مفهوم التغذية الراجعة وانواعها
يُشكل مفهوم التغذية الراجعة وانواعها أهمية كبيرة في العملية التعليمية، حيث تُعد الرافد الأساسي الذي يفيد المُعلم أثناء أدائه لها، ودونه يصعب على العملية التعليمية أن تتطور وتعالج مشكلاتها، وتقدم أساليب وأفكار جديدة، ومن خلال موقع الماقه نوافيكم بالمزيد من التفاصيل عنها وأنواعها.
مفهوم التغذية الراجعة
عملية التعليم هي عملية بالأساس قوامها المعلم، حيث إنه المصدر الذي ينقل المعلومات إلى المُتعلم، فتظهر عليه وعلى سلوكه العملي والإدراكي، كما يمكنه أن يكتسب معلومات جيدة وقدرات مهارية أو حركية أو علمية بحسب نوع التعليم بالنسبة له، ولا يكتسب منها المعلم أي شيء لأنه المُعطي فيظل في سعي حثيث لنقل ما يعرفه إلى تلميذه.
لكن ما يمنحه التلميذ للمُدرس أو المُتدرب للمُدرب من تعليقات أو أفكار وتعقيبات على الأسلوب التعليمي، هذا هو معنى التغذية الراجعة، التي تفيد المعلم هنا فتطور من إمكانياته، فإما أن تعطيه دعمًا على أسلوبه، أو اعتراضًا عليها، ويُمكن للمعلم أن يلاحظ بنفسه تأثيرات إيجابية أو سلبية على طلابه، وهو ما يُفيد كثيرًا.
احتلت التغذية الراجعة مكانة مميزة في العملية التعليمية والتدريبية، ونالت الاهتمام من استراتيجيات التعليم؛ نظرًا لأنها تمثل عنصر تواصل فعال في التعليم، ومن السهل ملاحظة تأثيرها، فكلما كثرت أنواعها، وتعددت وسائلها وأساليبها، كان للعملية التعليمية نجاحًا أكبر، فإن كلًا من طرفيّ العملية مُستفيد.
بقدر ما تعود التغذية الراجعة بالفائدة على المعلم، لكنّها في الحقيقة تفيد المتعلمين أيضًا، فالمعلم يكوّن بها خبرته في وسائل توصيل معلومات، وبالتالي إذا وجد أن تلك الوسيلة لم تحقق الهدف المنشود منها يغيرها بطريقة أخرى.
مما يُزيد من حجم خبرته التي يستطيع من خلالها أن يحكم على الوسيلة التعليمية ككل، وبالتالي يكون أكبر المستفيدين منها الطلاب.
كما تُمثل التغذية الراجعة نظرية مهمة من نظريات التعلم الحركي؛ لأنها تكشف مواضع القوة والضعف في العملية التعليمية، فالمعلم يقوم بدوره في التعليم، ويمثل رد فعل المُتعلم الذي يُسمى بالتغذية الراجعة هو الذي يبين له أنه بحاجة إلى تثبيت المعلومة.
ما الفرق بين التغذية الراجعة والاختبار التقويمي؟
التغذية الراجعة والاختبار التقويمي كلاهما وسيلتان لتوصيل فكرة ما للمعلم عن نتيجة أدائه عمله، لذا فإنهما يصبان في مصلحة العملية التعليمية، لكنّ ذلك لا يمنع وجود اختلافات بينهما.
وجه المقارنة
الاختبار التقويمي
التغذية الراجعة
الهدف
يوصل للمعلم نتيجة تحصيل الطلاب لدروسهم أثناء الدرس ونتيجة استذكار الدروس لما بعد الدرس.
تعطي للمعلم الجانب السريع الذي يفيده في تقييم أسلوب تدريسه أول بأول.
الطرف المتأثر
تؤثر نتيجته بصورة أكبر على الطالب فهو أول المستفيدين بنتائجه الايجابية وأول المتضررين من نتيجته السلبية.
تفيد المعلم أكثر لأنها تمكنه من قياس أدائه فعليًا وتطوير أساليبه ووسائله وطريقة توصيله للمعلومة.
الطرف المستفيد
يعرف به المتعلم نتيجة ما فعله طوال العام أو مدة الاختبار.
يعرف به المعلم معلومات صحيحة ومؤكدة عن سير أدائه في العملية التعليمية وتكون خطوة إرشادية مهمة لتعديل السلوك المهني.
مصداقية النتائج
قد لا تكون النتائج صادقة كليًا إذ أنها تختل الغش فتكون النتيجة خادعة
نتائجها صادقة جدًا فالنتائج لحظية ولا يُقبل التلاعب بها.
وقت التقييم
التشخيص المؤجل للتقييم الأدائي للمعلم والمتعلم.
تشخيص دائم ووقتي.
