المواصفات الهندسية لحدائق بابل المعلقة

منذ 2 شهور
المواصفات الهندسية لحدائق بابل المعلقة

حدائق بابل المعلقة هي إحدى عجائب الدنيا السبع، وتكمن جمالها وروعتها في القصة التي نشأت منها الحدائق، فيأتي دائمًا في بالنا بعض من الأسئلة التي نود طرحها عن  حدائق بابل المعلقة مثل متى تم بناء هذه الحدائق؟ أو ما هو السبب وراء بنائها؟ أو مثلاً ما سبب وجود هذه الحدائق حتى الآن؟، هناك الكثير من هذه الأسئلة وسوف نقوم بالإجابة عنها في هذا المقال التالي ونتعرف من خلالها على حدائق بابل المعلقة.

القصة وراء حدائق بابل المعلقة

كما قلنا أن هناك قصة وراء هذه الحدائق المعلقة وأنها واحدة من عجائب الدنيا القديمة وسميت بحدائق بابل لتواجدها في العراق، والعراق هي بابل قديمًا، ولكن ليست هي العجيبة الوحيدة التي توجد هناك، حيث يتواجد الكثير من المعامل الأثرية ولكن تعتبر هذه الحدائق أو الجنائن هي أشهرها لسبب ليس معروف، ولكن من الممكن أن نقول أنه يرجع على الأقل كما يقول الناس إلى الكم الهائل من الحب الموجود في هذا المعمار، فتم بناء حدائق بابل على يد ملك بابل نبوخذ نصر الذي كان يسكن في قصره الأسطوري الموجود على أطراف مدينة بابل وكان يتميز بمساحته الواسعة والشاهقة.

كما كان نبوخذ نصر عاشق لزوجته كثيرًا أميس الميدونية ملكة بابل وابنة قائد الجيوش الذي قام بالتحالف مع والد نبوخذ النصر في المعركة التي كان يبذل فيها الجهد لمحاربة الآشوريين، وكان هاذين الزوجين علامة كبيرة للحب في هذا الوقت مما جعل الكثير من الناس يظنون أن ما بينهم ليس حبًا ولكن يمكن أن يقال أنه أقرب ما يكون إلى السحر الذي يجمعهم، والسبب من بناء هذه الحدائق لأميس الميدونية أنها كانت مصابة بالاكتئاب الذي تم تشخيصه بأنه كان حاد مما كان سبب في انهيارها ببطيء، لم يكن نبوخذ نصر مسرورًا بالحال الذي وصلت إليه زوجته فكان يريد أن يساعدها بأي طريقة حتى تتعافى من الاكتئاب الحاد، فقرر بأن يشيد لها معمار خاص فوق التلال يطل على أجمل المناظر التي لا يطل عليها أي معمار آخر في بابل، فأتى بأحسن المهندسين والفنانين ليقوموا بمساعدته في إقامته وتشيده فعرض عليهم التصور الهندسي للحديقة التي يريد بنائها.

الوصف الهندسي للحدائق المعلقة

حدائق بابل المعلقة هي حديقة تم بنائها على مساحة  1,440 هكتار، كانت تأخذ الحديقة شكل التل، وتتميز بجمالها الذي يظهر في أوقات الربيع فكانت جنة الله في الأرض بعد أن تبدأ الزهور بالتفتح وتنتشر رائحتها  في الأجواء، يتكون هذا المعمار الهندسي من طبقات فوق بعضها لذلك كانت تسمى بالمعلقة فكان يبلغ ارتفاع الحدائق المعلقة أو الجنائن المعلقة نحو328 قدم، وفي شكله الخارجي لا يختلف عن المسرح اليوناني في شيء، فكانت تحيط الحدائق المعلقة في بابل بسور كبير يلتف حولها بسمك سبعة أمتار وارتفاع 17 متر، وكانت الحديقة بها التراسات التي كانت تتصل بعضها ببعض بالسلالم المصنوعة من الرخام الفاخر، وكان يتم إسنادها بالأقواس المصنوعة أيضًا من الرخام، ويوجد بها الأحواض الحجرية التي وضعت على جانبي التراس والتي تحتوي في داخلها على معدن الرصاص فهذه الأحواض تستخدم لزراعة الزهور وإضفاء لمسة جمالية للمكان، وهناك الفسقيات الذي تقوم بتوصيل الماء لجميع التراسات الموجودة وتأتي هذه المياه عن طريق نهر الفرات بواسطة العبيد الذين يقوموا بإدارة المضخات.

