هل يمكن أن يؤثر الانعزال بسبب فيروس كورونا على الصحة النفسية
هل يمكن أن يؤثر الانعزال بسبب فيروس كورونا على الصحة النفسية؟ إذا كانت الإجابة نعم فما هي الأضرار؟ حيث تعتبر جائحة كورونا من أسوأ الأشياء التي حدثت في الفترات الأخيرة إن لم تكن في التاريخ، وذلك لأنه بالرغم من التكنولوجيا الموجودة لم يتم القضاء عليها حتى الآن.
كما أنها أثرت في العديد من المجالات وعلى الشخص نفسه، لذلك ومن خلال موقع الماقه سوف نتعرف على هل يمكن أن يؤثر الانعزال بسبب فيروس كورونا على الصحة النفسية؟
هل يمكن أن يؤثر الانعزال بسبب فيروس كورونا على الصحة النفسية؟
منذ بداية العام الماضي وأصبح العالم كله في حالة قلق ورعب شديدة وفي نفس الوقت ترقب لما يحدث، وذلك بسبب فيروس لا يعتبر من ضمن الفيروسات العادية الموجودة من حولنا، ولكن هو من أخطر الفيروسات التي ظهرت في التاريخ.
على الرغم من أنه ليس بقوة العديد من الفيروسات الأخرى، ولكن لأنه بالرغم من وجود العديد من التقنيات والوسائل التكنولوجية الموجودة في الوقت الحالي إلا أنها لم تستطع التغلب عليه حتى الآن، وهذا الفيروس هو الكورونا.
يعتبر هذا الفيروس من أشد الفيروسات فتكًا وذلك لأنه يقوم بالعديد من التغيرات الداخلية له وبالتالي يصعب علاجه بسهولة، وبالتالي أصبح العالم قليل الحيلة تجاهه، وكل ما لديه هو أخذ الاحتياطات اللازمة والتي تتمثل في ارتداء الكمامات والمطهرات والعزل.
فكرة العزل بشكل مبسط هي وجود الشخص المصاب في مكان خاص به فقط سواء غرفة في المنزل الخاص به أو المنزل بأكمله أو في إحدى المستشفيات وغير ذلك من الأماكن المعزولة، وداخل العزل لا يستطيع الخروج من هذا المكان لمدة معينة.
حيث يجب أن يقضي جميع حاجاته اليومية داخل هذا العزل، سواء الأكل أو الشرب أو الاستحمام وغير ذلك، وبالتالي يشعر الشخص في هذه الفترة بالوحدة حيث لا يوجد شخص في الكثير من الأحيان يتحدث معه أو يتفاعل معه بأي طريقة.
بالتالي سوف يحدث له العديد من الأعراض النفسية في عزل الكورونا، والتي وسف نوضحها بشكل تفصيلي من خلال الفقرات التالية.
اضطراب القلق والكورونا
هل يمكن أن يؤثر الانعزال بسبب فيروس كورونا على الصحة النفسية؟ بالتأكيد يؤثر لأنه يوجد العديد من الاضطرابات النفسية التي تحدث للشخص أثناء فترة العزل، ومن ضمنها اضطراب القلق.
حيث يعد هذا الاضطراب من أهم التأثيرات الواضحة التي تسببها الكورونا والعزل حيث يعيش المريض فترة من القلق والتوتر لأنه يعتقد أن الخطر والموت قريب جدًا منه، وذلك بسبب الفيروس وبالتالي يحدث له العديد من الاضطرابات التي تتسبب في سوء حالته النفسية والجسدية.
يمكن أن يحدث ذلك لشخص آخر غير مصاب حيث يشعر بالقلق إذا كان هناك شخص قريب منه مصاب بالفيروس ويخاف عليه من الموت، أو هو يخاف على نفسه من الإصابة بهذا الفيروس وبالتالي يعيش حالة من القلق والتوتر المستمر.
الاكتئاب من الأعراض النفسية في العزل
يعد الاكتئاب هو العَرض النفسي الأول الذي يحدث للشخص المصاب أو غير المصاب، كما يعد إجابة واضحة وصريحة على سؤال هل يمكن أن يؤثر الانعزال بسبب فيروس كورونا على الصحة النفسية؟
ذلك لأن مع مجيء هذا المرض أصبح العالم كله في حالة خوف ورعب شديدة لدرجة عزل جميع الناس في البيوت وبالتالي فقد الإنسان الحياة الاجتماعية التي كانت تميزه.
ليس ذلك فقط بل يوجد ضغط نفسي وعصبي متواصل من الأجواء العامة التي تحدث في جميع أنحاء العالم وعدد الوفيات الذي يزداد يومًا بعد يوم، بالإضافة إلى ذلك الأحوال الاقتصادية السيئة التي أجبرت العديد من الناس على خسارة مصدر الدخل الوحيد لهم.
