التقاء العيون في علم النفس

منذ 2 شهور
التقاء العيون في علم النفس

التقاء العيون في علم النفس تعددت تفسيراته، فإنّ نظرات العيون عادةً ما تعكس مشاعر دفينة لدى الشخص والتي تشرح ما يجول بداخله، ما يجعلك في حيرة من أمرك متسائلًا ما معنى تلك النظرات، وهذا ما استفاض علم النفس في تفسيره، وسيقدمه لكم موقع الماقه.

التقاء العيون في علم النفس

النظرة في علم النفس يتنوع تفسيرها فالأمر ليس مقتصرًا على نظرة اعجاب فحسب، فالتقاء العيون في علم النفس له دلالات عديدة فما هي دلالات التقاء العيون في علم النفس؟ إنها تُفسّر في علم النفس بالكثير من الاحتمالات منها ما يلي:

1- التعبير عن الحب والإعجاب

إنّ التواصل البصري يعبر عن مجموعة من المشاعر والعواطف الصادقة التي تتغلغل داخل الشخص وينتابه تجاه الشخص الآخر، ويظهر ذلك في العين برقة وعفوية، يحدث ذلك بتحديق الشخص في الشريك أثناء حديثه مدة من الزمن دون انقطاع.

الذي يشير بطبيعة الحال إلى الإعجاب به أو الانجذاب الشديد له، أما الشخص العادي الذي لا يميل إلى من يحادثه ولا ينجذب إليه فإنه قد يحيد بنظره فيتجول حول المكان، ويظل يتنقل بين الموجودين أمامه دون التركيز على أحد بشكل مباشر.

عند وجود مشاعر حب وافتتان بشخص ما فهنا قد ترتبط نظرات العيون بالرومانسية لكي تفصح عما أبى اللسان النطق به من مشاعر فيرسل الجسد مشاعره بلطف عن طريق العيون ويترجمها للطرف الآخر دون اعتراف صريح.

2- التعبير عن البُغض أو التهديد

نظرات العيون غير مقتصرة فقط على ترجمة مشاعر الحب والاعجاب فقط تجاه الآخرين، بل هناك ما يسمى بالعنف البصري كما يطلق عليه علماء النفس.

فيه تخرج نظرات العين عن طابعها السابق فتبدو أكثر شراسة وخبثًا، وتستخدم تلك النظرات لإرسال إشارات معينة كالتحذير والتهديد والوعيد، فتمتاز بحدتها وقسوتها وكأنها تحمل في طياتها رسالة عنيفة.

3- الاضطراب العاطفي والتفكير

قد ترتبط نظرة العيون بمشاعر داخلية مختلفة كالتردد في الكلام أو الشعور بالإحباط والانزعاج أحيانًا ويحدث هذا عندما يحاول الشخص كبت مشاعره وإخفائها أو التستّر عليها أو حين يميل إلى الكذب.

فقد تزداد ومضات العين مثلًا حينما يكون الشخص متوترًا أو حين يجاهد مشاعره العاطفية، فتعتبر كدليل على توتره الذي ينتج عن محاولته إخفاء مشاعره والسيطرة على إحساسه.

بعض الأبحاث أشارت إلى أن الشخص الكاذب عند إخفاءه الحقيقة أثناء استجوابه مثلا فإنه يظهر على عينيه وميضًا سريعًا مضطربًا دلالة تميزه عن غيره فتفضحه نظراته.

هناك بعض الحالات يُحرك فيه الأشخاص أعينهم للأسفل وربما يتنقلون بها يُمنة ويسرة بسرعة، وذلك عند إجراء عمليات ذهنية فإنهم بذلك يعالجون بعض المعلومات داخل عقولهم مثل إيجاد نتيجة حسابية.

فالأمر ليس قاعدة ثابتة يمكن قياسها على جميع الأشخاص وإنما الضابط في هذا هو الموقف الذي يمر الشخص به.

ماهي لغة العيون؟

تَعتبر لغة العيون هي ترجمة للروح ومرآة تعكس المشاعر الداخلية الدفينة لدى الشخص، فإن نظرة العين تُظهر مشاعره وتترجم احساسه في مواقف معينة، فتُظهر انزعاجه وارتياحه حزنه وفرحه سعادته وبهجته، وغيرها من المشاعر المعقدة التي تكشفها نظراته التلقائية العفوية.

من خلال تلك النظرات يستطيع الأشخاص من حوله التنبؤ بمشاعره وفهمه ومن ثم اختيار أنسب الأساليب للتعامل معه.

