قصص واقعية من الحياة

منذ 2 شهور
قصص واقعية من الحياة

قصص واقعية من الحياة تعلمنا العديد من العبر والعظات، وتتعدد تلك القصص وتختلف كثيرًا فيما بينها، وتختلف أيضًا في أنواعها، وذلك كله ناتج عن اختلاف البشر فيما بينهم، واختلاف ما يواجهونه في الحياة، ولا يُمكن لأي شخص أن يقوى على حصر تلك القصص الواقعية.

لكننا سنحاول من خلال موقع الماقه أن نجمع لكم قصص واقعية من الحياة، ولكن بالطبع لن نقوى على جمع كافة تلك القصص.

قصص واقعية من الحياة

إن حيوات البشر تجمع عدد هائل من القصص الواقعية، التي عند سماعنا إياها أو عند قراءة بعضًا منها نجد أنفسنا نعيش في تلك القصص ونتخيل أننا الأبطال، ونريد أن نفعل الصواب حتى نحظى بالنهاية السعيدة، ولكن عندما نمر بظروف تشبه ظروف تلك القصة نجد أنفسنا نتصرف مثل الأبطال، أو نتصرف كما أردنا، وذلك على حسب القدر الخاص بنا.

لكن كثير منَّا يود قراءة قصص واقعية من الحياة حتى يكتسب منها الخبرات والعظات والعبر، التي تساعده على مواجهة الأمور التي يتعرض لها في حياته، ولا بد لنا أن نعلم أننا البشر بالرغم من اختلافنا في أمور عدة إلا أننا نتشابه في أمور عدة أيضًا.

ستلاحظون ذلك إن ألقيتم نظرة على التاريخ، فستجدون أحداث متشابهة جدًا بين زمنين يبعدان عن بعضهما بسنوات عديدة، كأن تمر بها أحداث يشهدها التاريخ لعظمة أمرها في بلاد معينة في وقت محدد من زمن سابق، وهذه الأحداث تتكرر بنفس الكيفية ونفس الأخطاء في زمن لاحق، وكأن التاريخ يُعيد نفسه.

لطالما ما كان يُراودني سؤال بخصوص ذلك الأمر، لماذا تتكرر الأمور الخاطئة بنفس الكيفية في أزمان مختلفة؟ ولماذا الأُناس الذين يعيشون في الحاضر لا يتعظون من الأحداث التي مرت في زمن سابق، ليس ذلك فقط بل إنهم يسارعون في ارتكاب نفس الأخطاء التي تُعاني منها الشعوب على مر الأزمان.

قصص واقعية من الحياة تحوي عبر متعددة

سنروي لكم بعض القصص التي ستجعلكم تعتبرون منها كثيرًا، وستبعث هذه القصص الأمل بداخلكم وستشعركم بالسعادة بعد قراءتها بإذن الله، ولا بد لكم أن تعلموا أن هنالك أنواع عدة لقصص واقعية من الحياة، ولكن هذه القصص التي سنعرضها لكم تعتبر نقطة من مياه البحر، ومنها:

1- قصة زوجة تطلب الطلاق

تبدأ أحداث القصة في يوم من الأيام قد أحست فيه الزوجة بأنها قد سئمت من حياتها الصعبة التي تعيشها في بيت زوجها، وقالت لزوجها في هذا اليوم: أنها لو كانت تمتلك العصمة لكانت طلقته عشرات المرات، وقد تسبب ذلك القول بالطبع في إثارة غضب الزوج، وبدأ الزوج في التشاجر مع زوجته كالعادة.

لكن الزوج قد أدرك أن هذه المرة غير المرات السابقة، فقام بإخراج ورقة وقلم وسارع في كتابة (أنا فلان بن فلان لا أريد إلا زوجتي ولا أريد أبدًا أن أطلقها أو أن أتخلى عنها في أي ظرف من الظروف، فإنني سأظل مُتمسكًا بها حتى نهاية الحياة، ولن أرضى بسواها أن تكون زوجتي، وستظل هي زوجتي إلى الأبد)، وقام بوضع تلك الورقة في ظرف ثم قام بتسليمها إلى زوجته قبل أن يغادر المنزل.

بعد مغادرة الزوج المنزل شعرت الزوجة بالندم الشديد على ما قالته لزوجها، وشعرت أيضًا أنها في ورطة بسبب تسرعها طلب الطلاق هذا وبهذه الطريقة المستفزة، ولا تعلم ماذا تفعل حيال ذلك الأمر؟

عند عودة الزوج إلى المنزل، لم يُحدث زوجته، بل دخل مُسرعًا إلى غرفته، ولكن زوجته دخلت إليه، فقال لها: ماذا تريدين؟

ردت عليه الزوجة وقالت له والحزن والانكسار يملأها: إني نادمة ندم شديد على ذلك الطلب، وأود أن أعتذر منك على كل ما حدث، لكن المفاجأة في هذه القصة، أن هذه الزوجة لم تقرأ الورقة التي تركها زوجها يدها بداخل الظرف.