ذلك لأن معظم الشركات أصبح لديها خسائر كبيرة لقلة الاستهلاك وبالتالي اضطرت لتسريح العديد من العمال والموظفين الذين كانوا يعملون بها، وبالتالي أصبح هناك عدد كبير من الناس لا يعمل، وهذا أثر بشكل مرعب على الاقتصاد العالمي.
متلازمة الكوخ من ضمن أعراض الكورونا النفسية
تعتبر متلازمة الكوخ من الأعراض التي سوف يعاني منها الشخص بعد انتهاء فترة الكورونا وليس داخلها، والتي تعتبر من ضمن إجابة سؤال هل يمكن أن يؤثر الانعزال بسبب فيروس كورونا على الصحة النفسية؟
حيث تأتي هذه المتلازمة للأشخاص الذين انعزلوا اجتماعيًا لفترات طويلة وهذا ما حدث بالفعل حيث أصبح جميع الناس في المنازل لفترات طويلة جدًا.
بالتالي سوف يجد الشخص بعد العودة إلى الحياة مرة أخرى أنه لا يستطيع الانخراط في المجتمع بالشكل الطبيعي الذي كان عليه من قبل وبالتالي لن يستطيع القيام بالمهام والأعمال التي كان يقوم بها على الوجه الأمثل، لأن ذلك سوف يؤدي إلى زيادة الاضطرابات النفسية.
ما هي علاقة اضطراب ما بعد الصدمة والكورونا؟
من أهم الأعراض والاضطرابات النفسية التي ظهرت بشكل كبير في وقت الكورونا هي اضطراب ما بعد الصدمة أو ما يعرف باضطراب الكرب، والذي يعتبر إجابة واضحة لسؤال هل يمكن أن يؤثر الانعزال بسبب فيروس كورونا على الصحة النفسية؟
ذلك لأن هذا الاضطراب يحدث للشخص بعد المرور بصدمة قوية جدًا لا يستطيع أن ينساها أبدًا، وتعتبر الكورونا صدمة قوية للإنسان حيث يشعر فيها دائمًا بالقلق والتوتر والخوف الذي لم يشعر به بهذه الدرجة طوال حياته.
قد أكدت العديد من التقارير والأبحاث والتي من ضمنها دراسة تم عملها في جامعة كوبنهاجن الدنمارك التي أكدت أنه يوجد نسبة لا تقل عن 96% من مصابي فيروس كورونا حدث لهم اضطراب الكرب بشكل أو بآخر.
ذلك بسبب فترة العزل الطويلة التي قضوها سواء غرفة منعزلة في المنزل أو في المستشفى.
هل يوجد علاقة بين الإدمان السلوكي والكورونا؟
بالطبع يوجد علاقة كبيرة بين الإدمان السلوكي والكورونا، حيث وذلك لسبب بسيط جدًا وهو أن المصاب يتواجد في منطقة العزل لمدة طويلة يتم تحديدها على حسب قوة الفيروس ومدى استيعابه للعلاج، وبالتالي يجلس فترات طويلة بمفرده دون التحدث مع أي شخص.
ترتب على ذلك ظهور العديد من السلوكيات المتعلقة بإدمان بعض الأشياء، والتي تعتبر من أهمها الإنترنت، لأنه هو الوسيلة الوحيدة التي يستطيع استخدامها المصاب في التواصل مع العالم، حيث يمكنه الاتصال بأي شخص أو التعرف على الأخبار أو مشاهدة مقاطع فيديو وغيرها.
لكن هذا الإدمان بسيط بعض الشيء ويمكن أن يتم حله بشكل أسرع، ولكن يوجد أنواع أخرى أكثر ضررًا على حياة الشخص المصاب وهي إدمان المخدرات وشرب الكحوليات، والتي تحدث نتيجة التعرض لضغوط نفسية وعصبية كبيرة خلال فترة العزل.
بذلك نكون قد تعرفنا على هل يمكن أن يؤثر الانعزال بسبب فيروس كورونا على الصحة النفسية؟ وذلك من خلال التعرف على الاضطرابات النفسية التي تسببها والتي تم ذكرها في الفقرات السابقة.
طرق الاعتناء بالصحة النفسية أثناء عزل الكورونا
بعد التعرف على هل يمكن أن يؤثر الانعزال بسبب فيروس كورونا على الصحة النفسية؟ من خلال ذكر جميع الاضطرابات النفسية التي يسببها هذا الفيروس، سوف نتعرف الآن على طريقة حماية الشخص من هذه الاضطرابات.
