معلومات عن دير سانت كاترين
معلومات عن دير سانت كاترين
يأتي السياح من جميع أنحاء العالم لزيارة الدير المعتزل، ويدير هذا المزار السياحي أسقف سيناء رئيساً للدير، ويأتي اعتزال الدير من عدم خضوع رئيسه لسلطة أي مجمع مقدس أو بطريرك آخر، ولكن نلاحظ ذكر بطريرك القدس في القداسات نظراً لعلاقته الوطيدة برئيس الدير، أما الكنيسة الأرثوذكسية.
فقد كانت لكثير من الوقت وصية على هذا الدير، فلا نجد مصريين أو عرب من كهنة الدير أو رهبانه، ولكن جميعهم يونانيين، يتبعون في ذلك الكنيسة الرومانية في القدس، فدائماً ما نجد أساقفتها الأرثوذكس يونانيون منذ زمن.
تاريخ بناء دير سانت كاترين
ومن أهم معلومات عن دير سانت كاترين أن أم الإمبراطور قسطنطين الإمبراطورة هيلين قامت بإصدار أمرها ببناء دير يوضع به رفات القديسة التي عاشت في مدينة الإسكندرية “القديسة كاترين”، وتم البناء الفعلي عام 545م في عهد الإمبراطور جستنيان.
ومن المعروف أن هناك الكثير من المزارات المقدسة والكنائس حول الدير، التي تنتشر في واحة فيران وطرفة ومنطقة الطور في شبه جزيرة سيناء، وتخضع كل هذه الأماكن الدينية لسلطة أسقف سيناء.
من هي القديسة كاترين؟
ولدت القديسة كاترين في مدينة الإسكندرية عام 194م في أسرة وثنية أرستقراطية، وكان اسمها “زوروسياوكانت” وكانت تتمتع بقدر كبير من الجمال والثقافة والذكاء والحياء والحكمة، مما جعلها مرغوبة من الجميع، ولكنها كانت ترفض كل من يرغب بها، وفي عهد الإمبراطور مكسيمينوس قد رأت اضطهاد الإمبراطور للمسيحيين.
وقامت بالإعلان عن اتهامها له بأنه يضحي للأصنام، ومن ناحيته فقد أرسل إليها خمسين خطيباً قد جمعهم من كل أركان دولته لكي يثنوها عن رأيها، ولكن ما حدث أنها اقنعتهم باعتناق المسيحية جميعاً، وقد نشأت على حب السيد المسيح مما جعلها تتقن علوم الكتب المقدسة بعد التحاقها بالمدارس، وقد درست اللاهوت وهي في الثامنة عشر من عمرها، كما تعمدت وقامت بدراسة الفلسفة.
واضطهد القيصر كاترين وأمر بتعذيبها، وفي نهاية الأمر قد قطع رأسها عام 307م في شهر نوفمبر، وقد ظهر رفات القديسة كاترين في منام أحد الرهبان العاملين في الدير بعد موتها بحوالي 300عام، وعندما ذهب الراهب وجد الجثمان فوق قمة الجبل كما رآه في الرؤيا، وتم دفنها في بادئ الأمر في كنيسة موسى.
مقتنيات دير سانت كاترين
يوجد بالدير كنيسة ذات تاريخ عريق تحتوي على مقتنيات أثرية كانت قد أُرسلت من بعض الملوك والأمراء كهدايا، ومن هذه الهدايا عدد من الثريات المصنوعة من الفضة، كما يحتوي الدير على بئر منسوب إلى سيدنا موسى -عليه السلام، تم بناء هذا البئر حول شجرة، وتسمى هذه الشجرة شجرة موسى.
وهي الشجرة التي يقولون عنها أنها الشجرة التي كلم الله سيدنا موسى عندها عندما رآها مشتعلة واهتدى بها، وقد حاول البعض استزراع هذه الشجرة خارج الدير، ولكنها أبت أن تنمو في غير مكانها وانتهت المحاولات بالفشل.
نجد في الدير أنواع مختلفة من الفنون التاريخية المجمعة، فمن الفن العربي نجد الفسيفساء، ومن الفن الروسي واليوناني نجد أيقونات ولوحات زيتية جدارية، وفنون أخرى منقوشة على شمع، ونجد مكتبة المخطوطات الشهيرة التي تكاد تنافس مكتبة المخطوطات في الفاتيكان.
