العوائل الشيعية في الكويت
العوائل الشيعية في الكويت على الرغم من أن الكويت دولة إسلامية “سنية”، إلا أن هناك نسبة كبيرة من الشيعة يعيشون فيها، وتشير الإحصائيات إلى أن نسبتهم تتراوح بين 30٪ و40٪ من إجمالي المواطنين الكويتيين، ويقدرون بنحو 300 ألف كويتي شيعي، لذا أدعوك للتعرف على المزيد عبر موقع الماقه .
من أين جاء الشيعة للكويت؟
- بحسب كتاب لمحات من تاريخ الشيعة في الكويت لعبد المحسن يوسف جمال، فإن تاريخ وجود العائلات الشيعية الأولى في الكويت يعود إلى الفترة ما بين أواخر القرن السابع عشر وأوائل القرن الثامن عشر.
- عندما توافدوا على الكويت مثل العوائل والقبائل السنية، عاش الكثير منهم في منطقة شرق خلال عهد الشيخ صباح الأول، كانت عائلة شمساه تعتبر أول أسرة شيعية تستقر في الكويت.
آخر إحصائيات حول الشيعة
- وبحسب تقرير “الحرية الدينية في العالم” لعام 2006 الصادر عن وزارة الخارجية الأمريكية، فإنهم يشكلون 30٪ من السكان البالغ عددهم 1.2 مليون نسمة.
- كما يدعي التقرير نفسه أن هناك 100ألف مقيم شيعي لا يحملون الجنسية الكويتية، وهناك حوالي عشرة آلاف من طائفة البهرة (الشيعة).
مذاهب لـ “شيعة الكويت”
- ينقسم الشيعة الكويتيون إلى أربع مدارس طائفية:
- أولاً، الشيخية، ويطلق عليهم اسم “جماعة ميرزا” إمامهم الميرزا حسن الإحقاقي تبر هو مؤسس مسجد الإمام الصادق في قلب العاصمة الكويت، مكان التقائهم، وأهم العوائل: الأربش، خريبط، الشواف، الوزان.
- والإخبارية من “الشيرازية” وهو “البحارنة” أحد مقلدي ميرزا إبراهيم جمال الدين الذي يعتبر إمام شيعة البحارنة وأهم العائلات التي تنتمي إلى هذه المجموعة: القلاف، الخياط، مكي جمعة، الحاج حامد.
- والحركة الإيرانية: تؤمن بوصاية الفقيه والسلطة الإيرانية، ظهر هذا الاتجاه بعد الثورة الإيرانية عام 1979 م.
- ومن النواب في مجلس النواب السابق عدنان عبد الصمد وعبد المحسن جمال.
- والخوئية، وهم باقي الشيعة الكويتيين من أصل إيراني، من مقلدي رجل الدين الشيعي أبي الحسن الخوئي الذي كان يسكن في النجف.
- الحقيقة أنهم من التيار الأصولي، وهناك التيار الشيرازي، وهم منافسون للخوئي.
أين يتواجد شيعة الكويت؟
- وفيما يتعلق بتوزيع السكان، فإن أغلب الشيعة يتواجدون في مناطق مثل: القادسية، المنصورية، الدعية، الدسمة، الرميثية، السالمية، حولي، والجابرية، وتجاوز عدد المساجد الشيعية 30 مسجدا وأكثر من 140 حسينية.
السياسة والشيعة بالكويت
- بحسب دراسة نشرتها وكالة الأنباء الكويتية (كونا) عام 2006، فإن هناك حوالي 28 حركة وفصيلة شيعية في الكويت.
- وخلال الانتخابات التشريعية التي جرت في ديسمبر 2012 فاز المرشحون الشيعة بـ 17 مقعدا من أصل 50 مقعدا.
- في مجلس الأمة الكويتي (البرلمان)، لكن في انتخابات 2013 فازوا بثمانية مقاعد في المجالس والشيعة ممثلون جيدًا في الجيش والشرطة ومجلس الوزراء.
الائتلافات والحركات الشيعية
- ومن أبرز التحالفات السياسية في الكويت، تأسست حركة الوفاق الوطني الإسلامي في 7 يناير 2003، وائتلاف اللقاءات الوطنية في سبتمبر 2005.