لغة العيون ودلالاتها في علم النفس

يمكن لأي شخص أن يفهم لغة عيون الشخص الذي يريد ملاحظة بعض الأمور التي تحدث في عينه والتي هي كالتالي:

اتساع حدقة العين والبؤبؤ بشكل مفاجئ: فإن هذا يدل على أن هذا الشخص قد ثمة شيئًا أسعده، والبعض يقول أنّ اتساع حدقة العين بذلك الشخص قد يشير إلى الاندهاش، بينما يكون اتساع حدقة العين في بعض الأحيان ما هو إلا ناتج عن تعرض العين للضوء.

النظر إلى العيون: فإن النظر إلى العيون مباشرةً أثناء الحديث يدل على الاهتمام لكن هذا ليس قاعدة ثابتة، فأحيانًا يدل طول النظر والتحديق إلى شخص بعينه على التهديد والوعيد، بينما عدم النظر في عين الشخص أثناء الحديث يشير إلى إخفاء ذلك الشخص مشاعره الحقيقية أو ربما أنه يشعر بعدم راحة.

تغميض العينين: قد يكون إغلاق العينين تعبيرًا عن الشعور بعدم الراحة أو الضيق من أمرٍ ما فيقوم الشخص بالرمش بشكل أسرع أو يغلق عينيه ويفتحها، ويرى البعض أن إغلاق العينين دليل على أن هذا الشخص سمع خبرًا أحزنه.

النظر إلى أعلى في جهة اليسار: فحينما ينظر الشخص إلى أعلى في جهة اليسار فإن هذا الشخص يقوم بمعالجة تلك المعلومات ويربط تلك المعلومات بمواقف سابقة أو ربما شعور عاطفي.

أما في حال نظر الشخص إلى جهة اليسار دون أن ينظر هذا الشخص إلى أعلى فهذا يعني أنه يحاول تذكر صوت معين.

النظر إلى أعلى في جهة اليمين: فإذا نظر الشخص إلى أعلى من جهة اليمين بعد سماعه معلومة ما فإن هذا يدل على أن ذلك الشخص يحاول أن يتحقق من منطقية المعلومة التي سمعها، أو ربما يحاول ذلك الشخص أن يتذكر تجربة حدثت في ماضي قريب.

النظر إلى الأعلى: إذا اتجه الشخص ببصره إلى أعلى عندما يتحدث معه أحد فإن هذا يعني أنه يحاول التفكير مليًا فيما يسمع.

النظر إلى أسفل: إن النظر إلى أسفل قد يدل على أن هذا الشخص يشعر بعدم راحة أو يشعر بالذنب أو ربما يشعر بعدم الاهتمام.

كيفية تحسين المهارات البصرية

لكي يستطيع المرء إظهار مشاعره وأحاسيسه أو التواصل بلغة العيون فهناك عدة أمور عليه أولًا مراعاتها واتباعها من أجل تحسين تلك المهارات والتي منها:

  • تطبيق قاعدة النسبة المتوازنة؛ التي تقتضي بالحفاظ على التواصل البصري بنحو 50% من مقدار الوقت الذي يمضيه المرء عند التحدث مع أحد الأشخاص، أما عند سماع الطرف الآخر فتكون النسبة نحو 70% من التواصل البصري تجاه الشخص.
  • قطع التواصل بالعين من وقت لآخر؛ وذلك بأن لا يصوب تركيز بصره نحو شخص بعينه بشكل دائم، وإنما يقطع هذا الاتصال من وقت لآخر بأن يصوّب نظره نحو أي شيء آخر موجود أمامه ثم يعاود الاتصال البصري مرة أخرى.
  • الوقوف على مسافة من الطرف الآخر، بمعنى ألا يقف الشخص في مواجهة من يكلمه ويحدق النظر في عينيه مباشرةً، وإنما يعجل بينه وبين من يحادثه مسافة معقولة، عند اتباع تلك الطريقة تكون متواصلًا بالعين مع الآخر ومع ذلك فأنت لا تشعره بأنه مهددًا.
  • تغيير طريقة النظر في حال وجد المرء صعوبة في التواصل وجعلها مجرد نظرات وإيماءات عابرة؛ حيث إن هذا يبدو طبيعيًا أكثر خاصةً في حال كون المرء يواجه صعوبة في التواصل البصري مع أحد الأشخاص.
  • كذلك بإمكانه أن يقلل النظر في عينيه مباشرةً ويستعيض عن ذلك بأن ينظر إلى ملامحه الأخرى داخل وجهه، كأن ينظر إلى ذقنه أو أنفه أو ربما فمه ولكن يفعل ذلك عندما يشعر بالإرهاق الشديد من النظر لعينيه مباشرةً لمدة طويلة.

    إن النظرة مرآة الشخص، قد تبوح بمكنون يُخفيه أو ربما بمشاعر مختلطة لا يعلمها سواه، لذا ربما على الإنسان أن يكون أكثر حذرًا حين تتحدث لغة العيون، وفي الوقت ذاته عليه أن يكون حريصًا على استخدام تلك المهارات البصرية عند الحديث.


    شارك