يوجد العديد من الطرق التي يمكن للشخص من خلالها الاعتناء بصحته وصحة الآخرين النفسية، وذلك في أوقات العزل والكورونا التي يمر بها العالم في الوقت الحالي، وسوف نتعرف على هذه النصائح من خلال النقاط التالية:
- يجب على الشخص أن يكون مطلع على أهم المستجدات التي تقولها السلطات الحكومية في الجولة التي يقيم فيها، ومنظمة الصحة العالمية، بالإضافة إلى الالتزام بكافة النصائح والإرشادات التي يقولوها.
ذلك من خلال قنوات التواصل الموثوق منها على التلفزيون أو الراديو أو الإنترنت.
- يفضل أن يقوم الشخص بمحاولة الحفاظ على العادات اليومية التي كان يفعلها قبل فترة الكورونا والتي تتمثل في الاستيقاظ في المواعيد العادية، الحفاظ على النظافة الشخصية.
- ممارسة الرياضة وتناول الوجبات الصحية، تخصيص وقت للعمل وللراحة أيضًا، كما يجب تخصيص وقت لعمل الأشياء التي يحبها.
- للحفاظ على الصحة النفسية بشكل جيد يجب الابتعاد عن الأخبار التي تجعل الشخص يشعر باللقلق والتوتر الذي يساعد في سوء الحالة النفسية له وبالتالي سوف تسوء الصحة الجسدية أيضًا.
- يجب محاولة عدم إغلاق الدائرة الاجتماعية الخاصة بالشخص لأن ذلك مهم جدًا في هذه الفترة، حيث يجب التواصل مع الأشخاص الآخرين بشكل منتظم عن طريق الاتصال بهم عبر الهاتف أو الإنترنت.
- إذا كان الشخص من مدمنين الكحوليات أو المخدرات يجب عليه تقليل هذا في فترة الكورونا وذلك ليس لأنها ضارة فقط بل أيضًا تساعد في وصول الفيروس للجسم، وذلك لأنها تمنع الشخص من أخذ جميع الاحتياطات اللازمة للحماية.
طرق أخرى للاعتناء بالصحة النفسية في الكورونا
قد تعرفنا على ما هو تأثير الانعزال بسبب فيروس كورونا على الصحة النفسية بالإضافة إلى بعض الطرق التي يمكن من خلالها حماية الصخة النفسية.
الآن سوف نتعرف من خلال هذه الفقرة على بعض الطرق الأخرى التي يمكن اتباعها بهدف الحفاظ على الصحة النفسية في أوقات العزل والكورونا بشكل عام، وذلك من خلال النقاط التالية:
- يجب أن يتم تخصيص وقت معين للجلوس أمام أي شاشة، أما بقية الوقت فيتم تخصيصه لأشياء أخرى يمكن الاستفادة منها أكثر.
- تعتبر ألعاب الفيديو من ضمن وسائل الترفيه والاسترخاء التي لا يشعر فيها اللاعب بالوقت، ولذلك يجب أن يتواجد وقت معين لها فقط، ويفضل أن يكون من ضمن الوقت الخاص بالجلوس أمام الشاشة.
- يمكنك أيضًا في وقت معين من اليوم استخدام جميع الحسابات الخاصة بك على مواقع التواصل الاجتماعي في بث روح الأمل والإيجابية لكل من يتابعك، وذلك من خلال نشر القصص الجميلة والمفرحة، بالإضافة إلى تصحيح المعلومات الخاطئة إذا كان لديك المعلومة الصحيحة.
- يعتبر هذا الوقت من أفضل الأوقات التي يمكن تقديم المساعدات للغير، حيث يوجد الكثير ممن فقدوا عملهم والراتب الشهري الخاص بهم وبالتالي لا يستطيعون شراء الاحتياجات الأساسية، فإذا كان لديك المقدرة على ذلك فقد المساعدة ولا تتأخر.
- يمكن من خلال مواقع التواصل الاجتماعي تقديم الدعم الكامل لكل العاملين في المنظومة الطبية حتى يستطيعوا تقديم كل ما لديهم من قوة بدنية وقدرة ذهنية في الوقوف أمام هذا الفيروس والحد منه.
طرق الاعتناء بصحة الطفل النفسية في وقت الكورونا
تعتبر هذه الفترة من ضمن أكثر الفترات التي يحتاج الطفل فيها إلى المزيد من الاهتمام وذلك حتى لا يشعر بالخوف والذعر المنتشر في العالم كله، والتي يجب فيها أيضًا التعرف على هل يمكن أن يؤثر الانعزال بسبب فيروس كورونا على الصحة النفسية؟
لذلك يوجد بعض النصائح التي يفضل اتباعها في هذا الأمر والتي سوف نتعرف عليها من خلال النقاط التالية:
- يجب أن تتحدث مع أطفالك في أوقات كثيرة عن الفيروس وتخبرهم بمدى الخطورة التي يمكن أن يسببها وذلك من خلال الطريقة التي تتناسب مع عمرهم.