- ويتكون من معظم الجماعات والحركات الشيعية العاملة على الساحة الكويتية ممثلة باجتماع العدل والسلام الذي يجمع الميثاق الوطني.
- يتوزع الشيعة في الكويت بين الجمعيات السياسية، خاصة أنه لا توجد أحزاب في الكويت.
- ومن أبرز هذه الجمعيات التحالف الوطني الإسلامي 1998، وهيئة خدم المهدي، ومجموعة دار الزهراء التي تمثل كبار التجار الشيعة وتجمع علماء الشيعة في الكويت وحركة الوفاق الوطني الإسلامي.
متاعب الشيعة في الكويت
- هذا لا يعني عدم وجود شكاوى الشيعة، وأهمها صعوبة الحصول على تصاريح بناء المساجد، إضافة إلى مطالب أخرى تتلخص في جعل عاشوراء عطلة في البلاد.
- وإدخال قانون الطائفة الثانية عشرة في المدارس والكليات الشرعية للسنة والشيعة، وحذف مراجع في المناهج التعليمية تدل على أن الشيعة كفار، ومنح تصاريح بناء الحسينيات بآلية سريعة ودون تحديد العدد.
- كما طالب بعض المتعصبين الشيعة بتغيير المناهج التربوية للثقافة الإسلامية، حيث طالبوا بإلغاء المواد التعليمية التي تحدثت عن الخلفاء الراشدين أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب، عثمان بن عفان.
- كما طالبوا بإلغاء حرمة سؤال الميت، إذ عارض رجل الدين الشيعي باقر المهري ممثل المراجع الدينية في الكويت فكرة إنشاء اتحاد خليجي.
ارتباط شيعة الكويت بإيران
- هناك علاقة واضحة بين شيعة الكويت وإيران كان لها تأثير إيجابي على العلاقة بين الدولتين.
- شهدت العلاقات بين الكويت وإيران خلال مراحل تطورها انبعاثًا جديدًا، ولم تزد فترات التوتر والأزمة بين الكويت وطهران إلى ثماني أو تسع سنوات، وهي فترة الحرب بين العراق وإيران.
- الكويت يُنظر إلى إيران على أنها دولة إستراتيجية مهمة، وتراعي الحكومة الكويتية العلاقة الشيعية مع طهران أثناء تعاملها مع إيران.
- وكانت علاقة الشيعة الكويتيين بإيران هي السبب وراء الاتهامات التي وجهها أهل السنة في الكويت لشيعتهم بالولاء الخارجي وانتظار اللحظة المناسبة للعمل مع الأنظمة الطائفية في العراق وإيران.
- وبحسب دراسات قديمة نشرت على مواقع كويتية فإن الشيعة في الكويت منقسمون بين تيارات علمانية ودينية كثيرة.
- غالبًا ما تميل القوى العلمانية إلى الوقوف إلى جانب الحكومة ومعارضة سيطرة رجال الدين على العمالة الشيعية، كما ظهر بوضوح في حالة الوقف الجعفري.
- أما بالنسبة للقوى الدينية فيمكن تقسيمها إلى تيار إيراني يؤمن بولاية الفقيه والسلطة الإيرانيين، وقد ظهر هذا الاتجاه بعد الثورة الإيرانية عام 1979، والتيار الشيرازي الذي يتبع مرجعية محمد الشيرازي.
- الذي أقام في الكويت تسع سنوات (1971-1980) من العراق وأسس دعوة له وأسس مؤسسات وهيئات شيعية ونشط في طباعة الكتب.
- وحركة الشيخية، وهي جماعة قطعت التيار العام للشيعة الأصوليين، أي من الاثني عشر، في القرن التاسع عشر الميلادي.
جذور الشيعة في الكويت
- استقر الشيعة في الكويت منذ عقود، وهم من أصول عربية وإيرانية، ينحدر العرب من شبه الجزيرة العربية، وتحديداً من المنطقة الشرقية للمملكة العربية السعودية.