فطلب منها زوجها أن تقرأ هذه الورقة الآن، فقامت بفتح الظرف لتبدأ بقراءة تلك الورقة فتسارعت قطرات دموعها في السقوط، وصارت تتأسف أسفًا شديدًا لزوجها، وهي تقول إن الإسلام حقًا دين عظيم لأنه جعل الطلاق بيد الرجل، لأن الطلاق لو كان بيد المرأة لكانت جميع النساء تسرعن وطلقن أزواجهن من أول مشكلة يتعرضن لها.

2- قصة الابن البار

إن هذه القصة تحكي عن شاب يعيش بالسعودية مع والده الكبير في السن، وكان والده يحمل دَيْنًا لأحد الأشخاص يبلغ حوالي تسعون ألف ريال، وفي أحد الأيام ذهب الرجل الذي يريد هذا الدين إلى ذلك الرجل العجوز وكان ذلك اللقاء في حضور ابنه، وقال ذلك الرجل للعجوز: إن عليك دين ويجب أن تسده لي، لأني لن أسمح لك أن تتأخر أكثر من ذلك في سداده.

تفاجئ الشاب بهذا الأمر لأنه لم يكن يعلم شيء عن أمر ذلك الدين، فذهب في صباح اليوم التالي إلى هذا الرجل ودفع له مبلغ سبعة وعشرين ألف ريال كان يدخره لأجل زواجه، وقال للرجل صاحب الدين هذه الدفعة الأولى، وعليك أن تنتظر قليلًا حتى أستطيع سداد ذلك الدين كله.

فلما علم والد الشاب بما فعله، قام بالذهاب إلى صاحب الدين وترجاه أن يُعيد ذلك المبلغ إلى ابنه حتى يتمكن من الزواج، ولكن الشاب رفض ذلك الأمر بشدة، فدعا له والده كثيرًا بالتفوق والنجاح وسداد الخطى في العمل، ورضا الله في الدنيا والآخرة.

مكافأة الله لهذا الشاب صاحب قصة الابن البار

بعد مرور أيام معدودة على ذلك الحدث، قابل ذلك الشاب صديقًا له أثناء العمل لم يره منذ فترة طويلة، وقال له صديقه هذا: إنني أفكر فيك منذ عدة أيام، وذلك لأن هنالك رجل أعمال يبحث عن رجل متميز وأمين يقوم بإدارة أعماله بكفاءة ومهارة، وقد رشحتك له، فما رأيك بهذا الأمر؟

فرح ذلك الشاب فرحًا شديدًا لسماعه هذا الخبر، وذهب مُسرعًا لمقابلة رجل الأعمال، وقد أعجب رجل الأعمال به كثيرًا، لتميزه وشدة أمانته، وسأله رجل الأعمال: كم يبلغ راتبك في عملك الآن، فرد عليه الشاب وقال: يبلغ 5 آلاف ريال، فقال له حسنًا سيكون راتبك مقابل العمل عندي 15 ألف ريال شهريًا بالإضافة إلى راتب ستة أشهر لتحسين وضعك الحالي، ولك عمولة تُقدر بـ 10% على كل ربح شهري مقابل الإدارة الجيدة.

بكى الشاب بكاء شديدًا، وحكى لرجل الأعمال على موقف دين والده، فتأثر الرجل لسماعه ذلك الأمر، وقرر أن يسد دين والده بالكامل، تقديرًا لهذا الولد الذي يعرف أهمية بر الوالدين، ولم يبخل أبدًا على والده بالمال الذي كان يدخره للزواج.. تجدر الإشارة إلى أن قصة الابن البار تعتبر واحدة من أروع قصص واقعية من الحياة.

3- قصة الشجرة باعثة الأمل

إن هذه القصة تحكي لنا عن فتاة مريضة وبائسة، وكانت تلك الفتاة قد فقدت الأمل في شفائها إلى درجة أنها كانت تنظر الموت وتتوقع حدوثه في أي وقت، وكانت تنظر تلك الفتاة إلى شجرة في الخارج، وتلاحظ أنه يوميًا ما تتساقط عدة أوراق من هذه الشجرة، بينما كانت في هذه الحالة اليائسة، قامت بمحادثة أختها لتقول لها أنها ستموت قريبًا عندما تتساقط جميع أوراق تلك الشجرة.

