شرح مقامات بديع الزمان الهمذاني

منذ 2 شهور
شرح مقامات بديع الزمان الهمذاني

مقامات بديع الزمان الهمذاني المقامة تعنى الشرح او المجلس او تعنى جماعة من الناس والمقامة عند بديع الزمان الهمذاني تعنى قصة قصيرة او او فكرة أدبية او فلسفية او قد تكون على شكل لمحة من لمحات الدعابة فى الأدب المستطرف وقد قام بديع الزمان الهمذاني برواية مجموعة من القصص بأسلوب شيق ويشمل على تعليم معاني فلسفية ولهذا فإن المقامات هدفها الاساسى هو التعليم والتثقيف فى الموضوعات الادبية والاخلاقية وبديع الزمان الهمذاني هو من ابتكر المقامات وأسسها فى الأدب العربى وفى هذا الموضوع سوف يلقى الضوء على بديع الزمان الهمذاني.

معلومات عن بديع الزمان الهمذاني

  •  أبو الفضل أحمد بن الحسين بن يحيى بن سعيد المعروف باسم بديع الزمان الهمذاني، (358 هـ/969 م – 395 هـ/1007 م)، هو كاتب وأديب مشهور، ولد في أسرة من أصول عربية لها مكانة في العلم مرموقة، عاشت في همدان وولد بها بديع الزمان فنسب إليها، وقد كان يفتخر بأصوله العربية إذ كتب في أحد الرسائل إلى أبي الفضل الإسفرائيني: (إني عبد الشيخ، واسمي أحمد، وهمدان المولد وتغلب المورد، ومضر المحتد).
  • وقد استطاع بديع الزمان الهمذاني بفضل أصله العربي وموطنه بلاد فارس من أنه  امتلك ثقافتين هما العربية والفارسية و تضلعه في آدابهم فكان كاتب لغوياً وأديبًا وشاعراً وتوفي سنة 395 هـ
  • وبعد ذلك قام بديع الزمان بالانتقال إلى أصفهان فاجتمع مع مجموعة شعراء الصاحب بن عباد، ثم توجه بعد ذلك إلى جرجان فأقام تحت رعاية أبي سعيد محمد بن منصور، وعاش مع أسرة من أعيان جرجان من الإسماعيلية فقد حصل على الكثير من علمها، ثم قيل أن نشبت بعض  الخلافات بينه وبين أبي سعيد الإسماعيلي فقام بالمغادرة من جرجان إلى نيسابور، وكان ذلك في عام (382هجرية/ 992ميلادية).
  • وبعدها ازدادت الرغبة لديه في الاتصال بالكاتب الكبير والأديب المشهور أبي بكر الخوارزمي، ولبى الخوارزمي رغبة بديع الزمان والتقى معه، فلم يحسن الخوارزمي استقبال الهمذاني وحصلت بينهما قطيعة وخلقت بعدها عداوة بينهما، فاستغل هذا الخلاف بعض الناس هيأوا للكاتبين مناظرة كان الفائز فيها هو بديع الزمان وذلك فضلا لسرعة خاطرته، وقوة بديهته.
  • فاشتدت هذه الحادثة من انتشارها في كل مكان وذاع صيت بديع الزمان عند الملوك والأعيان  وأتيح  له الدخول في مجال التواصل مع الكثير   من أعيان المدينة، والتف حوله العديد من طلاب العلم، فأملى عليهم ما يزيد عن ٤٠٠ مقامة (لم يتبقى منها سوى ٥٢ مقامة).
  • لم تستمر إقامة بديع الزمان في نيسابور وغادر إلى سجستان فأحسن استقباله أميرها خلف بن أحمد أيما إكرام، لأنه كان محباً للأدباء والشعراء، وأهدى إليه بديع الزمان عدد من مقاماته إلا أن الود بينهما لم يدم طويلا، فقد تلقى بديع الزمان في ذات  يوم من الأمير خطاب شديدة اللهجة أثار غضبه، فغادر سجستان  على الفور، واتجه نحو غزنة حيث استوطن هناك وخالط السلطان محمود الغزنوي معززاً كريماً، وكانت بين أبي العباس الفضل بن أحمد الأسفرائي وزير السلطان محمود مجموعة من المراسلات.
  • وفي النهاية توجه بديع الزمان إلى مدينة هرات فاتخذها داراً لإقامته بها، وأصبح صهراً لأبا علي الحسين بن محمد الخشنامي أحد أعيان وسادة هذه المدينة، فتحولت وتحسنت أحواله إلى الأفضل وذلك بفضل هذه المصاهرة، وبمدينة هرات كانت آخر أيامه وتوفي سنة(395 هجرية/1007 ميلادية) ولم يكن قد تعدى سن الأربعين من عمره، غادر الحياة التي خبرها.