- يسمون الحساوية نسبة للأحساء وعرب البحرين ويطلقون عليهم البحارنة مع مجموعة صغيرة أتت من جنوب العراق.
- أما الشيعة من أصل إيراني، فقد أتوا من إيران منذ بداية القرن التاسع عشر، بدافع من الاستعمار البريطاني.
- لأغراض سياسية واقتصادية، ورغم تعريبهم حافظوا على هويتهم الثقافية والولاء لأصولهم التاريخية، وخاصة اللغة واللهجات الفارسية والعامة.
- وكان الشيعة في السابق يتركزون في المنطقة الشرقية وبنيد القار، وبعد ظهور النفط في البلاد انتقلوا إلى القادسية والمنصورية والدعية والسالمية والحولي والجابرية.
- يعود ظهور الشيعة على الساحة السياسية إلى عام 1921، أثناء افتتاح الاجتماع السياسي الأول في الكويت، والذي أطلق عليه مجلس الشورى.
- تم الحصول على عضويتها من قبل التجار وصناع الرأي المتهمين بالعمل العام، واقتصرت العضوية على الطائفة السنية من أصل عربي.
- ولم يضم المجلس من بين أعضائه أي ممثل للشيعة، حتى من أصل عربي، مثل البحارنة والأحساوي، بسبب رفضهم المشاركة في معركة الجهراء التي اندلعت عام 1920 بين الكويت وحاكم نجد، عبد العزيز آل سعود.
- وقالوا حينها إنهم إيرانيون لا ناقة ولا جمل في الحرب المستعرة بين العرب.
- وانتهت الحرب وظلت مرارة الموقف الشيعي راسخة في النفوس حتى حل مجلس الشورى وظهرت في عام 1934 مجالس إدارية منتخبة ممثلة بالمجلس البلدي ومجلس المعرفة لأول مرة في البلاد.
- كما اقتصرت عضوية المجالس الجديدة على الكويتيين السنة من أصول عربية.
- مُنع أصحاب الأصول الإيرانية، بمن فيهم السنة، من حق الترشح والتصويت، واستمرت هذه المجالس حتى عام 1938 وخلال هذه الفترات لم يستسلم الشيعة، بل أضاءوا البيئة بحثًا عن حقوقهم السياسية.
موقف القوى السياسية من الشيعة
- لم تهتم القوى السياسية في الكويت بالشيعة بل على العكس من ذلك، تبنت كتلة الإصلاح الوطني ذات التوجه القومي العربي مواقف متشددة من الكويتيين من أصل إيراني.
- مستبعدة الشيعة من حق الترشح للمجلس التشريعي الذي تأسس بعد عام 1938، وأعطى الحق في التصويت للمرشحين فقط.
- الأمر الذي أثار حفيظة الشيعة، فاقترب عدد كبير منهم من المقيم السياسي الإنجليزي في الكويت وطلب الحصول على الجنسية الإنجليزية، بدعوى تعرضهم للاضطهاد.
- واستقبل المجلس التشريعي التصعيد الشيعي بتصعيد مماثل، وأصدر قانونا يقضي بطرد كل كويتي حصل على جنسية أجنبية خارج البلاد.
- وحرمانه من جميع الحقوق، وانتهى التصعيد المتبادل بين الطرفين بـ تحالف الشيعة مع السلطة المسئولة عن شئون البلاد، والبريطانيين الذين حرضوهم على الخروج في مظاهرات حاشدة.
- يطالبون بإسقاط المجلس التشريعي، بدعوى أنه لا يمثل جميع الطوائف الكويتية، وبالتالي التخلي عن المحاولة الأولى لإصلاح الوضع السياسي في الكويت، وكان للشيعة نصيب الأسد في ذلك.
الديمقراطية تعيد ولاء الشيعة
- ظهرت أول منظمة شيعية علنية في الكويت عام 1963، بعد إعلان الكويت استقلالها عن بريطانيا العظمى، حيث استفاد الشيعة من الفلسفة الديمقراطية للحكومة للشيخ سالم الصباح، الذي سمح بوجود قوى سياسية واجتماعية.
- عبروا عن رأيهم من خلال النوادي والجمعيات الشعبية، وعززوا توجهاتهم الليبرالية بعد انتهاء الاحتلال البريطاني.