مدى الوقاية
علاجية فقط فبعد ظهور النتيجة يحاول الجميع إصلاح الأخطاء.
وقائية وعلاجية في آن واحد.
أنواع التغذية الراجعة
يختلف نوع التغذية الراجعة بحسب معيار التقييم أو بحسب النظرة التي ننظر بها إليها، فأنواعها كثيرة، فمنها ما يمكن الإجابة على المعيار بكلمة نعم ولا، ومنه ما يحتاج لتدقيق لأن بها تداخُل كبير، وتختلف بين نوع وآخر وفقًا لمجموعة عوامل.
أولًا: حسب المصدر
المقصود هُنا بالمصدر هو الطرف الذي يقوم بالتغذية، لذا تنقسم إلى قسمين.
1- التغذية الراجعة الخارجية
هي التغذية الراجعة التي يقوم بها المُعلم نفسه، من خلال ملاحظاته واستنتاجاته وقياسه لردود أفعال المُتعلمين حول الدرس الذي درسه لهم، فقد يجدهم متيقظين ونشطين ومتفاعلين مما يُشير إلى نجاح الأسلوب.
2- التغذية الراجعة الداخلية
هي التغذية التي يقوم بها المُتعلم نفسه، حيث تصدر عنها إشارات أو كلمات أو إيماءات يوصل بها الرسائل المشفرة أو العلنية بحكمه على الوسيلة التعليمية، فيمكن أن توصل للمعلم ضرورة الاستمرار باتباع نفس الأسلوب، إما البحث عن بديل.
ثانيًا: حسب وقت التقديم
أي حسب الوقت الذي قُدِمت فيه التغذية الراجعة، ويُمكن تقسيمها إلى قسمين.
1- التغذية الراجعة الفورية
هي التي يتم تقديم التغذية الراجعة كالإرشادات والنصائح والتنبيهات أثناء الحدث نفسه، أي أثناء وقت العمل، ويتم الاستفادة بها أيضًا في الوقت نفسه.
2- التغذية الراجعة المؤجلة
تؤجل التغذية الراجعة كالإرشادات والتنبيهات بعد مرور فترة على أدائها، أو بعد وقوع اختبارات قياسية، ويُمكن أن تطول المدة أو تقصر، وأثرها تراكمي فيمكن أن يؤدي التغذية الراجعة بعد عام كامل أن يكون المستفيدين هُم أبناء جيل آخر.
ثالثًا: حسب المتعلمين
يتم تقسيم التغذية الراجعة بحسب عدد الذين يقومون بالتغذية، أي أصحاب الرأي المُتفق عليه.
1- التغذية الراجعة الفردية
يتم فيها التغذية الراجعة لكل طالب بشكل منفرد، وعادةً ما تحتمل النتيجة الفردية الصواب والخطأ؛ لأن الحُكم فيها فرديًا، فيمكن أن يكون خاضعًا للهوى.
2- التغذية الراجعة الجماعية
هي التي تقوم بها جماعة من الطُلاب بالمعلومات في الوقت نفسه، بشرط أن تتوافق آراؤهم في ذات الشأن ويكون رأيهم أقرب للصواب، إذا سلموا من احتمال الاتفاق على الرأي للإضرار أو للمدح غير الحقيقي.
رابعًا: حسب تزامن الاستجابة
أي وفقًا لوقت الاستجابة اللازم لتنفيذ التصحيح.
1- التغذية الراجعة المتزامنة
يتم فيها تنفيذ التنبيه بصورة متزامنة مع الحدث، كأن يعلق أو ينبه صاحب التغذية فيستجيب الطرف الآخر فورًا، كتغيير خطة العمل مثلًا.
2- التغذية الراجعة النهائية
فيها تتم التغذية الراجعة بعد انتهاء المدة الزمنية للعمل، فتقدم التنبيهات ليستفيد بها كمحصلة نهائية للسنة الدراسية أو للموسم العملي.
خامسًا: حسب الإيجابيات والسلبيات
أي بحسب النظرة للأعمال لا بحسب النتيجة.
1- التغذية الراجعة الإيجابية
فيها تطور التغذية الراجعة من مُستمعها، وتدفعه للأمام وتعلّمه في مواقف مشابهة كيف يتصرف.
2- التغذية الراجعة السلبية
هي تغذية بالعيوب أو بالتقصير أو الإجابات الخاطئة، فيتم التعديل منها، وبالتالي يكون المقصود أنها ركزت على الجانب السلبي فقط فيه لكي يتطور إلى الأفضل.
التغذية الراجعة مهمة في العملية التعليمية، وهي أساس التقدّم فيه، نظرًا لتأثيرها في دعم الإيجابيات، وتقليل السلبيات، وتطوير الأداء لذا لا بُد أن يهتم بها كل العاملين في مجال التعليم.