التنمر بسبب بنية أجسادهم.

من هنا نشير إلى أن الحكم الظاهري قد يعرض الكثير من الأشخاص إلى الأذى النفسي الذي لا يزول مع مرور الوقت، وهو ما ينعكس على حياتهم الشخصية بالسلب ويهدد ثقتهم بأنفسهم، من هنا ظهر قديمًا التمييز بين من يملكون البشرة السوداء وذوي البشرة البيضاء.

كما أن تلك التفرقة كانت سببًا في الكثير من النزاعات، وعليه فنشير إلى أن الحكم بالمظاهر قد يكون بمثابة جريمة في حق البعض في كثير من الأحيان، وينبغي النظر إلى جوهر الأمور وليس ظواهرها.

علاقة الحكم الخاطئ وطريقة الكلام والسلوك

في بعض الأحيان قد يعتمد الناس التي تحكم بالمظاهر على الحكم على الأفراد بالنظر إلى سلوكياتهم وطريقة حديثهم، وعليه فإن ذلك قد يجعلهم يحكمون على الشخص بشكل خاطئ، حيث إن تلك السلوكيات دائمًا ما يكون لها مبرر معين ولا يعلمون عنه شيء.

كما أن طريقة الكلام هي إحدى الأمور المكتسبة بالنسبة للأشخاص بالنظر إلى البيئة التي نشأوا بها، ومن ثم فلا يجب الحكم بالمظاهر على الشخص بالنظر إلى تلك العوامل أو حتى غيرها من العوامل، وينبغي أيضًا الابتعاد عن تلك النظرة السطحية التي قد تعرضهم إلى الفهم الخاطئ وسوء الظن.

تعبيرات الوجه والفهم الخاطئ

كثيرًا ما يتم الحكم على الأفراد بالاعتماد على تعبيرات وجوههم، فمن الممكن أن تحكم على طرف بأنه سعيدًا لمجرد أنه يبتسم أمامك، على الرغم من أنه من الممكن أن تكون تلك الابتسامة تُخفي الكثير من الألم الذي يشعر به هذا الشخص.

كما أنه في بعض الأحيان قد تحكم على الفرد بأنه قاسي الطباع وحاد الصفات بالنظر إلى تعبيرات الوجه التي تظهر عليه، لكن هل حاولت التعرف على السبب الحقيقي وراء ذلك العبوس والغضب الذي يعتلي ملامحه؟

نصائح إلى الناس التي تحكم بالمظاهر

عقب التعرف على أبرز صفات الناس التي تحكم بالمظاهر، والتعرف على الأثر السلبي الذي يعود على حياتهم بسبب هذا الأمر.

توجب الإشارة إلى أنه هناك بعض النصائح التي من شأنها أن تُفيدهم على المستوى الشخصي لتلافي الفهم الخاطئ وسوء الظن بالآخرين، ومن تلك النصائح ما سنعرضه في النقاط المقبلة:

  • التريث بعض الوقت والتمهل في التفكير والحكم على الآخرين، إلى أن تحصل على المبرر لردود الأفعال من الطرف الآخر.
  • الفهم السيء للأمور دون النظر إلى بواطنها يعرضك إلى الكثير من المتاعب، فحاول الحصول على القدر الكافي من التفكير قبل اتخاذ القرارات.
  • لا تحكم عل طرف دون الاستماع إلى أسبابه ومبرراته.
  • ينبغي أن يكون لديك استعدادًا لتغيير وجهة نظرك، فالجمود والثبات على وجهة نظر معينة سيجعلك تتعرض إل الكثير من المشكلات والخسائر.
  • تجنب الحكم على الأشخاص بالنظر إلى ماضيهم، فأنت لا تملك الحق في الحكم سوى على الموقف الذي تمثل طرفًا فيه فقط.
  • لا تتدخل في شؤون الآخرين وتحكم عليهم من ظواهر الأمور؛ فالله وحده فقط من يعلم حقيقة هذا الأمر.
  • لا تستند إلى آراء الآخرين ممن تثق في رأيهم عند الحكم على أحد الأشخاص.
  • تجنب الحكم على الأفراد بالنظر إلى المظهر أو الملابس أو طريقة الكلام أو السلوكيات.
  • لا تنخدع بالمظاهر والمستوى الاجتماعي والمادي؛ حتى لا تتعرض إلى المشكلات.
  • حاول التعرف على حقيقة الأمور قبل البدء بالحكم على أي شخص.
  • ابدأ بالبحث عن جوهر الأمور للتوصل إلى الحكم الصحيح على من حولك، واستند في ذلك على كل الأدلة الملموسة لديك، وتجنب الاعتماد على تلك الأفكار والأوهام التي لا يعلم بشأنها غيرك.

شارك