كيف يتم ري الحدائق البابلية المعلقة   

كان يتم ري الحدائق المعلقة أو الجنائن المعلقة عن طريق ما يسمى بلولب أرخميدس أو طنبور أرخميدس أو الشادوف وهو أحد أنواع المضخات اليدوية التي قام أرخميدس بصناعتها لتساعد في ري الحدائق التي تكون مرتفعة عن مستوى سطح الماء بطريقة بسيطة، ولوصف هذا الطنبور يمكن القول بأنه اسطوانة طويلة مصنوعة من المعدن لها يد تدار بواسطتها وتحتوي على الشادوف بداخلها لتقوم بضخ الماء من المستوى الأدنى وهو المسطح المائي للمستوى الأعلى وهي المسطحات التي يتم ريها، وكان مقدار الماء الذي يستخدم لري الحدائق المعلقة مبني على أساس الكتابات المقدسة التي كان يذكر فيها بأن الحدائق تحتاج في الأغلب إلى 37,000 لتر يوميًا لترتوي.

كيف تم اكتشاف حدائق بابل المعلقة بعد انهيارها

يقال أن هذه الحدائق المعلقة تم انهيارها بشكل تام بفعل الزلزال الذي ردمها تحت الأنقاض والذي جعل من قصة الحدائق البابلية المعلقة أن تختفي، ثم اكتشفت الحدائق البابلية المعلقة بعد سنوات من البحث في الأنقاض على بعد 85 كيلومتر من العاصمة بغداد، وهذا الاكتشاف الذي أوضح عن وجود آثار للمدينة البابلية التي كانت موجودة بين عامي 626 و539 قبل الميلاد، وهذا بجانب القرى والمناطق الزراعية الموجودة حول المدينة البابلية، وما أصرفت عنه الاكتشافات هو إيجاد الأسوار الداخلية لمدينة بابل بالإضافة إلى الأبواب والمعابد الأثرية المكتشفة للمدينة، وبالطبع تم اكتشاف أو إيجاد عجيبة من عجائب الدنيا السبع في الأنقاض وهي حدائق بابل المعلقة، كما أن مدينة بابل العراقية أصبحت واحدة من المدن التي تعتبر مدينة مليئة بالسكان ولكن بالنسبة للعصور القديمة وليس في العصر الحديث، والتي قام بإدراجها قحطان العبيد وهو مدير الآثار لمدينة البصرة والذي كان مسؤول عن تقديم الأبحاث المكتشفة عن المدينة البابلية لمنظمة اليونسكو.

أهمية المحافظة على الآثار

الآثار هي رمز التعريف الخاص بأي بلد يتم دخولها سواء هذه الآثار لم يتم اكتشافها بعد أو أنها في مرحلة الاكتشاف أو أنها موجودة بالفعل ويتم الاهتمام بها والمحافظة عليها، والحفاظ على الآثار هي من مسؤولية الجهات المعنية التي من واجبها أن تحافظ عليها من التعرض لأي تلف، ومن الأسباب التي تحثنا على المحافظة على الآثار أنها تقوم بحمل ماضينا وتعرفنا عليه وكيف كان أجدادنا يعيشون في هذا الزمن، وكيف أن الحاضر أصبح موجود بفضل حضارتهم وتعاليمهم، وكيف أن المستقبل مقترن بمن هم موجودين للمحافظة على الآثار من حيث القراءة عنها ودراستها والتخصص في هذا الجانب من الدراسات لإفادة الدولة، وإن أهمية الآثار تتمثل في:

  • الاهتمام بالآثار جيدًا والمحافظة عليها من التلف.
  • التدخل في الحفاظ على الآثار له جانبين معنوي ومادي، معنوي بالنسبة للمحافظة عليها والاهتمام بها وذلك لأنها تعطينا قيمة كبيرة أمام الشعوب والثقافات الأخرى، أما من الجانب المادي فإنها تمثل مصدر دخل قوي وعائد كبير على بلدنا فتقوم بتنشيط السياحة وتعمل على استمراريتها.
  • يجب علينا أن نقوم بتطبيق حملة المحافظة على الآثار ليس فقط للكبار والبالغين وذلك عن طريق إرساء قواعد حب الوطن بالنسبة للأطفال من عمر صغير فإن كل هذه الامور لن يكون لها أي أهمية عند بلوغهم سن كبير.

وفي نهاية مقالنا عن حدائق بابل المعلقة قمنا بالتعرف على أشهر وأغرب عجيبة من عجائب الدنيا السبع التي كانت نهايتها الانهيار، بالإضافة إلى بدايتها الجديدة في الاكتشاف الذي سيوفر لها الرعاية اللازمة والاهتمام من قبل الجهات المسؤولة.


شارك