مقامات بديع الزمان الهمذاني

  • مقامات بديع الزمان الهمذاني هي أبرز ما خلفه لنا، حصلت على شهرة كبيرة، وقد كانت وما زالت منارة يقتدي بها من يرغب في التأليف في هذا الفن المميز، حيث يمتع الناس برواياته الطريفة والفكاهة المبدعة، كما كان يعمل على تزويد طلاب العلم بما يحتاجوا من الدرر الثمينة في ميدان براعة الأسلوب، وغرابة اللغة وسمو المعنى.
  • كما يعد كتاب مقامات بديع الزمان الهمذاني أشهر مؤلفات قام بتأليفها، وهو الذي له كل الفضل في وضع أسس هذا الفن البارع والفريد من نوعه، وفتح بابه بشكل واسع ليلجه كثير من الأدباء والشعراء الذين أتوا بعده ومن أشهرهم أبو محمد القاسم الحريري.
  • والمقامات هي عبارة عن مجموعة حكايات قصيرة مختلفة في الحجم شملت بين النثر والشعر بطلها شخصية وهمية تعرف بأبو الفتح الإسكندري وعرف بكيفية خداعه ومغامراته الكثيرة وفصاحته وقدرته على قرض الشعر و كيفية تخلصه من المآزق بالإضافة إلى أنه شخصية فكاهية قادة على أن تنتزع البسمة من الشفاه والضحكة من أعماق القلب.
  • ويروي مغامرات هذا الرجل الوهمي التي تثير العجب، وتابع الإعجاب بشخصية أخرى وهمية يعرف باسم عيسى بن هشام.
  • و لهذا المقام فضل واسع في ذيع صيت بديع الزمان الهمذاني لما اشتمله على معلومات كثيرة تفيد وتضيف لجميع القراء من مختلف المشارب والمآرب إذ وضعه لهدف تعليمه، فزادت فيه أساليب البيان وبديع الألفاظ والعروض، وأراد أن يتقرب به من الأمير خلف بن أحمد فأعطاه مديحاً يتجلى وبالأخص في المقامة الحمدانية والمقامة الخمرية فشكل ولون مستهدناً الأسلوب السهل، واللفظ الخفيف، والسجع القصير دون أدنى عناء أو كلفة في اللغة.
  • كما ألف الهمذاني معظم مقاماته لأمير سجستان خلف بن أحمد، وخصص له ٦ مقامات  لمدحه فقط.
  • و تنطوي المقامات على أنواع عديدة من الثقافة إذ نجد بديع الزمان الهمذاني يحكي لنا أخبار عن الشعراء في مقامته الغيلانية و مقامته البشرية، كما يزدنا بمعلومات لها اتصال بتاريخ الأدب والنقد الأدبي في كل من مقامته الجاحظية و القريضية والإبليسية، كما يقدم في المقامة الرستانية وهو السني المذهب، احتجاجاً في المذاهب الدينية فينقد عقائد المعتزلة ويرد عليها بكل شدة وقسوة، ويستشهد أثناء تنقله  بين ربوع تلك الثقافات بالقرآن الكريم والحديث الشريف
  • وقد اعتمد بديع الزمان إلى الاقتباس من الشعر والأمثال القديمة والمبتكرة، فكانت معظم مقاماته مجلس أدب وأنس ومتعة وقد كان يقوم بإلقائها في نهاية جلساته كأنها ملحة من ملح الوداع التي تعرف عند أبي حيان التوحيدي في “الامتناع والمؤانسة”، مع مراعاته لبساطة وسهولة الموضوع، وأناقة الأسلوب، وأضاف عليها بكل ما يجعل منها:
  • طريقة للتمرن على الإنشاء والاطلاع على مذاهب النثر والنظم.
  • رصيد لثروة معجمية ضخمة.
  • مستودعاً مليء بالحكم والتجارب عن طريق استعمال الفكاهة.
  • وثيقة لها تاريخ لتصور جزءاً ملماً لحياة عصره وإجلال وعظمة رجال زمانه.

مميزات وشروحات مقامات بديع الزمان الهمذاني

  • أن مقامات بديع الهمذاني تعد أساس المسرحية العربية المقدمة بشكل فكاهي، وقد خلد فيها أوصافاً عديدة للطباع الإنسانية فكان حقاً واصفاً بارعاً ومبتكراً لا يفوته اي شيء، وأن المقامات هذه الرائعة أدبية وأسلوبها ومضمونها وملحها الطريق التي تبعث على الضحك والمرح، وتدعو إلى الصدق والشهامة ومذاهب الأخلاق التي كان هدف بديع الزمان منها هو إظهار قيمتها بوصف ما يقابلها.
  • كان أول من أقدم على شرح مقامات بديع الهمذاني الأستاذ الإمام محمد عبده، بعد عودته من باريس إلى بيروت في عام (رمضان 1306هـ 1888م).
  • وقام بطباعة شرح مقامات بديع الزمان في المطبعة الكاثوليكية عام 1889م، كما صرح أنه قام بإسقاط  بعض العبارات الغير لائقة من مقامتين، كما أسقط المقامة الشامية بأكملها ومكانها بعد المقامة المارستانية، وتبعه في ذلك النهج معظم ناشري المقامات، وكانت هذه المقامة  بشكل خاص ثابتة في طبعة الجوائب عام 1298هـجرياً وهي أول طبعة للمقامات.
  • كما أثبا فاروق سعد في نشرته (بيروت 1982 دار الآفاق الجديدة ( ص194) إلا أنه أيضاً قام بإسقاط خاتمة المقامة الرصافية (ص228) من غير أن يذكر السبب في ذلك، وهي الخاتمة التي اعتذر الأستاذ محمد عبده عن نشرها (ص 157).
  • كما تتميز بعض هذه المقامات بأسلوبها الطريف كالمقامة الحمدانية التي يذكر فيها مساجلة عقدها سيف الدولة لوصف فرس، والمقامة المارستانية التي ذكر فيها مجنوناً يصب شدة غضبه على المعتزلة، والمقامة الجاحظية التي وازن فيها بين الجاحظ وابن المقفع، والمقامة المضيرية التي جمعت بها العديد من مفردات الحضارة.

فى نهاية هذا الموضوع نكون قد تعرفنا على مقامات بديع الزمان الهمذاني وتعرفنا على شخصيته واصولها العريقه ومميزات وشروحات مقامات بديع الزمان الهمذاني، نرجوا ان نكون قد افدناكم.


شارك