ويحتوي الدير على نزل للزائرين، وبرج ذو طراز أثري تزينه الأجراس، والبدو هم القائمين على خدمة الدير، وفي الماضي كان للدير مدخل واحد وكان يعلو لثلاثين قدم.
ويرجع ارتفاعه إلى الحرص على حماية الدير من الدخلاء، ومن كان يريد الدخول للدير يتم رفعه في صندوق يتم إدلائه وتحريكه من خلال نظام مكون من البكرات والروافع، ولكن في الوقت الحالي تم وضع باب صغير في سور الدير من الناحية السفلية.
يحتوي الدير على معضمة بها رفات كثير من الرهبان الذين قضوا حياتهم في الدير إلى جانب رفات كاترين القديسة، يُسمح للزائرين بالزيارة في أوقات محددة من وقت الصباح وحتى وقت الظهيرة، ولكن يتم إغلاق الأبواب بعدها ليستطيع الرهبان أن يقيموا الشعائر الدينية ويتفرغوا لها.
وفي حالة دخول الدير يجب على الجميع الالتزام بالاحتشام في ملابسهم حتى السياح الوافدون من الغرب، ولذلك يحرص القائمين على أعمال الدير على توفير ملابس فضفاضة لمن يريد أن يرتديها من الراغبين في دخول الدير.
مسجد دير سانت كاترين
خلال حكم الفاطميين لمصر تم بناء مسجد صغير داخل دير سانت كاترين، أمر الحاكم بأمر الله ببنائه رغبة منه في حماية الدير، فقد تعرض الدير لعدد من الهجمات في بعض الأوقات، واعتقد الحاكم وقتها أن وجود المسجد بداخل الدير قد يحميه من هذه الهجمات.
ولكن عدد من المستشرقين قد فسروا هذا الأمر على أنه تحكم إسلامي وفرض هيمنة على المعتقدات الدينية المسيحية وقتها، أما في وقت تعرض مصر للحملة الفرنسية فقد نال الدير بعض الهجمات شأنه في ذلك شأن مناطق كثيرة قد تضررت في ذلك الوقت.
وقد قدم الرهبان عدد من الشكاوى رفضاً لما حدث للدير، واستجابة لهذه الشكاوى أمر نابليون بونابرت بتقوية السور، وقد بلغ ارتفاعه حوالي من 40إلى 200قدم، كما اهتم بتعليته وأمر بإقامة دفاعات.
مدينة سانت كاترين
تتميز مدينة سانت كاترين بأنها أكثر خصوصية من باقي مدن شبه جزيرة سيناء، تأتي خصوصيتها من وجودها فوق هضبة يبلغ ارتفاعها 1600متر عن سطح البحر، فهي أعلى مكان في سيناء مأهول بالسكان، تبعد المدينة حوالي 300كيلو متر عن قناة السويس.
وتتسع مساحة المدينة الواقعة في جنوب سيناء إلى 5130كيلو متر مربع، ووجودها في قلب الجنوب من شبه جزيرة سيناء يجعلها محاطة بعدد من الجبال المعروف أنا أعلى قمم جبلية في مصر، ومن هذه الجبال العالية جبل كاترين وجبل الصفصافة وجبل موسى، وهي القمم العليا في سيناء.
وتتميز مدينة سانت كاترين بمناخ معتدل صيفاً وفي الشتاء بارد جداً نظراً لارتفاعها، فيهطل عليها الثلج ويغطيها ويغطي جبالها مما يجعلها جميلة بشكل مميز، ونظراً لأهميتها في التاريخ والديانات ومظاهر الطبيعة فيها تم إعلانها كمحمية طبيعية للحفاظ عليها.
وهذا يجعلها المحمية الطبيعية الأكبر في مصر مساحةً، وطبيعة المدينة تجعل الحرف الأساسية فيها تدور حول الزراعة أو رعي الأغنام والإبل أو العمل بالأنشطة السياحية، فهناك عدة أنواع للسياحة فيها مثل السياحة الدينية ورياضة تسلق القمم الجبلية وسياحة السفاري، وإلى جانب الدير هناك آثار دينية متعددة في المدينة مثل المقام الشهير للنبي هارون –عليه السلام- وجبل موسى.