- وقانون الانتخابات الجديد كفلوا حق التصويت والترشح لجميع الكويتيين بغض النظر عن الانتماء الطائفي.
- استمرت الأمور في شد الخيوط حتى السبعينيات، واندلاع الثورة الإيرانية بقيادة آية الله الخميني.
- ثم بدأت الروح الثورية المعادية للأنظمة المحافظة تسود بين الشيعة في العالم العربي، وانعكس ذلك في افتتاح التجمعات الشيعية في شبه الجزيرة العربية، مما أدى إلى تنظيم الثورة في السعودية.
- لتحرير شبه الجزيرة العربية والجبهة الإسلامية لتحرير البحرين.
رياح الموجة الثورية
- وصلت رياح الموجة الثورية إلى الشيعة الكويتيين، الذين انقسموا إلى تيار محافظ يعبر عن الأرستقراطية والتجار والمصالح بالسلطة.
- وتيار شيعي ثوري يضم بالأساس “الطبقات الدنيا” الذين يطمحون إلى الإطاحة بأسرة الصباح من السلطة وإقامة نظام ديني على غرار النظام الخميني في إيران.
- تمكنت الحركة الثورية من قلب التيار المحافظ لرئاسة جمعية الثقافة الاجتماعية، الجبهة السياسية والاجتماعية للشيعة، فيما حققت الروح الثورية للنظام الإيراني هدفها الأول المتمثل في تفجير التظاهرات.
- غادرت من منزل عباس المهري الممثل الروحي لآية الله الخميني في الكويت.
- وتوجهت التظاهرات إلى السفارة الإيرانية في الكويت، ونزعت علم الشاه ووضعت لافتة كتب عليها “الله أكبر”.
- مما يشير إلى صدام بين الدولة والشيعة، حيث هاجمت القوات الخاصة التظاهرة واعتقلت لعدد كبير من المشاركين فيها.
- وأثارت الضربات الأمنية ثورة هائلة لأحمد عباس المهري دعا من أجلها إلى تجمعات جماهيرية نظمت من مسجد شعبان، المنزل التاريخي للشيعة بشرق الكويت، ردا على التصعيد الأمني.
- وطالب المحتجون بالمساواة في الوظائف العامة، ولفت الانتباه إلى أن الحركة الثورية الموالية للخميني رفضت حمل شعارات دينية وطائفية.
- وتبنت في معظم مطالبها نفس مطالب القوى الوطنية التي ساهمت في تحول أفكار التيار التقدمي نحو الكويتيين من إيران، والسعي لإيجاد صيغ تفاهم معهم على قاعدة الجمعية الوطنية.
أكبر مسجد شيعي
- مع مرور الوقت وتزايد جهود التقارب بين القوميين والشيعة، أصبح “مسجد شعبان”، أكبر مسجد شيعي في الكويت، منبرًا سياسيًا، واشتملت مؤتمرات المساجد على جهود للتقريب بين الناس.
- من السنة والشيعة، فكانت السلطة قلقة للغاية من تنامي نفوذ المسجد في مواجهته، فقربت العائلات الشيعية الذين يمثلون رأي الحكومة لوقف حركة المساجد.
- فشلت الحكومة في مساعيها السلمية، واكتفت بالقبض على أحمد عباس المهري، منظم حركة مسجد شعبان، بزعم انتهاكه قانون التجمعات العامة، ولمواجهة اعتقال.
- لم يجد عباس المهري سوى الاجتماع لكسر القيود المفروضة عليه، وذهب ليؤم المصلين في المسجد، وهنا اندلعت الأزمة.
- وحاصرت القوات الأمنية المسجد من جميع الجهات ومُنعت المهري من دخوله.
- أثار حظر المهري حفيظة الخميني، فذهب على الفور إلى إذاعة جمهورية طهران الإسلامية وطلب من الشعب الكويتي الحضور للصلاة خلف المهري، ردت عليه السلطات الكويتية بسحب الجنسية.
- من جميع أفراد عائلة المهري البالغ عددهم 18 شخص، وتم ترحيلهم إلى إيران.