لكن حدث شيء غريب لهذه الشجرة، وهو أن جميع أوراق تلك الشجرة قد تساقطت عدا ورقة واحدة لم تسقط أبدًا بمرور الأيام، وتعاقب الفصول، وبدأت تلك الفتاة في التعافي حتى تم شفاؤها.

خرجت تلك الفتاة من منزلها لأول مرة بعد أيام المرض الطويلة، وذهبت إلى تلك الشجرة لتكتشف أن هذه الشجرة ليست حقيقة وإنما كانت مصنوعة من البلاستيك، ومن تم بصناعة تلك الشجرة هي أختها حتى تجدد الأمل فيها، وهذا الأمل كان سبب في شفائها.

لا بد لنا أن نتعظ من تلك القصة، ونتأكد أن مسألة الموت والحياة هي بيد الله وحده، ولا يجب علينا أبدًا أن نفقد الأمل في رحمة الله بنا، ولا يجب علينا أن نيأس ما دامت حياتنا قائمة بعد، لأن الله عز وجل يكتب لنا الخير، وعندما يُصيبنا بأي بلاء فهذا البلاء أيضًا خير لأنه يُجازينا حسنات على صبرنا وتحملنا لهذا البلاء.

كيف لقصص واقعية من الحياة أن تؤثر على حياتنا؟

إن فن القصة من الفنون الرائعة التي يتم صياغتها عادةً من أحداث واقعية، فيلجأ الكُتاب في كتابة قصصهم إلى أمور قد عاشوها في حياتهم، أو إلى أحداث وقصص عرفوها من أشخاص في حياتهم، ويجمعون كل تلك القصص والحكايات، ويعيدوا صياغتها من جديد في لمحة أدبية مستعينين بألوان بيانية حتى يمتعوا القارئ بقراءة تلك القصص، ويكسبونه الخبرات منها.

أما عن القارئ الذي يتجه إلى قراءة القصص الواقعية، فهو عادة ما يحب أن يقرأها حتى يكتسب منها الخبرات والعظات والعبر أملًا منه في معرفة كيفية التصرف إن واجهته أمور مشابهة للأمور التي واجهت بطل القصة.

عادة ما تكون أغلب القصص التي تُكتب في الكتب والروايات هي قصص واقعية من الحياة، لذلك على محب الروايات والقصص ألا ينخدع بأن جميع تلك القصص هي من وحي وخيال المؤلف فقط، وقد أوضحنا لكم ذلك مُسبقًا.

كثيرًا ما يكون هنالك تأثير كبير على الأشخاص الذين يسمعون أو يقرأون قصص واقعية من الحياة، وذلك التأثير يستهدف حياتهم بشكل كبير، وفي الأغلب ما يؤثر عليها تأثير حسن حتى ولو كانت تلك القصص صعبة، يكفي أنها تلفت انتباهه إلى الأخطاء التي يمكن أن يقع فيها.

لذلك يجب عليكم أن تقرأوا وتستمعوا إلى تلك القصص الواقعية، حتى تقل نسبة الأخطاء في حياتكم، وسنعرض عليكم بعضًا من القصص الواقعية آملين أن تحقق لكم الإفادة.

فطرة الاختلاف والاتفاق بين البشر

إن الله عز وجل قد خلقنا مختلفين في أمور عدة، ومع ذلك فقد خلقنا أيضًا متفقين في أمور عدة، ولنضرب لكم مثالًا ماديًا على ذلك الأمر: إن الله خلق لكل منا جسد يتفق في مواصفات عامة، فجسد كل منَّا يمتلك أعضاء موحدة بنفس العدد بمعنى أن لكل منَّا وجه واحد وذراعين ورجلين، وفي كل وجه نجد عينين وحاجبين وأنف واحد، وفم واحد.

مع كل ذلك الاتفاق، إلا أننا نجد الاختلاف في باطنه، فملامح كل منا تختلف عن ملامح الآخر برغم الاتفاق في مكونات الوجه، وهذا لرحمة ربنا بنا فالاختلاف نعمة كبيرة.

كما أننا نجد الاتفاق والاختلاف في الأمور المعنوية أيضًا، بالرغم من أن كل من له صفات تميزه عن الآخرين، وكل منا يمر بظروف مختلفة في حياته، إلا أنه يمكن أن نجد أناس يمتلكون صفات تشبه صفاتنا، ويمرون بظروفٍ تشبه الظروف التي نمر بها، ولكن الاختلاف يكمن في كيفية مواجهة تلك الظروف.

إن هذا الأمر يُمكن أن نُسميه بمعادلة الاتفاق والاختلاف، ويجب علينا أن ندرك جيدًا هذا الأمر حتى نعيش حياتنا بشكل صحيح ونسعد بها، ويجب علينا دومًا أن نتذكر أن في اختلافنا رحمة واسعة من الله عز وجل بنا.


شارك