- هذه الفترة رائعة جدًا إذا كنت بعيد عن أطفالك بسبب العمل فهذه الفرصة للتقرب منهم أكثر والتعرف عليهم وعلى الأشياء التي يقومون بها، وقضاء وقت ممتع معهم.
- في الكثير من الأحيان لا يستطيع الطفل التعبير عن الحالة التي هو فيها، وذلك إذا كان حزين أو يوجد شيء يضايقه ولا يستطيع مشاركته، لذلك يجب عليك الجلوس معهم وتعليمهم الطرق التي يمكن من خلالها التعبير عن النفس، وهذا العمل قد يساعدك أنت أيضًا في تعلم نشاط إبداعي مثل الرسم أو أي شيء آخر، والتي يتم استخدامها في تحقيق الهدف المطلوب.
- يفضل دائمًا أن تساعد أطفالك في استمرار الدائرة الاجتماعية الخاصة بهم وذلك من خلال جعلهم يتواصلوا مع الأصدقاء وأفراد العائلة عن طريق الهاتف أو الإنترنت.
- العديد من الأطفال في الوقت الحالي منجذبين كثيرًا للإنترنت والأجهزة التي تحتوي على شاشات بشكل عام، لذلك فهذه فرصة رائعة لك في تنظيم وقتهم والجلوس لفترة معينة أمام الشاشة ثم عمل العديد من الأشياء الرائعة الأخرى التي يستطيعوا الاستفادة منها.
نصائح للحفاظ على الصحة النفسية لكبار السن في الكورونا
إذا كنت من كبار السن فهذا الوقت هو فرصة كبيرة لك لعمل العديد من الأشياء الممتعة التي تجعلك تشعر أنك في فترة الشباب، كما يجب عليك التعرف على هل يمكن أن يؤثر الانعزال بسبب فيروس كورونا على الصحة النفسية؟
كل هذا سوف نخبرك به من خلال النقاط التالية:
- يجب عليك دائمًا الاستمرار في التواصل مع من تحب سواء الأصدقاء أو الأقارب من خلال قنوات التواصل الموجودة على الإنترنت أو عن طريق الهاتف.
- يفضل دائمًا أن تحافظ على العادات التي كنت تقوم بها في اليوم العادي في المواعيد الثابتة مثل موعد النوم والأكل وغيرها.
- حاول دائمًا أن تتعلم بعض التمارين الرياضية البسيطة لأن فترة العزل دون حركة سوف تسبب لك بعض الآلام التي في غنى عنها في هذه الفترة.
- تعلم الطرق التي يمكن من خلالها الحصول على بعض الخدمات، مثل كيفية طلب سيارة أجرة، أو طلب طعام من مطعم معين أو طريقة شراء المنتجات سواء الملابس وغيرها عن طريق الإنترنت، بالإضافة إلى طلب الدعم من الجيران الموجودين.
ما هي الطرق المتبعة للمرضى النفسيين في الكورونا؟
إذا كنت واحد من الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية من الأساس ما هي الطرق التي يجب اتباعها حتى تستطيع الحد من هذه الاضطرابات في هذه الفترة والتخلص منها نهائيًا؟ وهل يمكن أن يؤثر الانعزال بسبب فيروس كورونا على الصحة النفسية؟
هذا ما سوف نتعرف عليه من خلال النقاط التالية:
- إذا كان لديك علاج مخصص للأمراض النفسية يجب عليك في فترة الكورونا الاستمرار في تناوله، كما يجب أن تحرص على وجود مخزون كافي منه، وإذا كنت تواجه مشكلة في ذلك فيجب عليك الرجوع إلى الاستشاري النفسي والتعرف من خلاله على كيفية الحصول على هذا الدعم.
- في بعض الأحيان تحتاج إلى الحصول على دعم إذا تدهورت صحتك كثيرًا، فيجب عليك التواصل مع الأشخاص الذين يدعمونك أو الأشخاص الذين يمكن من خلالهم الحصول على الدعم.
- إذا كنت من الأشخاص الذين يعانون باضطراب له علاقة بإدمان المخدرات والكحوليات فيجب عليك الحظر بشكل كبير لأن هذا الإدمان يزيد من حالة التوتر والقلق لديك وبالتالي قد تمتنع عن العلاج ويترتب على ذلك سوء الحالة الصحية لديك.
- في حالة علاجك من إدمان الألعاب عن طريق أخذ بعض الأدوية المعينة التي حددتها الاستشاري فيجب عليك مواصلة هذا العلاج أثناء الحجر، أو التواصل مع هذا الاستشاري للتعرف على الطرق الأمثل للعلاج في فترة الكورونا والعزل.